استفحال ظاهرة تنقلات المدربين بين الأندية الوطنية

مدرب يقال وآخر يستقيل وثالث يوقع لهذا الفريق ورابع يرحل إلى الخليج وهكذا حال منافسات البطولة الوطنية الاحترافية «اتصالات المغرب» لكرة القدم على مدار العام، حتى بات معها ظاهرة تنقل أو تغيير أو ترحال المدربين ظاهرة عادية ومألوفة لكل متتبعي الشأن الكروي ببلادنا.
أندية قليلة حافظت على استقرارها التقني بالتشبث بمدربيها حتى مع مرورها بين الفينة والأخرى بأزمة نتائج، بينما باعت واشترت أندية كثيرة في مدربيها إلى درجة أن فرقا اعتمدت على ثلاثة مدربين خلال موسم واحد، ولو لم يكن المدرب مسؤولا عما يحصده فريقه من هزائم ونتائج سلبية.
صحيح أن إقالة مدرب وانتداب خليفته أمر معمول به في جميع الدوريات بأنحاء العالم، لكن الواقع في المغرب يؤكد أن ترحال المدربين باتت ظاهرة شائكة وتزداد مع مضي السنوات، خاصة مع ارتداء اللعبة في بلادنا عباءة الاحتراف، في ظل غياب قانون ينظم حركية المدربين على مدار الموسم الكروي ويوضح علاقتهم مع الفرق.
ولا يبدو أن أنديتنا تحبذ مقولة «الاستقرار مفتاح النتائج» ما يجعلها لا تتوانى في التضحية بمدربيها لتهدئة المحيط والأنصار، في وقت من المفروض أن تجتهد هذه الأندية لإخراج قانون المدرب إلى حيز الوجود وتعزيز هيكلتها الإدارة بإدارة تقنية قادرة على اختيار مدرب بناء على كفاءته ومقدرته على تحقيق الأهداف المسطرة للفريق.

****

على الجامعة تفعيل القانون .. والمدرب المغربي مظلوم نجح أو لم ينجح

مدرب فريق الدفاع الحسني الجديدي عبد الرحيم طاليب لـبيان اليوم

صلاح الدين برباش

دعا مدرب فريق الدفاع الحسني الجديدي عبد الرحيم طاليب إلى تفعيل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لقانون المدرب من أجل الحد من ظاهرة تنقل المدربين بأندية البطولة الاحترافية “اتصالات المغرب” لكرة القدم، مبرزا أن المدرب المغربي “مظلوم” سواء نجح أو لم ينجح في عمله.
وقال طاليب لـ “بيان اليوم” حول ظاهرة تنقل المدربين بالبطولة الاحترافية “تغيير المدربين ظاهرة عالمية ولا تتواجد في المغرب فقط. سبق لي العمل خارج أرض الوطن لمدة 12 سنة. ودوما ما يكون المدرب عرضة للإقالة،  بسبب النتائج التي تبقى مبرر الاستغناء عنه. المشكل في المغرب يرتبط بالعقد، حيث مثلا يتم دفع راتب ثلاثة أشهر لترحل”.
وأضاف مدرب الفريق الجديدي “أعتقد أن المدرب عندما يغادر فريقه، فلا يتحمل مسؤولية هذا التغيير، لأن الفريق هو من يستغني عنه والفريق الثاني هو من يبحث عنه. وبالتالي فهذه ليست مشكلة المدرب الذي لا ذنب له سواء استقال أو أقيل، بل مشكل المنظومة الكروية بالمغرب”.  
وتابع طاليب قائلا “يجب صدور قوانين تفرض عقود جديدة للمدربين، حيث إذا غادر المدرب الفريق يكمل الموسم دون عمل، لكن مع الاستمرار في صرف راتبه. هذه ستكون طريقة صحية تفتح المجال للمدربين العاطلين وتمنح المدربين المستقلين أو المقالين فرصة للراحة ومراجعة أوراقهم لتحديد أسباب إقالتهم وعدم نجاحه مع الفريق”.
وعن دور قانون المدرب في حد من الظاهرة بعد تفعليه، قال طاليب “تفعيل هذا القانون يعود إلى جامعة لكرة القدم. وأعتقد أنه يجب تفعليه بداية من الموسم القادم. كما يفترض أن تجالس المدربين ورئيس ودادية المدربين عبد الحق ماندوزا لإيجاد حل للظاهرة وقطع الطريق على كل من دب وهب ممن يتحدثون عن تنقل المدربين دون سابق معرفة”.
وأضاف طاليب “يجب معرفة الأسباب والحلول في أقرب وقت خاصة أن البطولة الاحترافية تعيش خامس مواسمها الاحترافية وما تزال هناك مشاكل. علينا الحد من الظاهرة وإعادة الاعتبار للمدرب المغربي المظلوم سواء نجح في عمله أو لم ينجح. فهو يظل عرضة للانتقاد من أشخاص ملمين وغير ملمين باللعبة”.
واعتبر طاليب أن “اختيار أي مدرب يتوجب أن ينبني أساسا على معيار الكفاءة وتاريخ المدرب والأهداف المسطرة. وإذا لم ينجح المدرب فالمكتب المسير هو الآخر يجب أن يحاسب، لأن اختيار المدرب يأتي عن قناعة ومبادئ ومعايير. وإذا فشل فالمكتب المسير فشل أيضا في عمله”.
واختتم طاليب حديثه قائلا “يلزم تواجد لجان تقنية بالفرق الوطنية من أجل اختيار مدرب كفء يتماشى مع أهداف الفريق. وهنا أتحدث عن مدير تقني. إذا وصلنا إلى هذا المستوى، ستكون الكرة الوطنية بخير”.

