في تجمع حاشد لحزب التقدم والاشتراكية بإقليم مرتيل:
قال محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إن المغرب يعرف مجموعة من التطورات على المستوى الاقتصادي و على مستوى البنية التحتية والمشاريع التي يتم إنجازها.
وأضاف بنعبد الله الذي كان يتحدث، السبت الماضي، في لقاء تواصلي مفتوح مع ساكنة إقليم مرتيل، نظمته الكتابة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية بعمالة المضيق – الفنيدق، أنه رغم المجهودات التي بذلت، ما يزال المغرب يعرف مظاهر عديدة للفقر والهشاشة والتفاوت الطبقي والمجالي، سواء على الصعيد الوطني، أو الجهوي، أو الإقليمي، مشيرا إلى أن هناك إجماع على محدودية النموذج التنموي الحالي الذي أدى إلى اختلالات طبقية واجتماعية كبيرة بسبب ارتكاز الثروة في قطب معين وعدم استفادة الجميع منها.
وأوضح بنعبد الله أنه يتعين أن نعتز بما تم من مجهودات وما تم القيام به، داعيا إلى بلورة نموذج اقتصادي وتنموي جديد قادر على الاستجابة لآمال وطموحات المغاربة، وقادر على تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية من أجل جعل جميع المواطنات والمواطنين بمختلف المناطق والجهات يشعرون بآثار التنمية عليهم وعلى محيطهم وخصوصا الشباب.
وذكر بنعبد الله بمأساة الشابة حياة التي تعرضت لطلق ناري وهي تحاول العبور للضفة الأخرى، مشيرا إلى أن وضعية الشابة حياة التي لجأت إلى الحل الأخير هي وضعية آلاف الشباب المغاربة الذين فقدوا الآمال بسبب البطالة، وعدم التوفر على مقومات العيش الكريم والشعور بالأمان والتطلع للمستقبل، مبرزا أن وضعية القلق التي تعيشها فئة الشباب تدعو إلى التفكير الجماعي في الوضعية التي وصل إليها المغرب وما يجب أن يتم القيام به من أجل عودة الأمل وإنقاذ الأجيال الحالية والمقبلة من حالة الحيرة والقلق التي يشعرون بها.
في هذا السياق، جدد بنعبد الله التأكيد على أن الممارسة السياسية والأحزاب والمؤسسات هي الوحيدة الكفيلة بعودة الأمل والنهوض بالديمقراطية، معتبرا أن أي نظام ديمقراطي يقوم، بالأساس على أحزاب قوية، مستقلة في قرارها، قادرة على استيعاب جميع الفئات وتأطير المواطنات والمواطنين، بدل حالة الفراغ التي قد تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها.
وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أن الحاجة اليوم ملحة لنفس اجتماعي جديد، مستدلا على ذلك بالخطب الملكية لعيد العرش و20 غشت التي دعا فيها جلالة الملك إلى النهوض بأوضاع الشباب وأوضاع الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وبث نفس اجتماعي للنهوض بالأوضاع العامة بالبلاد.
وبعد أن أشار إلى أن قانون المالية للسنة المقبلة استطاع أن يضمن حزمة من الإجراءات الاجتماعية، شدد نبيل بنعبدالله على أن هناك مطالب أخرى يجب الاستجابة لها وتكثيف العمل من أجل حل جميع الإشكالات، وخدمة قضايا الوطن والمواطني،ن والارتقاء بالعمل السياسي، وإعادة الثقة بين الفاعلين السياسيين والمجتمع.
وفي حديثه عن العمل السياسي، أوضح بنعبد الله أن عاهل البلاد أكد بدوره على ضرورة رد الاعتبار للعمل السياسي في خطابه السامي الذي ألقاه في افتتاح الدورة التشريعية الحالية، وكذا قبله، أي خطاب العرش وخطاب 20 غشت، معتبرا أن هذا التوجه الملكي يعكس منعطفا حقيقيا للنهوض بالديمقراطية وتثمين عمل المؤسسات الحزبية.
واستنكر بنعبد الله بعض الممارسات التي تحاول المساس بأدوار الفاعلين السياسيين والتي حاولت تبخيس العمل الحزبي وتسفيهه، منبها إلى خطورة هذه الممارسات التي أدت إلى بروز حركات احتجاجية غير مؤطرة، وكذا نوعا من اللاثقة، ومن الشعور بالحيرة والقلق في أوساط المجتمع، والذي كاد أن يؤدي بالبلاد إلى السير في اتجاه غير واضح المعالم.
