“إذا كان لك، فخذه معك”.. نداء فني من أجل البيئة في إسبانيا

يوجد في إسبانيا ما يقرب من نصف مليون كيلومتر مربع من المساحات الطبيعية التي تتوفر فيها الغابات، والأراضي الرطبة، والهضاب، والجبال، والأنهار، والبحار. وتشكل هذه المساحات الطبيعية الرئة الحية لشبه الجزيرة الإيبيرية، لكنها، مع ذلك لا تفتأ تتغير وتضمر بفعل الممارسات البشرية المعادية للبيئة، والتي تتجلى بشكل رئيس في رمي القمامة والأغراض المهملة في تلك المساحات.
عام 2021، أطلقت منظمة “سيو بيرد لايف”، وهي أقدم منظمة إسبانية غير حكومية معنية بحماية الطبيعة، مشروعا لحماية هذه المساحات الطبيعية في إسبانيا، وتجسد ذلك عبر حملة شارك فيها ما يقرب من خمسة وعشرين ألف متطوع، جمعوا 257000 غرض مرمي ومهمل (أكثر من 135 طنا من القمامة)، في حوالي 2000 نقطة من تلك المساحات الطبيعية في البلاد.
“إذا كان لكَ، فخذه معك” عنوان معرض الصور الفوتوغرافية للكاتب والمصور الفوتوغرافي لويس خافيير كاراسكوسا (برشلونة، 1964)، والذي تمكن زيارته في “الحديقة النباتية الملكية” بمدريد، لغاية الثالث والعشرين من شهر يوليوز المقبل.
يضم المعرض عينة من عشرين صورة، اختارها كاراسكوسا من بين أكثر من ألف صورة التقطها في السنوات الأخيرة، في مناطق مختلفة من إسبانيا، وتوثق ازدياد حالات رمي القمامة في الطبيعة. ويهدف المعرض إلى توعية الزوار إزاء موضوع نسيان النفايات، في المساحات الطبيعة، والضرر الذي تجلبه على البيئة، وما تولده من مواد سامة تلوث الهواء والماء والتربة وتؤثر على الكائنات الحياة، إضافة إلى تأثيرها البصري السلبي.
وتظهر الصور المعروضة أن أعقاب السجائر، وعلب المشروبات، والأكياس البلاستيكية من أي حجم وتصميم، هي التي تتصدر المشهد الطبيعي اليوم. وبعد جائحة كورونا انضم إليها القناع والقفازات التي صارت جزءا من المشهد الطبيعي الذي يحيط بنا.
“لسوء الحظ، صارت القمامة جزءا من كوكب الأرض. لا يهم إذا كنا وسط ميدان التايمز أو عند مصب نهر الأمازون، أو في قرية غاليسكية أو عند قمة جبل شاهق. دائما نترك آثارا لخطواتنا، ونحن لا نتحدث فقط عن آثار أقدامنا، ولكن عن كل تلك النفايات التي لدينا، والتي نتركها عن قصد”، يعلق كاراسكوسا.

Related posts

Top