***
ماندوزا: القانون الجديد يمنع المدرب من الترحال..Sans titre-4

رئيس ودادية المدربين لـبيان اليوم

حاوره محمد ابو سهل
لم يصدر بعد قانون المدرب، حيث ينتظر الإفراج عن القانون الذي طال مقامه في المخاض مشروعا، ولم يتم الحسم فيه.
وتعيش هذه الشريحة في المجتمع الرياضي هموما خاصة في غياب ضمانات مهنية غير مقننة على غرار باقي المهن، وفي زمن تحرك فيه التكوين وتحضير أفواج من المدربين من مختلف المدرجات وفق ما يتوفر لدى الفيفا من قوانين تنظم الميدان على اعتبار أنه لا زالت به اختلالات..
وفي انتظار ميلاد قانون المدرب تعمل جامعة كرة القدم على حماية حق المؤطر والنادي، كان لنا حوارا مع رئيس ودادية المدربين عبد الحق ماندوزا..

< متى يصدر قانون المدرب؟
> قد وضعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اللمسات الأخيرة على مشروع قانون المدرب وقريبا تتم المصادقة عليه وسيكون ساري المفعول بداية من الموسم القادم.

< وفي مضامينه الاحترام المتبادل بين المدربين إضافة إلى منع المدرب من التعاقد مع أكثر من فريق في موسم واحد اليس كذلك؟
> كنا نوصي المدربين بالتفاهم والانسجام فيما بينهم لكن اليوم سنعتمد ميثاق شرف يلتزم الجميع بمضمونه، إضافة إلى القانون الذي لن يسمح بالترحال والتنقل عبر الفرق في موسم واحد..وفصول أخرى ستساهم في تنظيم  المهنة والقانون يحدد الحق والواجب للمدرب.

< هل هناك إقبال على الانخراط في الودادية الوطنية للمدربين؟
> تابعتم أشغال الجمع العام لودادية المدربين وعاينتم مشاركة عدد كبير من الأسماء في أشغال الملتقى والإقبال حاليا هام على الانخراط وعلى بطاقة المدرب وجميع الأطر بالإدارة التقنية الوطنية انخرطوا في الودادية والمدير التقني ناصر لاركيط نائبا لرئيس الودادية، وقريبا سنعقد اجتماعا لمناديب الودادية في مختلف الجهات لمناقشة كل ما يخدم مصلحة الاطر المغربية.

