عرت الأمطار الأخيرة على واقع البنية التحتية للمدن الحضرية بالمغرب لاسيما مدينة الدار البيضاء، كما كشفت عن واقع عيش الأسر المغربية التي تقطن في منازل آيلة للسقوط، إذ أن جميع الأحياء القديمة بالعاصمة الاقتصادية توجد بها منازل على حافة الانهيار، بعد تصدع جدرانها وظهور شقوق واسعة بها.
وانتقلت في هذا الصدد، جريدة بيان اليوم إلى درب مولاي علي الشريف بالحي المحمدي بالبيضاء، حيث عاينت وجود العديد من العائلات في الشارع، بعد قرار السلطات المحلية إخلاء هذه المنازل التي أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط.
وفي الوقت الذي استجابت فيه بعض الساكنة لقرار السلطات المحلية، رفضت أسر أخرى مغادرة منازلها إلى حين تقديم البديل، على اعتبارها لا تتوفر على سيولة مادية لتأمين مسكن آخر، وهو ما يجعلها في انتظار موت مؤجل، خصوصا وأنه مع كل انهيار جديد تحصد هذه الأحداث أرواحا بشرية.
ووقفت بيان اليوم على إقدام السلطات المحلية بمختلف عمالات مدينة الدار البيضاء على هدم بعض المنازل الآيلة للسقوط، لتفادي الكارثة خلال التساقطات المطرية، هذا بالنسبة للمساكن التي لا توجد فيها تعقيدات إدارية متعلقة بالملكية.
وفي جانب آخر يتم وضع سياج على المنازل الآيلة للسقوط والتي تعرف مجموعة من المشاكل فيما يخص عملية الإفراغ، أو ما يتصل بالملكية المشتركة بين الورثة، وهو ما يجعل قرار هدمها معلقا إلى حين انهيارها الجزئي أو الكلي بفعل عدم مقاومة أسوارها للتساقطات المطرية الغزيرة.
وتطالب العديد من الأسر بإيجاد بديل لتعويض هذا الموت المؤجل، ولإنقاذها من التشرد في الشارع العام، حيث ترفض الاستمرار في العيش تحت هذا التهديد الحقيقي بالموت.
وفي هذا الروبورطاج تنقل عدسة جريدة بيان اليوم واقع هذه الأسر تحت الأسقف المنزلية المتداعية للسقوط، ولجوء أخرى إلى العيش في الأزقة ودروب الأحياء القديمة بالدار البيضاء إلى حين تقديم بديل من قبل السلطات المحلية والمنتخبة.
< يوسف الخيدر
< تصوير: أحمد عقيل مكاو