صحافة البيان تخلد ذكراها الخامسة والأربعين

أزيد من أربعة عقود من الحضور في خدمة الوطن والشعب

شهادات

عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية 

نحتفي بالانتصارات التي قادتنا لنتلمس الطريق السالكة 

أن تخلد ذكراها الخامسة والأربعين فإن ذلك يعني أن مؤسسة “البيان” نجحت في أن  تعمر عقودا بما حفل به المسار الطويل من انتصارات وإحباطات، من مكاسب تحققت وتخليات فرضتها إكراهات هذا المسار الذي كان شاقا ومتعبا. ولنا أن نقر اليوم بأنه لم يكن سهلا أن تعمر هذه المؤسسة طوال هذه السنين بالنظر إلى حجم التحديات الكبيرة والخطيرة التي واجهتها خلال رحلة العمر، إكراهات ارتبطت أساسا بالظروف السياسية الصعبة التي عاشتها البلاد من مطلع الاستقلال إلى اليوم والتي كان واضحا خلالها أن حرية الصحافة كانت عدوا لذوذا لمن كان يرى فيها تهديدا مباشرا وخطيرا لمشروع الدولة المنغلقة التي كان يحلم بتثبيتها. ظروف تميزت أيضا باحتدام التجاذب بين الفرقاء وبقوة الصراع حول طبية الحكم الذي يجب أن يسود في البلاد. وكانت الصحافة في خضم كل ذلك واجهة من واجهات المواجهة وساحة رئيسية من ساحات ذلك الصراع.
“مؤسسة البيان” شاهد أمين على حوالي نصف قرن من عمر هذا الوطن، ويتعلق الأمر بأهم المراحل السياسية في تاريخ المغرب الحديث، حيث تفوق هذا الشاهد في نقل الوقائع بأمانة ومصداقية رغم الضغوطات التي مورست عليه لتحريف شهادته إلا أنه لم يرضخ، ولذلك حينما نعود لنتصفح مجلدات صحيفتي “البيان” و”بيان اليوم” فإننا نجد تأريخا صادقا للوقائع ونقلا أمينا للأحداث التي عاشتها البلاد مما يخيل للمرء وهو يطالع هذه المجلدات وكأنه يجايل تلك الوقائع بحذافيرها.
والأكيد أن ثمة عوامل ذاتية وموضوعية التي مكنت هذه المؤسسة من أن تكون شاهدا أمينا. والواضح أن عامل المنبت يمثل جوابا شافيا لسؤال الأمانة في الشهادة، ذلك أن انتماء المؤسسة إلى حزب وطني ديمقراطي لم يتوان لحظة واحدة في الدفاع على بناء الدولة الحديثة المحصنة بالإيمان بقيم الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية لم يكن ليسمح بأي انفلات على خط تحريري يساهم في تحقيق هذه الأهداف النبيلة. ولم يكن ليسمح بأي انحراف على الخط النضالي الذي رسمته أجيال من المناضلين المخلصين. كما أن الرجال والنساء من الأخيار والشرفاء الذين قادوا ركب مؤسسة البيان في مسار اكتظ بالمنعرجات الخطيرة وبالمسالك الصعبة كانوا أحرص ما يكون على أن يؤدوا الشهادة الصادقة والأمينة، وتقدم هؤلاء زعيم توفرت فيه كل عوامل الاستثنائية والتفرد ويتعلق الأمر بالراحل علي يعته تغمده الله برحمته الواسعة.
إننا حينما نوقد شعلة الذكرى الخامسة والأربعين لـ “مؤسسة البيان” فإننا نحتفي أيضا بمسار مهني وسياسي حافل للصحافة الحزبية التي كانت ولاتزال هذه المؤسسة رائدة من روادها، ونستخضر اليوم أن الصحافة الحزبية هي التي نجحت في أن تفرض وجودها على أعداء الحرية رغم الكره الشديد الذي كانوا يكنونه لها، وتوفقت في أن تواصل الحياة بعدما نجح أعداء الحرية في كتم أنفاس جميع المنابر الإعلامية الأخرى التي حاولت أن تجد لها موقعا في مشهد إعلامي معتل ومهترئ  بهدف أداء وظيفتها الإعلامية، لذلك يصعب إنكار حقيقة مفادها أن الصحافة الحزبية في المغرب قامت بدور طلائعي ودفعت التكلفة غالية بسجن صحافييها وتخريب مقراتها ومطابعها ، والتضييق عليها بالمنع والتوقيف والمصادرة لتتوفر اليوم شروط عيش باقي العناوين الصحافية المتباينة في مراجعها وتوجهاتها. ولذلك كله وغيره كثير يصعب اليوم الحديث عن تاريخ الصحافة في المغرب بتجاهل الأدوار الرائدة التي قامت بها الصحافة الحزبية وكانت مؤسسة البيان ضمن مكوناتها.
لذلك نحتفي اليوم بمسار متميز، نحتفي بعطاءات أجيال من الصحافيين والصحافيات الذين خلدوا أسماءهم بالتضحيات والمعاناة، نحتفي بالانتصارات التي قادتنا لنتلمس الطريق السالكة.

