CNDH يستعد لافتتاح متحف الحسيمة لحفظ الذاكرة الجماعية لساكنة الريف

تشرع الوكالة الوطنية للتجهيز بطلب من المجلس الوطني لحقوق الإنسان (CNDH) خلال الأيام القليلة القادمة، وتحديدا في الأسبوع الثالث من شهر غشت الجاري، أي تزامنا مع ثورة الملك والشعب، في تهيئة فضاءات متحف الحسيمة، والذي يشكل لبنة أخرى على درب إعمال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة في الجانب الخاص بالذاكرة الجماعية، والذي يهم هذه المرة منطقة الريف كمجال جغرافي ليس فقط لكونه شهد صراعا وعرف انتهاكات بل بما يمثله من حمولة لما قام به رجالاته ونساؤه من مقاومة للاحتلال وعملوا جاهدين من أجل الاستقلال، وجعل الريف بوابة المغرب التي تتفاعل مع الخارج دون تفريط في الهوية.
وجاء إقرار تاريخ تهيئة فضاءات هذه المؤسسة الجديدة التي انطلق الحديث عنها منذ سنوات، كمشروع يسعى إلى المساهمة في رد الاعتبار لذاكرة المغاربة عموما وساكنة الريف على وجه الخصوص، خلال اجتماع ترأسته أواخر الشهر الماضي بالرباط آمنة بوعياش رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان مع مختلف الشركاء والمتدخلين، ويتعلق الأمر بالمجلس البلدي للحسيمة، وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، ووزارة الداخلية، ووزارة الثقافة والشباب والتواصل، والوكالة الوطنية للتجهيزات العامة.
وتم خلال هذا اللقاء الذي خصص للجدولة الزمنية لتهيئة فضاءات متحف الحسيمة، تدارس عدد من النقاط المرتبطة بإنهاء تنفيذ المشروع، على رأسها تجميع المواد التراثية التي ستحتضنها فضاءات المتحف ليطلع عليها الجمهور بمختلف أطيافه.
ويشار أن اتفاقية شراكة كان قد تم عقدها منذ 14 سنة بين المجلس الوطني لحقوق الإنسان ومجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس البلدي للحسيمة وجهة تازة تاونات الحسيمة لإحداث “متحف الريف”، في مبادرة تندرج ضمن مسار إعمال توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة بل ومصالحة المغرب مع كل المناطق والجهات وساكنتها التي عاشت سنوات طويلة في ظل التهميش وعانت ويلات سنوات الرصاص.
والاتفاقية السالفة الذكر، تم توقيعها تتويجا لأشغال ندوة علمية دولية تم تنظيمها حينها حول موضوع “التراث الثقافي بالريف”، والتي تميزت برسالة ملكية وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين في فعالياتها والتي أكد فيها، “على ضرورة إيلاء الاهتمام لحفـظ الـذاكـرة الجمـاعيـة للمغـاربـة، بـاعتبـارهـا لبنـة أسـاسيـة علـى درب استكمـال بنـاء المجتمـع الديمقـراطـي، الـذي يتم العمل جميعا علـى تـوطيـد أركـانـه، وصيـانـة مكتسبـاتـه، بمـوازاة مـع تـدعيـم مصـالحـة المغـاربـة مـع تـاريخهـم، وتجـاوز شـوائـب المـاضـي، تحصينـا لحاضـرهـم، ومـواصلـة لانخـراطهـم، بعـزم وثبـات، فـي ورش الإصـلاح الديمقـراطـي والتنمـوي الشـامـل”.
وأوضح جلالته بخصوص مؤسسة المتحف وأهميتها بالنسبة للجهة “أن منطقة الريف ظلت “تشكل مجالا للتواصل والتفاعل مع الفضاءات المغاربية والأورو- متوسطية والمشرقية والإفريقية، مما جعلها تكتسب شخصية هوياتية متميزة، تجمع بين المقومات الثقافية المحلية، وتلك الوافدة عليها من الجهات الأخرى”، معبرا جلالته عن تطلعه لأن يكون “هذا المتحف في مستوى العطاء التاريخي المتميز لنساء ورجال الريف الأباة، وأن يشكل فضاء يساهم من خلال برامجه وأنشطته، في تجميع المعطيات العلمية المتعلقة بالتراث المادي وغير المادي للمنطقة وتحسيس مختلف الفاعلين المعنيين… بأهمية الموارد الثقافية المحلية ودورها في النهوض بالتنمية”.

< فنن العفاني

Top