حزب التقدم والاشتراكية يعتبر التعليم والتربية قضية مجتمعية تستلزم تعبئة كافة المتدخلين

نظم المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، يوم السبت 12 أكتوبر الجاري، بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء، الحوار الوطني الأول حول منظومة التربية والتكوين بالمغرب تحت شعار “المدرسة المغربية سؤال الجودة ورهانات التنمية”، بحضور أعضاء المكتب السياسي للحزب، وثلة من الأساتذة والفاعلين بالقطاعين العام والخاص إلى جانب ممثلين عن لجنة التربية والتعليم للحزب، وجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ ونقابات تعليمية،
وانصبت مداخلات هذه المناظرة، عدد من المحاور منها على الخصوص الموارد البشرية والإدارية، والكتاب المدرسي، وجودة التعلمات والمكتسبات، والتوجيه التربوي ومحاربة الهدر المدرسي، والفضاء التربوي ومستوى الإمكانيات والمؤهلات.
وبهذه المناسبة، أوضحت عائشة لبلق عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن هذه المناظرة الجهوية الأولى، التي انطلقت من الدار البيضاء والتي تعقبها العديد من المحطات تشمل مختلف جهات المملكة، تأتي حرصا من الحزب على استمرارية طرح كل الإشكاليات والقضايا المتعلقة بالمنظومة التربوية.
وشددت عائشة لبلق على أن حزب التقدم والاشتراكية يعتبر التعليم والتربية خاصة في شقها المتعلق بالمدرسة العمومية والرهانات المطروحة عليها اليوم، قضية مجتمعية تستلزم تعبئة كافة المتدخلين.
واعتبرت لبلق المناظرة الجهوية الأولى مناسبة لتسليط الضوء على الإصلاحات التي عرفتها المنظومة وعلى مكامن الاختلالات من أجل الرفع من مستوى جودة المدرسة العمومية.
من جانبه، أوضح جمال كريمي بنشقرون، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن تجويد المدرسة العمومية ومنظومة التربية والتعليم والتكوين بالمغرب يستدعي فتح نقاش عمومي فاعل مع مختلف الفرقاء بهدف بلورة حلول فعالة لتحقيق الأهداف المنشودة.
واعتبر جمال كريمي بنشقرون أن الحزب باعتباره فاعلا سياسيا وشريكا أساسيا في إنتاج السياسة العمومية، يطلق هذا النقاش العمومي عبر مختلف جهات المملكة من أجل استجماع خلاصات وتوصيات تروم تجويد المنظومة التربوية والارتقاء بها وإعادة الاعتبار للمدرسة العمومية بالقطاعين العام والخاص وجعله رافعة أساسية في التنمية.
وهو أمر، يضيف كريمي بنشقرون، يتطلب ايلاء أهمية خاصة للموارد البشرية ومراجعة المناهج والعمل من أجل توحيد المقررات والكتب المدرسية، والعناية بفضاءات التعلم، مؤكدا أنه لا بديل عن منظومة تعليمية قوية ووازنة ترتقي بالناشئة.
من جهته، ابرز المدير الإقليمي المكلف بتدبير المديرية الإقليمية للمحمدية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عثمان الساخي، الجهود المهمة التي تقوم بها الوزارة لتجويد المنظومة التعليمية.
وأضاف أن الوزارة تعمل جاهدة على إصلاح وتطوير منظومة التربية والتعليم من خلال عدد من البرامج التي تركز في الأساس على ثلاثة محاور تهم التلاميذ والأطر التربوية ثم الفضاءات التربوية، مؤكدا في الوقت ذاته على الدور المحوري للأسرة وجمعيات الآباء والأمهات في مواكبة كل الإصلاحات التي تقوم بها الوزارة.