وأبرز بنعبد الله أن الواجب اليوم هو العمل على استرجاع الثقة في العمل الحزبي والحياة السياسية، وتعميق المسار الديمقراطي، مشيرا إلى أن ذلك رهين بتحقيق تقدم على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنات والمواطنين، والدفاع عن قضاياهم، وجعل جميع الإجراءات التي تم القيام بها تلامسهم وتخلق تغييرا ملموسا في حياتهم، موضحا أن جميع الحركات الاحتجاجية، سواء بجرادة أو الحسيمة أو زاكورة أو تنغير أو مناطق أخرى كشفت عن مطالب مشروعة للمواطنات والمواطنين الذين يطالبون بالعيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية، معتبرا أن هذه المطالب وهذه الحركات الاحتجاجية في حاجة إلى أحزاب سياسية قوية وسياق ديمقراطي حقيقي، قادر على استيعاب هذه الحركات والاستجابة لمطالبها.
إلى ذلك، عرج بنعبد الله على مجموعة من الممارسات التي تقوم بها مجموعة من الجهات مؤخرا، كتهريب الأموال نحو الخارج، ومحاولة تكريس نوع من اللاستقرار، معتبرا أن مثل هذه السلوكات تسيء لأصحابها وللوطن، داعيا إلى تكريس الحكامة والمحاسبة، ومشددا على أن ذلك لن يتحقق إلا بالذهاب بالإصلاح الديمقراطي إلى نهايته، واسترجاع الثقة في المؤسسات وفي المنتخبات والمنتخبين ورد الاعتبار للعمل السياسي، وجعل الانتخابات محطة للمحاسبة وتقديم الحساب من قبل المسؤولين والنواب والمنتخبين.
كما جدد بنعبد الله دعوته للنهوض بأوضاع الشباب من خلال تكوينه وتأهيله وتشغيله وتوفير العيش الكريم له، وجعله يشعر بالانتماء، وبوطن يحتضنه ويحتضن أحلامه وطموحاته، تفاديا لتكرار ما وقع للشابة حياة وكثير من الشباب الذين اختاروا البحر ملاذا لأحلامهم.
من جانب آخر، أكد المسؤول الحزبي على ضرورة التواصل مع المواطنات والمواطنين من أجل تقوية العمل السياسي وإعطاءه رمزية قوية، وعدم الاستهتار بهم، ومحاولة التواصل معهم في المحطات الانتخابية فقط، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية وعلى مدى أزيد من 75 سنة من الممارسة السياسية حرص ويحرص على التواصل مع المواطنات والمواطنين في جميع الأوقات وفي مختلف المناسبات والمحطات، بالنظر لكونه حزب يستمد قوته من الجماهير الشعبية ومن الفئات المجتمعية، مشددا على أن حزب “الكتاب” يفتح أبوابه أمام جميع المواطنات والمواطنين للتواصل والنقاش حول مختلف القضايا.
وأوضح بنعبد الله أن حزب التقدم والاشتراكية الذي يسير إقليم مرتيل في شخص رئيس المجلس الإقليمي الشاب هشام بوعنان، حريص على التواصل اليومي مع الساكنة دون انتظار المناسبة الانتخابية، مشيدا بالمجهودات التي يبذلها الفرع الإقليمي المضيف الفنيدق، وكذا جميع فروع الحزب بمختلف الجهات التي تحرص على التواصل مع المواطنات والمواطنين وساكنة مناطقهم ومناقشة القضايا الحيوية التي تهم البلاد، داعيا إلى تكثيف هذا التواصل وتأطير المواطنات والمواطنين، تماشيا والدور المجتمعي الذي دأب حزب التقدم والاشتراكية على القيام به منذ عقود من الزمن.
وقال بنعبد الله إن حزب التقدم والاشتراكية مستعد للمساءلة حول تسيير الشأن العام بإقليم مرتيل، مضيفا أن هناك مجموعة من الأمور تحققت على مستوى مدينة مرتيل مع وجود بعض الإكراهات التي يجب معالجتها، مؤكدا على أن الحزب قدم، سابقا، حصيلة منتصف الولاية، وسيعمل على تقديمها في نهاية الولاية، مشددا على ضرورة التواصل والمساءلة والمحاسبة تماشيا وما تمليه الأعراف الديمقراطية ودستور 2011.
في ذات السياق، أكد بنعبد الله على ضرورة أن تقوم الحكومة بالتواصل مع المواطنات والمواطنين بشأن القرارات التي تتخذها، حيث كشف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أنه تواصل مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مؤخرا وتدارس معه مجموعة من القضايا والإجراءات وعلى رأسها إجراء الإبقاء على الساعة الصيفية، إذ شدد بنعبد الله على ضرورة تبسيط الأمور للمواطنين والتواصل معهم وإخبارهم بالأسباب والسياق الذي جاء فيه القرار رفعا لأي لبس محتمل أو سوء فهم، وكذا ترسيخا لآلية التواصل والحوار مع المجتمع بكل فئاته، تكريسا لما يمليه المبدأ الديمقراطي.