<كرة القدم الوطنية في حاجة إلى عدد كبير من الأطر وأكثر مما هو متوفر حاليا؟
> القانون واضح وسيتم تنزيله بداية الموسم القادم ويأخذ بعين الاعتبار الكفاءة وقيمة العمل وفي المشروع فرص للشغل 32 مدير رياضي 32 مدير تقني و5 مدراء لمراكزجهوية.. والكرة في حاجة الى كفاءات وأطر تتحمل المسؤولية لسد الفراغ في التكوين وهو المجال الذي يصر عليه رئيس الجامعة ويوليه اهتماما كبيرا في استراتيجية العمل والامل يتم تفعيل مراكز التكوين لمختلف الفئات العمرية وفي جميع المستويات لإنجاح الاقلاع بكرة القدم الوطنية.

< ماهي رسالتك إلى المدربين؟
> سيتوفر القانون الذي يحصن الحق والواجب وحتى الأجور تمت مناقشة قيمتها. ولابد أن يحترم المدربون مهنتهم وبعضهم وسنفعل ميثاق الشرف واللجنة التأديبية لاتخاذ الإجراءات في حق كل من يخل بمضمون هذا الميثاق.

***

الجامعة رفضت توصيات الودادية .. وعليها إيجاد حل للظاهرة

الإطار الوطني عبد القادر يومير لـبيان اليوم

عادل غرباوي

قال الإطار الوطني عبد القادر يومير إن ظاهرة ترحال المدربين بين أندية البطولة الاحترافية “اتصالات المغرب” لكرة القدم، غير صحية، إذ تضر بالدرجة الأساس بالمدربين والفرق، الشيء الذي يتنافى والقوانين المعمول بها لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا).
وأضاف يومير لـ “بيان اليوم”، أن ودادية المدربين التي يرأسها عبد الحق ماندوزا قد اجتمعت في شهر شتنبر الماضي من أجل التوصل إلى حل يقضي بالحد من هذه الظاهرة التي تفشت خلال السنوات الأخيرة، وذلك عبر اقتراح ميثاق شرف أمام أنظار المكتب الجامعي لكرة القدم.
وأكد الإطار الوطني أن الودادية حددت خلال ذات الاجتماع، العديد من الشروط من بينها، أنه على كل مدرب أشرف على تدريب ناد بداية الموسم وتمت إقالته من منصبه ضرورة توصله بكامل مستحقاته المالية على أن يمنع عليه خوض أي تجربة تدريبية إلى غاية نهاية الموسم.
وأوضح عبد القادر يومير، أنه خلال السنوات الأخيرة عاين المتتبع للشأن الكروي الكم الهائل للمدربين الذين توافدوا على تدريب مختلف الأندية المغربية، إذ أنه في غالب الأحيان يتعاقب على تدريب فريق ما من 3 إلى 4 مدربين في موسم واحد، مشددا على أن هذا المعطى أصبح غير مقبولا في ظل بلوغ البطولة الاحترافية موسمها الخامس.
ودعا يومير إلى إعادة النظر في ودادية المدربين التي تعتبر حديثة التأسيس ومعنية بقضايا المدربين سواء كانوا مغاربة أو أجانب، مضيفا أن جامعة كرة القدم بدورها وجب عليها التحرك من أجل وضع حد لهذه الظاهرة التي باتت قائمة في بطولة ارتفعت أرقام معاملاتها المالية.
وأشار الإطار الوطني إلى أنه ستعقد في الصخيرات في أواخر ماي الجاري، المناظرة الوطنية لكرة القدم التي ستشهد استقلال جميع لجان الجامعة (الأخلاقيات، البنيات التحتية، الاحتراف…) من أجل مناقشة كافة المستجدات والمشاكل التي باتت تؤرق الكرة المغربية، تماشيا مع المخطط الذي وضعته الجامعة من أجل تطوير اللعبة.
وختم يومير حديثه قائلا إن التوصيات التي خرجت بها ودادية المدربين خلال اجتماعها الأخير، قوبلت بالرفض من جانب المكتب الجامعي، الشيء الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول مآل مصير المدرب داخل البطولة الاحترافية.