***

يونس مجاهد الأمين العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية

يصعب على المرء ألا يقرأ صحافة “البيان”

منذ أَن بدأت أهتم بالسياسة، أي قبل ما يزيد على أربعين سنة، كانت صحافة “البيان” بالنسبة لي مصدراً أساسياً من مصادر تكويني، خاصة وأنها كانت تعبر عن توجه يساري، قريب من قناعاتي، وكانت تنشر افتتاحيات ومقالات ومساهمات، كانت بالنسبة لي فرصة للاطلاع على وجهات نظر في مجالات متعددة، وفي تشكيل وعيي، بالنسبة للقضايا التي كانت مطروحة آنذاك في الساحة السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.
ويصعب على المرء، في تلك السنوات ألا يقرأ صحافة “البيان”، التي هي لسان حال حزب التقدم والاشتراكية، إلى جانب صحافة الاتحاد الاشتراكي والاستقلال، فقد كانت هذه الأحزاب تملأ الساحة السياسية، عبر الصحافة، بأقلام زعمائها وكتابها وصحافييها ومختلف أطرها، لذلك كانت الجريدة تعتبر أداة أساسية من أدوات التأثير، وهو ما يفسر الإشراف المباشر للقيادة على تسييرها.
ويمكن القول إن الاهتمام بصحافة “البيان”، كان ناتجًا عن دافعين إثنين، الأول معرفي، حيث كانت هذه الصحافة تنشر مساهمات فكرية ومقالات، غنية ومفيدة، خاصة وأن كتابها كانوا من الأطر السياسية والجامعية، الثاني، ينبع من ضرورة التعرف ومتابعة المواقف، من مختلف القضايا المطروحة في الساحة، وهو أمر كانت له أهمية بالغة، بالنسبة لكل المعنيين بالشأن السياسي، حيث كانت المواقف تسجل بدقة.
وبعد هذه المرحلة الأولى، جاءت المرحلة الثانية، التي اشتغلت فيها بالصحافة، فكانت مناسبة تعرفت فيها أكثر، وبشكل مباشر، على مسؤولي وصحافيي هذه المؤسسة. من بين المسؤولين الذين تعرفت عليهم، الأمين العام الأسبق، الاستاذ علي يعته، وكان ذلك في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، الذي كان من بين قيادييها، في الوقت الذي كنت، رفقة مجموعة من الزملاء، ننشط في فرع الرباط، للنقابة، وكانت فرصة اكتشفت فيها هذا الرجل، الذي كنت أقرأ له وأسمع عنه، لكن الظروف أتاحت لي إمكانية التعامل معه، في ملفات كانت مطروحة على النقابة آنذاك، وما زلت أحمل ذكريات طيبة عن روح التفهم والتجاوب الذي كان يبديها. وفي مناسبات عديدة زرت المؤسسة، في إطار هذه العلاقة.
كما حضرت في إحدى المناسبات، نقاشاً حول كتابة الافتتاحية، شرح فيه الأستاذ علي يعته، منهجية وصنعة هذه الكتابة، الأمر الذي كان مفيداً لي، وأنا أتلمس طريقي في العمل الصحافي.
كما تعرفت على المرحوم، الأستاذ ندير يعته، في عدة مناسبات جمعتنا، وكانت النقاشات أحياناً ساخنة، بسبب التعقيد الذي كان يعرفه الوضع السياسي والعربي والدولي، في بداية تسعينيات القرن الماضي.
بالإضافة إلى المرحومين، تعرفت في عملي الصحافي والنقابي على العديد من الزملاء والأساتذة الكتاب، في هذه المؤسسة، ومازلت أحتفظ بذكريات طيبة، عن المستوى الراقي، الذي تمثله هذه الصحافة، رغم تمترسها السياسي والإيديولوجي، إلا أنها تمثل مدرسة في الصحافة الحزبية، على غرار التقاليد اليسارية، التي تعطي أهمية بالغة للجدل السياسي والمساهمات الفكرية، وهو ما كان واضحا، في هذه التجربة، التي جمعت على صفحاتها صحافيين أكفاء وسياسيين بارزين وكتابا مرموقين وفنانين، وغيرهم من الذين ساهموا فيها.
وقد لعب الأستاذ نبيل بنعبد الله، عندما كان مديرا للنشر، دورا مهما في محاولة تطوير التجربة، التي أصبحت، كما هو حال كل الصحافة الحزبية، تعاني من منافسة جرائد جديدة لا تنتمي لهذ الصنف. غير أن هذا لم يمنعه من العمل داخل هيئة الناشرين، رفقة مديري نشر آخرين، على تحضير تعميم الدعم المقدم للصحافة ليشمل الصحافة غير الحزبية، وقد عقدنا عدة اجتماعات في النقابة بهذا الخصوص، في علاقة كذلك بالتوقيع على اتفاقية جماعية جديدة.
الآن، من المشروع طرح التساؤل حول مصير الصحافة الحزبية، في ضوء التحولات الرقمية والثقافية، التي يشهدها مجتمعنا أيضاً. ما نتمناه هو أن تستمر هذه المؤسسة في الوفاء لتاريخها وفي عطائها، وفي قدرتها على التلاؤم مع المعطيات الجديدة.