وقد شكل الحوار الوطني الأول مناسبة عمق من خلالها حزب التقدم والاشتراكية رؤيته حول إصلاح منظومة التربية والتعليم، وعبر عن إرادته الجماعية في نقاش حقيقي وواقعي حول عملية إصلاح لن تتم إلا بإرادة شاملة وإرادة جماعية، لكل مهتم سواء الجهة التي تصنع السياسة العامة ببلادنا أو باقي الجهات الفاعلة والتي لا محيد عنها كالنقابات، وجمعيات المجتمع المدني، وكل الفاعلين التربويين.
كما بحث حزب التقدم والاشتراكية من خلال هذا الحوار الوطني على إرساء نقاش واقعي، يجيب على انتظارات المواطنات والمواطنين الثواقين إلى مدرسة مغربية قوية، باستراتيجية تستجيب لرهانات التنمية ببلادنا، عبر جودة محورية قوامها الارتقاء بالموارد البشرية التربوية التعليمية، وإعادة اعتبار للمدرسة العمومية ولفضائها ولمكانتها كما كانت منذ عقود، التي أنتجت الأطر ببلادنا، وإعادة كذلك مكانة المدرسين في المنظومة التربوية، وإصلاح روابط التعاون بين القطاعين العام والخاص، وإنتاج تكامل في هذا الباب عبر مناهج تعليمية موحدة وعبر استراتيجية واقعية تستجيب أيضا لانتظارات من يستثمرون في هذا المجال، وممن لهم إرادة صلبة في الإصلاح.
وفي هذا السياق قال جمال كريمي بنشقرون، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح لجريدة بيان اليوم، إن الحوار الوطني الأول يأتي إيمانا من حزب التقدم والاشتراكية بالأهمية القصوى التي تكتسيها منظومة تربية وتعليم في مستوى طموحات البلاد.
وأضاف كريمي بنشقرون أن حزب التقدم والاشتراكية يقدم تصوراته لمدرسة عمومية مغربية ناجعة ويعتبر نفسه شريكا من أجل بلوغ هذا الهدف بدليل تنظيمه هذا اللقاء الجهوي الأول الذي يعتبر مقدمة للقاءات جهوية ستنظم في القادم من الأسابيع، في أفق عقد لقاء وطني حول شعار كبير وهو “سؤال الجودة ورهانات التنمية”.
وأوضح عضو المكتب السياسي، أن حزب التقدم والاشتراكية واع تماما بأنه لا إصلاح زاوية التربية والتعليم، دون إصلاح قوي ووازن للفعل الديمقراطي بالبلاد، لأنه أصل بلورة آليات التغيير، فالمجتمع في حاجة ماسة لتكريس العدالة الاجتماعية الحقيقية من أجل محاربة الهدر المدرسي وخلق مساواة في المدرسة العمومية والتي لا يمكن أن تعوض، فهي الأصل والمنبع الأساسي لإنتاج الأطر والكفاءات بالبلاد.
وفي نفس الصدد قال عثمان الصاخي، المدير الإقليمي المكلف بتدبير المديرية الإقليمية بالمحمدية في تصريحه لجريدة بيان اليوم، “إن اللحظة التي نعيشها اليوم في قطاع التربية والتكوين هي لحظة تعيش على وقع تنزيل خارطة الطريق 2026/2022، فالخريطة قبل أن تتبلور في صياغتها النهائية، سبقتها مرحلة المشاورات لتحصين المدرسة المغربية، وركزت هذه الخارطة على ثلاث محاور أساسية وهي  :الأستاذ والمدرسة والتلميذ، وتمت أيضا مغربة ما تمت صياغته وفق المنهج المغربي، والآن يتم تكوين الأساتذة فيه قبل تنزيله لأرض الواقع، فهذا الإصلاح يتطلب تعبئة مجتمعية وانخراط مجتمعي”.
وصرح عزيز دوحولي، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم عن الكوفدرالية الديمقراطية للشغل، أن التعليم يساير المجتمع، فالمدرسة هي صورة مصغرة تعبرعما يعيشها المجتمع المغربي من ضغوطات اقتصادية وأزمات.
