من أجل القدس

ينخرط المغاربة منذ أمس الخميس في «الحملة الدولية لكسر الحصار عن القدس الشريف»، وذلك عبر تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات والبرامج.
أمس خصصت وزارة التربية الوطنية ساعة للقدس في مختلف المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، وذلك بغاية التعريف بالوضع الذي توجد عليه مدينة القدس والحصار المفروض عليها، وتجديد التأكيد على التضامن مع القدس والمقدسيين..
وفي جوامع ومساجد المملكة ستخصص خطبة الجمعة للموضوع نفسه، كما سيعقد البرلمان، بغرفتيه، جلسة خاصة الاثنين المقبل، فضلا عن مبادرات ثقافية وتحسيسية وإعلامية متنوعة.
إن الدفاع عن القدس ونصرة أهلها، يمثل شعورا طبيعيا وتلقائيا عند المغاربة عبر التاريخ، وهو ما ميز دائما تضامنهم مع القضية الفلسطينية التي جعلوها قضية وطنية بالنسبة لهم، ولم تكن يوما موضوع مساومات أو معبرا لتصريف حسابات سياسوية أو مصلحية، ولهذا نجد مبادرة اليوم قائمة على انخراط مختلف الحساسيات السياسية والفكرية والجمعوية، واتفاق الكل على التوحد تحت خيمة فلسطين كما كان الأمر دائما.
القدس أيضا بالنسبة للمغاربة هي جزء من تاريخهم ووجدانهم، والتضامن معها، تبعا لذلك، هو تضامن مع الذات أولا، كما أنه فضح لجرائم ترتكب يوميا في حق مدينة الأديان والأنبياء، وضد أهلها، وصرخة في وجه العالم كله للمطالبة برفع الحصار عن القدس، ووقف مخططات التهويد، ومن ثم رفع الاحتلال الصهيوني عن فلسطين وشعبها، والانتصار لحق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
التضامن مع القدس إذن هو إعلاء لقيم ومبادئ، هو انتصار للحرية، وللاستقلال، وهو رفض للاستعمار وللظلم وللغطرسة الصهيونية.
الشعب المغربي يخاطب العالم اليوم بهذه القيم الكونية، وهو بذلك منسجم مع طبيعته كشعب مقاتل من أجل الحرية والاستقلال، وكمجتمع قام دائما على التسامح والتعايش والانفتاح والحوار، ولذلك فإن النضال اليوم ضد الاستعمار له عنوان مركزي يتمثل في التضامن مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بنصرة القدس والمقدسيين.
لم ينجر المغرب تاريخيا لمنغلقات الحسابات العربية المشرقية تجاه القضية الفلسطينية، ولم يركب موجات الصراخ والكلام، بل آثر العمل في الميدان وبشكل ملموس، من خلال وكالة بيت مال القدس، ومن خلال المشاريع والبرامج العملية على الأرض لفائدة أهل القدس وأبناء فلسطين، واعتبر الأمر واجبا طبيعيا، وليس منة أو مجالا للبروز والمزايدة.
اليوم يتكرس النهج نفسه، ويلتقي العمل الشعبي والمدني مع المبادرات الرسمية، وتعبر الواجهتان المتكاملتان عن انخراط المغربيات والمغاربة إلى جانب القدس وأهلها من أجل الحرية والاستقلال، ولتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي في المعركة ضد الاحتلال والتهويد والحصار والظلم.
السلام لمدينة السلام ولأهلها.
التضامن كاملا بلا شروط مع القدس.
[email protected]

Top