***

نورالدين مفتاح رئيس الفدرالية المغربية لناشري الصحف

البيان عرفت في مسارها مجموعة من الاعتداءات الجسيمة على حرية التعبير وحرية الصحافة مؤسسة “البيان” تقف وراءها اليوم “إدارة حربية”

أعتقد أن صمود جريدة البيان لا تستحق التهنئة فقط، بل إشادة واعترافا بالمجهودات التي تقوم بها كصحيفة وطنية قبل أن تكون حزبية. وبالعودة إلى بداياتها، نحن نعرف التدافع السياسي الذي كان بعد الاستقلال، حيث كانت حياة جريدة البيان مرتبطة بحياة الحزب الذي يصدرها بحيث كانت علامة من علامات الكفاح من أجل صحافة حرة.
البيان في مسارها عرفت مجموعة من الاعتداءات الجسيمة على حرية التعبير وحرية الصحافة، حيث كسرت مطابعها وتوقفت جرائدها. وهذا طبعا، لم يكن منفصلا عن الجو العام الذي كان سائدا آنذاك، ذلك أن الصحافة الوطنية حينها، كانت قلعة من قلاع النضال الشعبي بمختلف تلاوين الصحف التي كانت تصدر، وتعرضت مجموعة من العناوين إلى اعتداءات متعددة ضربت عمق حرية التعبير والصحافة، وظل الرابط بين هذه الصحف هو أنها تشترك في معركة واحدة هي معركة تحرير الصحافة وحرية التعبير، كذلك معركة الدفاع عن دمقرطة المجتمع عن طريق الصحافة.
وأعتقد أن الجيل الذي جاء بعد الجيل المؤسس كان منبثقا بشكل أو بآخر من هذه الأرضية المغربية، بالخصوصية التي جعلت من الصحافة، ليست مهنة فقط، وإنما رسالة ومعركة من أجل الديمقراطية والحرية.
ولا ننسى أن المرحوم علي يعته كان معروفا، إضافة إلى نضاله السياسي، بأنه كان صحافيا لامعا ومؤسسا لمجموعة من المؤسسات، سواء الصحف الوطنية أو النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي كانت تضم مدراء النشر، والتي كان لها الدور الحاسم في التصدي لسنوات الرصاص الإعلامي، كما أنه ساهم إلى جانب آخرين وخاصة محمد برادة في تأسيس شركة “سابريس”.
وبالرغم من كل ذلك، بقيت مؤسسة البيان مستمرة كشركة وكمقاولة صحفية، واستطاعت أن تكون لها مطابع. كذلك مر منها صحفيون مهنيون لامعون، أذكر منهم نجلي المرحوم علي يعته، وهما ندير رحمه الله والذي كان قامة كبيرة في المجال على المستوى الوطني وحتى على المستوى الدولي وكذلك فهد يعته، وهما من الأسماء الكبيرة والمرموقة في المجال الصحفي.
أتذكر أنه في سنة 1986 حين تخرجت من المعهد العالي للصحافة والإعلام بالرباط، كانت أول جريدة تقدمت إليها بطلب الاشتغال هي جريدة البيان. وحين التقيت بالمرحوم علي يعته، وعلى أهبة الالتحاق بهيئة تحرير الجريدة، قال لي علي أن أكون مستعدا للمخاطرة ومواجهة الصعوبات التي يمكن أن أواجهها أثناء العمل، وفهمت من الرجل أنها تجربة ستكون صعبة، ورغم ذلك اشتغلت بالبيان والتحقت بعد ذلك بجريدة الاتحاد الاشتراكي.
ولعشرات السنين كانت مؤسسة البيان مؤسسة رائدة، وكانت من بين أوائل الصحف الوطنية التي عرفها المشهد الصحفي المغربي إلى جانب الصحف الوطنية الأخرى. ولولا كل هذه اللبنات التي أسسها المؤسسون ما كنا سنجد الصحافة، نجن الجيل الذي جاء بعد الجيل المؤسس، كما هي اليوم.
في الوقت الراهن، مؤسسة البيان تقوم بمجهود جبار في ظل ظروف صعبة تواجهها الصحافة الورقية على مستوى العالم، وأنا شاهد على أن إدارة مؤسسة البيان تشتغل اليوم من أجل استمرارية هذه المؤسسة بكثير من التضحية ونكران الذات، أو ما يمكن أن أسميه “الإدارة الحربية”، وتقوم بمجهود من أجل تدارك ما يمكن تداركه والعمل على خلق توازنات، وهو ما يجعل بيان اليوم مستمرة في المستقبل، وأتمنى لها كل النجاح والتوفيق وطول العمر.

