أحتج مؤخرا، سكان من دوار أولاد إدريس بإقليم الفقيه بن صالح على ما أسموه بالتهميش الفظيع الذي طال دوارهم التابع لجماعة حد البرادية الذي يقولون إنه يعرف نقصا حادا في البنى التحتية خاصة شبكة الصرف الصحي والطرق وأمسى معزولا عن الإقليم. وجاب المحتجون الذين رفعوا شعار “أولاد إدريس يا جوهرة خرجو عليك شفارة””أهم النقط السكنية بالدوار، وقالوا إن قضيتهم تحظى تعاطف العامة مما يضفى على شكلهم النضالي قوة، خصوصا بعدما انخرط شباب الدوار في المسيرة، وتعالت أصوات النساء وصدحت حناجر الجميع بشعارات ذات دلالة غنية تربو الكشف عن واقع أمسى مختلا في ظل تدبير أكثر اختلالا، كما يقول مستشار الدوار محمد الناهي، عضو المكتب المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسوق السبت، الذي أكد على أن استمرار الحال أصبح من المحال في ظل هذه الوضعية التي تجسد كل مظاهر البؤس والتهميش والإقصاء. الناهي، وعلى خلاف مصادر أخرى التي تربط الواقع المتشظي للدوار بالتسيير اللاعقلاني، يقول إن ما يجري هو إقصاء متعمد يدخل في خانة تصفية حسابات سياسية، مذكرا بذلك بمجموعة من الاتفاقيات التي تم توقيعها مع رئيس المجلس الإقليمي بحضور عامل الإقليم والتي تهم في جوانب منها ربط الدوار بشبكة الصرف الصحي وتعبيد الطريق إلا أن ذلك يقول ظل حبرا على ورق لاعتبارات متداخلة. من جانبها، قال مصدر حقوقي لبيان اليوم، إن عامل الإقليم سبق له وأن دق ناقوس الخطر خاصة في الجانب المتعلق بالتدهور البيئي إلا أن تحذيراته تقول نفس المصادر بقيت حبيسة الرفوف ودون تفعيل على أرض الواقع، على الرغم من أن غالبية السكان أصبحت تشكو من تلوث الفرشة المائية بالدوار بفعل تسرب مياه الصرف الصحي، مما ينذر بكارثة بيئية حقيقية. وفي ذات السياق، تساءل ذات الحقوقي عن مدى معقولية هذه المطالب الاجتماعية في زمن الألفية الثالثة، وقال إن نوعيتها تقتضي من المسؤولين الإسراع بإخراجها إلى حيز الوجود دون أشكال احتجاجية، وحذر المتحدث، في الآن ذاته، من موقف السلطات المحلية الذي يقول إنها تكيل بمكيالين في تعاملها مع الساكنة بحيث كثيرا ما تتسرع في تحرير محاضر للفئات الهشة وتتغاضى عن آخرين من بينهم منتخب يقول إنه أجرم في حق الملك العمومي. وعلى خلاف هذا الطرح، قال الشرقي الغزاني الملقب بالهروان، النائب الثاني لرئيس المجلس الجماعي بالبرادية، إن إشكال الطرق والصرف الصحي شكل منذ 2009 همّا جماعيا لكافة المستشارين، وأن المجلس الجماعي حاليا يسهر على إصلاحات تهم مجموعة من المسالك من الطرق في إطار فك العزلة بمشاركة مع المجلس الإقليمي والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي، وهي مسافة جد ضعيفة مقارنة مع حجم المطالب لكن على المواطن أن يعرف الإكراه الحقيقي الذي يطرحه حجم التكلفة مقارنة مع مداخيل الجماعة. وقال الهروان، إن الدراسة الخاصة بالصرف الصحي بدوار أولاد إدريس هي الآن موجودة وسيتم قريبا الإعلان عن الصفقة التي اقتربت تكلفتها المالية من المليار سنتيم.
رزقي حميد