سفيان البقالي: رغم الإصابة والغياب الطويل لم أشكك أبدا في قدرتي على الفوز

أكد البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي أنه لم يشكك في قدرته على الفوز بالميدالية لسباق 3000م موانع، رغم معاناته من الإصابة التي فرضت عليه غيابا طويلا عن أقوى الملتقيات الدولية.
وقال البقالي في حوار أجرته معه “بيان اليوم” بالمنطقة المختلطة، عقب فوزه بالسباق مساء أول أمس الأربعاء، إنه كان علم بخطة عدائي إثيوبيا من أجل إيقافه، ومنح الفرصة لزميلهم والمنافس الأكبر لاميشا جيرما.
وأضاف أيقونة ألعاب القوى حاليا، أنه بعد تنسيق مع زميله محمد تيندوفت أثناء السباق وليس قبله، تطوع الأخير لحل السباقـ حيث خلال انسل وسط الكوكبة الإثيوبية، ورفع من الإيقاع وخلط أوراقهم.
وتابع البقالي أنه سيبدأ في العمل والتركيز على مشاركته بحدثين كبيرين هما بطولة العالم 2025 بطوكيو وأولمبياد 2028 بلوس أنجلوس، مشيرا إلى أن السنة الرياضية بالنسبة له، ستنطلق بعد ألعاب باريس.
ولم يفوت بطلنا المغربي الفرصة دون توجيه جزيل الشكر والامتنان لتيندوفت الذي لعب دورا كبيرا في حسم السباق لابن مدينة فاس، وبالتالي منح المغرب ميداليته الذهبية الأولى والأخيرة في هذه الدورة.

> لمن تهدي هذه الميدالية؟ وكيف كان شعورك وأنت تنهي السباق بهذه الطريقة المتفوقة؟
>> أنا جد سعيد اليوم بتتويجي بالميدالية الأولمبية الثانية على التوالي. أهدي هذا اللقب إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله. أشكره جزيل الشكر على دعمه لي من خلال الرسائل التي تلقيتها من جلالته في ألعاب طوكيو وبطولتي العالم بيوجين وبودابست. وها هي ثمرة هذه الرسائل تظهر وتواكبني.
أخذت على عاتقي أن أجعل بلدي فخورا بي وأقدم كل ما لدي سواء في التداريب، وذلك لكي أكون جاهزا لمثل هذا اليوم. هذه السنة لم تكن سهلة بالنسبة لي. وهنا أود الاعتذار من أصدقائي الصحفيين الذين كانوا يحاولون الاتصال بي، لكني لم أكن أرد على اتصالاتهم.
هذا العام كان صعبا، لأني تعرضت لإصابة قوية جدا، ولم أتعاف منها، إلا في منتصف شهر أبريل. فحتى مشاركتي بالأولمبياد لم تكن مضمونة مائة في المائة. الحمد لله “برضا الوالدين” المعروف علينا نحن المغاربة، وثقتي في الله، ومدربي “السي” كريم التمساني، استطعت العودة تدريجيا واستعدت ثقتي في التداريب. وحسمنا موقفنا بعدم المشاركة في أي سباق قبل الألعاب الأولمبية.
كان التركيز المشاركة الاولمبية فقط. والحمد لله نجحت هذه الخطة، وتركيزي كان عاليا للغاية. رغم أن بعض الزملاء المغاربة، وأيضا من جنسيات أخرى قالوا إن سباقات سفيان تكون صعبة جدا.
وكما توقعنا كانت هناك خطة مدروسة من طرف عدائي كينيا أو إثيوبيا. وهذا ما حدث تماما خلال سباق اليوم.
كنت جاهزا لمواجهة أي تكتيك، ووفقنا الله لكي نختار التكتيك المناسب، كنت أعلم أن عدائي إثيوبيا سيأخذون المبادرة في بداية السباق، لكني نجحت في تدارك الأمر، وإبطال هدفهم…
أشكرا كثيرا محمد تيندوفت الذي قام بعمل رائع وسط السباق. بعدما تقدم، وفي هذه اللحظة تكلمت معه وقلت له: “لا يمكنك أن تتركهم هكذا، عليك التقدم وحل الكوكبة حتى لا تبقى مجتمعة…”.
وبالفعل انسل وسطهم، وقام بدور رائع وذكي، ولهذا لابد من أوجه له جزيل الشكر والامتنان…
وبحكم أنني الأقوى في الـ200 متر الأخيرة، وكما يعرف ذلك الجميع. وقع حادث سقوط العداء الإثيوبي، وعندما رأيت ذلك حصلت على دفعة نفسية قوية، مكنتي من أن أبتعد عن الزحام، وحتى لا يحدث أمر مماثل. والحمد لله أخذت المبادرة، واستطعت الفوز في النهاية.