****

محمد الصبار الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان

صحافة للالتزام والمصداقية

عادة ما تعرف الصحف الصادرة عن الأحزاب على أنها لسان حال الحزب، غير أن هذا التوصيف يصبح ضيقا حينما يتعلق الأمر ببعض الصحف التي كرست نفسها، في سياقات معينة، لتكون لسان حال أمة بأكملها ولسان حال مرحلة بتعقيداتها وتداخل أحداثها.
وقد يصح هذا القول على عدد كبير ونخبة متنوعة من الجرائد غير أن “بيان اليوم” وقبلها “البيان” باللغة العربية ورديفتها AL BAYANE باللغة الفرنسية تميزوا عن الباقي بكونهم امتداد لتلك الطينة من الصحافة التي تأسست، في البدء، على هدي القيم الاشتراكية والشيوعية قبل أن يعاد ضبطها بحجم الانشغالات الخاصة بوطن محدد، في المطالبة بالاستقلال وصوغ حلم مغرب ما بعد المرحلة الاستعمارية.
هذه العناصر/ المزايا لا يمكن فهمها وإدراك علاقتها أو انتسابها لـ”بيان اليوم” من دون اعتبار هذه الجريدة واحدة من صحف حزب التقدم والاشتراكية الذي يعد السليل الشرعي للحزب الشيوعي المغربي الذي يعد بدوره الابن الشرعي للعديد من اليساريين بالمغرب إبان الحماية وبعدها.
هكذا لا يمكن فصل “بيان اليوم” عن هذه الروافد المتنوعة من حيث السند الفكري وغنى التجربة التاريخية وتنوع الرؤى والمقاربات والتقييمات، التي شكلت الإرهاصات والمنطلقات التي سيبنى على أساسها الحزب الشيوعي بالمغرب. فقد تأسست جريدة “المغرب الأحمر” le maroc rouge في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي وأسهمت في تسييس ساكنة المدن العمالية بالمغرب وخاصة العاصمة الاقتصادية. وبعدها ستظهر جريدة Clarte، التي لعبت دورا كبيرا في التعبئة حول الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طالب بها الشعب المغربي، تم تستمر التجربة مع Espoir التي كانت أكثر عمقا في طرح مطلب الاستقلال تم حياة الشعب السرية التي طالبت علنا بمطالب الشعب. وستظل صحافة الحزب كذلك، لتستمر في شكل وسياق جديدين مع “بيان اليوم”.
