إشكال مشاركة اللاعبين بـ “الكان”…

على بعد أسابيع معدودة عن انطلاق كاس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار، عاد مجموعة من اللاعبين المغاربة المحترفين بالدوريات الأوروبية للتألق، مما يعطي مؤشرات إيجابية حول قدرة الفريق الوطني المغربي على ضمان مشاركة فعالة، تعد بالكثير من الإثارة والندية، بالنظر إلى مشاركة أبرز المنتخبات علي الصعيد القاري.
ويأتي في مقدمة هذه الأسماء، هناك حكيم زياش العائد للتألق، باستعادته الرغبة في تقديم الأفضل، بعد مغادرة تشيلسي الإنجليزي، والانتقال لغلطة سراي التركي، سجل وأبدع، وكان مفتاح فوز فريقه التركي.
على نفس المنوال، يواصل أشرف حكيمي مساره الناجح، كواحد من نجوم نادي باري سان جرمان الفرنسي، نفس الأمر بالنسبة للهداف طارق تيسودالي، وأيضا عز الدين أوناحي والشاب الواعد إسماعيل الصيباري، وزميله أمين عدلي، وغيرهم من أسود وأشبال الأطلس، متميزون يستحقون كل عبارات التقدير والإعجاب، من طرف الصحافة الدولية، بفضل عطائهم المبهر .
وفي سياق التألق، يبرز الهداف العصامي أيوب الكعبي، وأمين حارث صاحب العطاء المستقر، ونايف اكرد، كما أن سليم أملاح، عاد ليكسب مكانته داخل نادي فالنسيا الإسباني، أما الحارس ياسين بونو، فهو كالعادة عنصر الأمان في التشكيلة الأساسية، أبهر في آخر مباراة له بالدوري السعودي، وكانت ضد النصر، رغم وجود البرتغالي كرستيانو رونالدو، الهداف الاستثنائي الذي عجز عن الوصول إلى مرمى الهلال.
إلا أن الرهان على مشاركة مغربية فعالة بالحدث القاري، يصطدم بـ “فيتو” الأندية الأوروبية، لا ترى كعادتها بعين الرضا لمشاركات لاعبيها مع منتخباتهم الوطنية، وغيابهم لمدة تصل لشهر، بالإضافة إلى فترة الإعداد قبل انطلاق النسخة من “الكان”.
وقد عاش مجموعة من اللاعبين الأفارقة، ومن بينهم المغاربة، معاناة كبيرة، مع إدارات الأندية التي يلعبون لها، بسبب مشاركتهم بالاستحقاقات الإفريقية، وهناك أمثلة كثيرة فيما يخص “عنصرية” بعض المدربين الذين تعمدوا تهميش لاعبين أفارقة، مباشرة بعد العودة من المشاركة مع منتخباتهم.
إنه إشكال حقيقي يخيم باستمرار على واقع المنتخبات الإفريقية، صحيح أن الأندية الأوروبية، لها كل الحق في الدفاع عن مصالحها، لكن لا يمكن أن يمتد هذا الحق إلى حرمان اللاعبين في الدفاع عن قميص منتخباتها الوطنية…
نعتقد أن مدخل معالجة هذا الإشكال يمر عبر تغيير موعد إجراء كأس إفريقيا للأمم من الفترة الشتوية، إلى بداية فصل الصيف، حيث تكون كل الدوريات بالقارة العجوز، قد عرفت نهايتها، مع ضرورة مراعاة المواعيد الأوروبية والمونديالية…

محمد الروحلي

Top