حيث أكد عزيز دوحولي أن التعليم هو مرآة الواقع الذي نعيشه الآن سواء الاقتصادي أو الاجتماعي. وقال الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم عن الكوفدرالية الديمقراطية للشغل، “نستحي التحدث عن الجودة بكل صدق، فالجودة للأسف أصبحت خارج المدارس العمومية ولا صلة بها، فمن يبحث عن الجودة يجب أن يقصد مدارس باهظة الثمن لتدريس أبنائه، فالحديث أيضا على الشكل العلاجي يجب هنا استحضار وتقييم التجارب السابقة، فالتعليم هو القاطرة الحقيقة لتطور البلاد”.
محمد العلوي، الكاتب الجهوي لمنظمة التعليم الدار البيضاء-سطات، وعضو المكتب الوطني عن المنظمة الديمقراطية للشغل، أوضح في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن الهاجس الوحيد هو جودة المدرسة العمومية، فالجميع أداة واحدة تستوجب العمل لتطور المدرسة العمومية، ويجب أيضا على الجميع تسخير جميع المجهودات من أجل بناء مدرسة عمومية منتجة تؤهل شبات وشباب المستقبل نحو لبناء مجتمع راق وفي مستوى عال، والابتعاد عن التدخلات الواهية التي ستأزم الوضع ولن تجدي نفعا بمستقبل أطفال المغرب”.
عبد الإله جحا، ممثل المنتخبين المحليين ورئيس فريق مجلس المدينة لحزب التقدم والاشتراكية، شدد من خلال تصريحه لجريدة بيان اليوم، أن منظومة التربية والتكوين في إطار الرؤية الاستراتيجية لإصلاحات 2030/2015، حيث أكد المتحدث ذاته، أن شعار المدرسة المغربية اليوم هو الإنصاف في التربية والتكوين، فوجود مجموعة من الرافعات يتم اعتمادها من أجل تنزيل هذه الرؤية الاستراتيجية، مع وجود شروط يجب أن تتوفر من أجل إنجاح هذه التجربة فالهدف من هذا هو التمكين البيداغوجي وتنويع تعلم اللغات، فالأمثلة الحية في مدارسنا المغربية تثبت لنا أن الخارطة المبرمجة لا زالت حبرا على ورق، حيث نجد مجموعة من التلاميذ يدرسون على سبيل المثال اللغة الإنجليزية في المقابل أن هناك أقسام لا تدرسها نهائيا، وعن اختلاطهم في العامي الثاني ستتضح لنا التفاوتات بينهم وعدم تكافئ الفرص، وهذا يعد ارتباك لرؤساء المؤسسات الذي يعدون المسؤولين عما ستؤول له أوضاع هؤلاء التلاميذ، لذا يجب الوقوف على هذا الموضوع وإعطاء الفرص للجميع وتمكين كل تلميذ من الحصول على مستوى تعليمي يستحقه.
وشدد صلاح الدين نابغة، وهو مسير لمجموعة من المدارس الخصوصية، وممثل التعليم الحر بالمغرب، في تصريحه لجريدة بيان اليوم، أن العنوان مثير جدا لأن المدرسة المغربية تشمل العمومية منها والخصوصية، فالجميع يطمح أن يكون التعليم المغربي في مستوى أفضل عن طريق مجموعة من النقاشات والإسهامات التي سيستفيد منها الجميع، وقال نابغة، “إن الاشتغال بجهد أكبر وبذكاء، فالتلميذ الآن يحتاج للتطبيق في تعلمه أكثر من الشعارات والتنديدات التي لن تزيذ بمستقبله للأمام، فنحن نرى كيف يتطور العالم من حولنا، وكيف تتم بلورة التعليم والتكوين في الدول المجاورة، وهذا ما يجب تطبيقه داخل بلدنا ولو بطريقة جزئية، للحصول على شباب ينعشون الاقتصاد المغربي بأفكارهم المبتكرة والجديدة.

< هاجر العزوزي

تصوير: طه ياسين شامي

Top