> هل يمكن القول إن حادث السقوط قد سهل نوعا من مهمتك في الفوز بالسباق؟
>> صراحة لم أكن أعرف بالضبط هوية العداء الذي سقط، لأنني كنت متقدما وسمعت فقط الصوت الناتج عن السقوط. لكني لم أفكر في الأمر. وما كنت أركز عليه، هو أن أكون أول من يتخطى حاجز البركة المائية. صحيح كان هناك تأخير، لكني استطعت تدارك الأمر والفوز في الأخير.

> حققت ميداليتين أولمبيتين متتاليتين، فما هو حلم في قادم الأيام؟
>> نحن المغاربة معرفون بنهمنا “ما كنشبعوش”. أنا عداء المستوى العالي. أخذت على عاتقي ممارسة ألعاب القوى منذ عام 2016. هدفي هو الفوز بالبطولات الكبرى وتحقيق الميداليات.
ربما في أحد الأيام قد لا أفوز بالذهب. قد أحرز ميدالية فضية أو برونزية. لكن المهم هو أن أبقى دائما متواجدا في منصة التتويج. التظاهرة الكبيرة المقبلة هي بطولة العالم في طوكيو سنة 2026، كما سأحاول رفع التحدي منذ اللحظة بخصوص الألعاب الأولمبية القادمة بلوس أنجلوس سنة 2028، ولم لا أن نفرح جميعا مرة أخرى هناك.

> لم تشارك كثيرا بالملتقيات الدولية، هل هذا راجع إلى رغبتك في تدبير مسارك على نحو أفضل؟
>> بالعكس. كما قلت لكم سابقا لم أشارك كثيرا هذه السنة بسبب الإصابة. وهي التي أبعدتني عن الملتقيات. بالنسبة لي السنة الرياضية بدأت للتو، وسأشارك في الملتقيات بعد الألعاب الأولمبية.

> كيف كان تركيزك ساعات قبل انطلاقة السباق؟
>> المعروف عنى هو أنني عندما أشارك بالألعاب الأولمبية، كما حدث مثلا في طوكيو، ألتزم بخمسة أمور هي إقفال الهاتف، وعدم الحديث مع أي شخص في القرية الأولمبية. واليوم استثناء تحدثت مع والدتي التي كانت تعي العبء الملقى على عاتقي، وهى تعلم إصابتي. قالت لي: “لي جا اليوم مرحبا بيه”. وأجبتها أنا: “إن شاء الله يكون خير وسأفوز”.

> هل كنت تتوقع السيناريو الذي عرفه السباق؟
>> كما قلت، كنا نتوقه سيناريويين لا ثالث لهما. السيناريو الأول هو أن السباق سينطلق بسرعة. أما السيناريو الثاني فسيكون تكتيكيا. كنت جاهزا لكلتا الحالتين. في بداية السباق كان الإيقاع سريعا، لكن فجأة تغير كل شيء، وأصبح تكتيكيا. كنت جاهزا ولولا ذلك لم أكن لفوز. شخصيا كنت أن أفضل أن يظل السباق سريعا، لأن ذلك يسهل علي الأمور.

> هل قمت بالتنسيق مسبقا مع تيندوف؟
>> صراحة لم ننسق مع بعضنا البعض. فالتنسيق كان وسط السباق. فاجأني بتقدمه وقلت له لاحقا إنه يتوجب عليه أن لا يتركهم في مجموعة، وأن يحاول حل السباق. وهذا ما حدث وصدمهم بالانسلال بينهم. أنا سعيد بتأهل هذا العداء إلى النهائي، والذي سبق له أن رافقني أيضا في نهائي طوكيو، ثم اليوم بباريس.
وبالمناسبة فقد أصبح يتدرب في مجموعتي. وأتمنى له التوفيق في المسابقات، وأن يقول كلمته في المستقبل.

< حاوره بباريس: محمد الروحلي

Top