وأوضح بنعبد الله أن الحكومة التي تتكون من 6 أحزاب، بما فيها حزب التقدم والاشتراكية، مطالبة بالخروج للتواصل بالفضاءات العامة والإعلام من أجل حوار بناء ونقاش فعال مع الساكنة بغية تبرير قراراتها والتعريف بإجراءاتها وإنجازاتها من جهة، ومن جهة أخرى من أجل الاستماع لمطالب المواطنات والمواطنين والاستماع لنبض الشارع والمطالب المرفوعة من قبل جميع الفئات، مشيرا إلى أن هذا يشكل جزءا من الحياة السياسية السوية والسليمة التي يجب تكريسها.
من جهة أخرى، قال هشام بوعنان، رئيس المجلس الإقليمي لمرتيل وعضو اللجنة المركزية لحزب “الكتاب”، إن البرنامج التواصلي لحزب التقدم والاشتراكية مع الساكنة وإشراكها في النقاش وتسيير الشأن العام الذي من شأنه أن يساهم إيجابا في النهوض بعدد من القضايا التي تهم الساكنة بما فيها قضايا حقوق الطفل وحقوق المرأة.
وتابع المتحدث أن جميع الأحزاب السياسية مطالبة بالقيام بدورها المجتمعي في تأطير فئات المجتمع أكثر من أي وقت مضى، مذكر بالشعار الذي رفعه حزب التقدم والاشتراكية في مؤتمره الوطني العاشر “نفس ديمقراطي جديد”، مبرزا أن المغرب في حاجة حقيقية لهذا النفس من أجل استعادة الثقة في العمل السياسي والحزبي.
من جانبه، قدم عثمان خوطار كلمة باسم الكتابة الإقليمية للمضيق الفنيدق التي أشاد فيها بالدور الريادي والهام الذي يلعبه حزب التقدم والاشتراكية على المستوى الإقليمي والجهوي والوطني، وكذا الدينامية التنظيمية التي أطلقها الحزب على مستوى هياكله وفروعه الإقليمية والجهوية.
وأكد خوطار على ضرورة النهوض بالعمل الحزبي وإعطاءه شحنة قوية، لاسيما في ظل السياق الوطني الحالي الذي يتسم بارتفاع منسوب الاحتجاجات، وحدة الشعارات المرفوعة التي تعكس حالة اليأس التي تشعر بها فئات المجتمع.
واعتبر خوطار أن الأوضاع الحالية تدعو إلى القلق، وتُساءل الفاعلين السياسيين ومدبري الشأن العام من أجل القيام بدورهم الأساسي، المتمثل في إيجاد الحلول المناسبة وفق منظور عقلاني ومتزن، كما عبر على ذلك مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية.
ونوه المتحدث بالمبادرة التي أطلقها الحزب، والمتمثلة في سلسلة لقاءت مفتوحة مع المواطنات والمواطنين لبلورة اقتراحات حول النموذج التنموي الجديد، وذلك من أجل إخراج البلاد من حالة الانحباس الذي تعرفه.
جدير بالذكر أن اللقاء الذي أطره الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى جانب كل من كريم تاج، غزلان معموري أعضاء المكتب السياسي، والعربي أحنين البرلماني عن إقليم تطوان وعضو اللجنة المركزية لحزب “الكتاب،” بالإضافة إلى هشام بوعنان رئيس جماعة مرتيل، وعبد الرحمان كركيش الكاتب العام لجمعية المنتخبين التقدمين لجهة طنجة تطوان الحسيمة، وأحمد ديبوني عضو اللجنة المركزية وعضو مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، والكاتب الإقليمي للحزب بالإقليم عبد الخالق بنعبود، عرف تنظيم حفل فني أحياه الفنان الملتزم الدكتور سعيد المغربي، فضلا عن فقرات فنية احتفاء بعيد الاستقلال قدمتها شابات من الفرع الإقليمي للشبيبة الاشتراكية بمرتيل.
يشار كذلك إلى أن اللقاء التواصلي المفتوح الذي عرف حضورا وازنا لساكنة إقليم مرتيل، يندرج ضمن اللقاءات التواصلية المفتوحة التي أطلقها حزب التقدم والاشتراكية بمختلف الأقاليم والجهات، كما يشار إلى أن الجلسة المفتوحة أعقبها لقاء تنظيمي داخلي للكتابة الإقليمية المضيق – الفنيدق.
> محمد توفيق أمزيان