****

عجام: الأندية تستغل غياب إطار قانوني لتغيير المدربين خلال موسم واحدSans titre-11

تعرف كرة القدم المغربية تغيرات جذرية منذ إعلانها بطولة احترافية، غير أن ما يطبع هذه البطولة هو موضة تغيير المدربين، ذلك أن كل فريق رياضي يقيل مدربه مباشرة بعد خسارته في مباراة معينة.
فقد تميزت الموسم الرياضية الأخيرة بإقدام جل الفرق الوطنية سواء الممارسة بقسم الصفوة أو بقسم الدرجة الثانية على تغيير ربانها، وتقديمه ككبش فداء لتفادي مزيد من الخسارة والتقهقر في الترتيب، وذلك لكسب رضى الجماهير، غير أن موضة تغيير المدربين لم تؤت أكلها، خاصة وأن جل الفرق التي غيرت المدرب لم تتحسن وضعيتها من حيث المردودية والنتائج.
وفي غياب أي إطار قانوني يمنع الأندية من تغيير مدربها خلال السنة الواحدة، يمكن لأي مدرب تم الاستغناء عنه أن يصطدم بالأندية التي أشرف على تدريبها أكثر من مرة، ما يطرح إشكالية الحرج لدى الإطار الرياضي الوطني.
وفي ذات السياق أكد سمير عجام الإطار الوطني، لـ “سي إن إن” بالعربية أن ظاهرة تغيير المدربين في المغرب تجاوزت الاكتفاء بالمدربين المغاربة والانتقال نحو التعاقد مع مدربين أجانب، مشيرا إلى أن رؤساء الأندية هم من يتحملون مسؤولية الاختيارات التي لا تخضع لأي مبررات أو مقياس تقني صرف، وبالتالي فأن ما يتحكم في ذلك هي أمور غير واضحة.
واعتبر عجام أن وجود أزيد من 70 بالمائة من المدربين الأجانب بالبطولة الوطنية أمر مؤسف، كما تساءل حول جدوى  تكوين أطر مغربية في مراكز مختصة وأن لا تشتغل داخل بلادها، مبرزا أن المغرب يتوفر على كفاءات وأطر ذات كفاءة عالية في مجال التدريب، غير أنه يتم تهميشها.
وأشار عجام إلى أن ميول الأندية المغربية إلى التعاقد مع مدربين أجانب حققوا إنجازات مهمة في مسيرتهم التدريبية ليس اختيارا صائبا، والدليل على ذلك هو أن هناك العديد من المدربين ممن حققوا بطولات ساهموا في تردي أوضاع الأندية التي أشرفوا عليها، وسقوطها إلى الأقسام الأخرى.
واستغرب المتحدث لجوء الأندية الوطنية إلى الاستعانة بمدربين سبق وأن واجهت معم مشاكل عدة، كمثال فريق الرجاء البيضاوي والمدرب التونسي فوزي البنزرتي، وكذا الإطار المصري حسن شحاتة الذي غادر المغرب دون سابق إنذار، ورغم ذلك يتم الرجوع إليهم، وهو ما اعتبره عجام  استصغارا للإطار الوطني وتهميشه المتمكنين من مسايرة البطولة المغربية والأجنبية كالإطار الوطني حسن عموتة الذي فاز بعدة بطولات وحصد عدة جوائز من خلال تدريبه لأندية كبرى خارج المغرب.
يشار إلى أن الجامعة المغربية لكرة القدم ووداية المدربين بصدد إعداد قانون ينظم مهنة التدريب في المغرب، ما سيمنح الحماية القانونية للإطار الوطني، وتجنب الفوضى التي يعرفها المجال الرياضي، واستغلال الثغرات التي تستغلها الأندية لتغيير مدربها خلال موسم واحد

Top