وإذا كان الوصل ملزم بين “بيان اليوم” وعمقها التاريخي، فإن الفصل مستحيل بينها وعلي يعته. فالسي علي هو، في الواقع، الأمين العام الصحفي أو الصحفي الأمين العام. السي علي هو من طينة الناس الذين يمتلكون الوعي بكنه العمل الصحفي، لأن علاقته بالصحافة كانت شغفا وهو رابط أقوى من تمثل للجريدة يعتبرها مجرد لسان حال حزب، ليتعدى ذلك إلى إقامة علاقة احترام للمنبر والعمل الصحفي بشكل عام بما ينطوي عليه ذلك من التزام صريح وضمني بقواعد المهنة ومتطلباتها، بل والسهر على تملك هذه القيم من طرف جميع عناصر الجريدة. لذلك كان السي علي حاضرا في جميع مفاصل ومراحل إنتاج الجريدة. لقد كان رحمه الله الزعيم السياسي ربما الوحيد الذي امتهن الصحافة.
لقد بصم السي علي تجربة الجريدة الحزبية، وحينما نقول صحافة الحزب فإننا نقصد بذلك تميز المضمون عن غيره من الخطابات السياسية الحزبية، ولعل ما ميز تجربة حزب التقدم والاشتراكية، سواء في صيغته خلال الحماية وما بعدها هو قدرته على التوفيق بين التوجهات الشيوعية والقضية الوطنية، حيث نجح السي علي في التعبئة حولها في محافل لم تكن تعترف بغير ما تعتبره حقوقا لحركات الكفاح المسلح خلال الفترات المشتدة للحرب الباردة.
“بيان اليوم”، إذن، هي عمر لا يقاس بمقياس الزمن، وإنما هي صلة الوصل وملتقى الطرق ومفترقها الذي يجمع بين الماضي والحاضر ليتقاسم تراكمات التجربة صحافيا ومهنيا وسياسيا.
“بيان اليوم” ورديفتها AL BAYANE ظلتا أيضا منبرا لنشر وتعميم ثقافة حقوق الإنسان، والاستماثة في الدفاع عنها وحمايتها سواء من خلال توثيق ومتابعة كل الانتهاكات التي تحب لبها المراسلات والمقالات المخصصة لهذا الغرض ولاسيما تلك الواردة من الأقاليم، ومن خلال نشر المقالات والحوارات التحليلية العميقة لأقاليم راكمت تجارب علمية وميدانية في مجال حقوق الإنسان، لذلك لا يمكن لأي متتبع لمسار حركة حقوق الإنسان لبلادنا أن يغفل المتن الذي راكمته صحافة حزب التقدم والاشتراكية كمورد أساسي للتأريخ لهذه الحركة.
فهنيئا لأسرة تحرير البيان وبيان اليوم على تخليد هذه الذكرى 45 لميلاد صحافة حزب التقدم والاشتراكية ومزيدا من العطاء والتألق خدمة لتقدم ورقي بلادنا.

Related posts

Top