لمباركي عكس عبوب…

كان من الممكن أن يمر الانتصار الساحق، الذي حققه فريق المغرب الفاسي لكرة القدم، على حساب الشباب الرياضي السالمي، بثلاثة إصابات لصفر عاديا، بالنظر إلى المستوى المقبول الذي ـظهره الفريق المحلي، منذ بداية الموسم الجاري، تحت قيادة المدرب طارق السكيتيوي…

إلا أن التصريح الذي أدلى مدرب الفريق الزائر بوشعيب لمباركي، جعل النتيجة غير عادية، بل تطرح بخصوصها، مجموعة من علامات الاستفهام، والتساؤلات الملحة، والمنطقية…

فقد تحدث “شعيبة”، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة التي تدخل ضمن برنامج الدورة الخامسة من البطولة، باستغراب كبير حول طريقة أداء لاعبي فريقه، خصوصا في الجولة الأولى…

حيث قال: “كانت مقابلة بسيناريوهات مختلفة، قدمنا شوطا أول جيد، وكنا قريبين من افتتاح نتيجة التسجيل، لكن في الشوط الثاني لا أعرف ماذا وقع، وكاين شي حوايج مانقدرش نفهمهم”.

وواصل لمباركي تصريحات المثيرة: “الشوط الثاني كان مغايرا بشكل كبير، عن الجولة الأولى، ففي الجولة الثانية أصبح فريقا آخر، الهدف الأول يمكن أنه أثر على اللاعبين، لكن هناك بعض الأخطاء مايمكنش يدخل فيهم المدرب”.

وختم بوشعيب المدرب، وليس الرئيس، تصريحات خلال هذا اللقاء الإعلامي، بالإعلان عن تقديم استقالته، وتأكيد على أن المباراة ضد “الماص”، هى الأخيرة له مع الفريق السالمي، لأن بعض اللاعبين وأيضا بعض المسيرين، عليهم أن يكونوا في مستوى ما أسماه “الثقة الموضوعة فيهم”، وما على مسؤولي فريق سوالم، سوى البحث عن مدرب يتماشى مع الاستراتيجية التي يرونها صالحة للفريق، وأنه كلاعب تكون داخل ناد يلعب كرة القدم، وليس أشياء أخرى…

وليست هذه المرة التي يغادر فيها مدرب، فريق شباب السوالم، فسبق لعبوب زكرياء الموسم الماضي، أن فك ارتباطه، بسبب اختلاف وجهات النظر بينه وإدارة النادي السالمي، وعوضه بوشعيب المباركي…

وإذا كان عبوب فضل الرحيل في صمت، محتفظا لنفسه بالاسباب التي دفعته بالمغادرة، فإن لمباركي ارتأى أن يكسر القاعدة، وأدلى بتصريحات غير عادية، ألمح فيها إلى وجود اشياء غير عادية، تتحكم في مسار هذا الفريق الحديث العهد ببطولة القسم الأول…

وبعيدا عن أية اتهامات مباشرة للرئيس بوشعيب بنشيخ ومن معه، في غياب أدلة ملموسة؛ فإن ما قاله لمباركي لا يجب المرور عنه مرور الكرام، بل يقتضي الوقوف عنده، والبحث في أسبابه ومسبباته، ومعرفة القناعات الشخصية التي دفعته إلى اتخاذ مثل هذا القرار الصعب، والذي يحتم عليه؛ إما البحث عن فريق آخر بالأقسام السفلى، أو دخول العطالة الإجبارية…

من الصعب وجود دلائل، وحجج ومعطيات دامغة، لكن هناك مؤشرات تعززها في بعض الأحيان تصريحات وحتى اعترافات، تجعل المتتبع يشك في مصداقية بعض النتائج، خصوصا خلال الدورات الأخيرة والحاسمة من البطولة، أما مع بداية الموسم، فإنه يصنف ضمن خانة الريبة وتعاظم الشكوك…

>محمد الروحلي

Top