الوداد.. تغيير في إطار الاستمرارية…

اختار منخرطو نادي الوداد البيضاوي، طي صفحة عهد سعيد الناصيري، بتزكية، رئيس جديد من داخل المنظومة، أملا في ضمان تغيير في إطار الاستمرارية، لكن بأسلوب وتدبير، من المطلوب أن يكونا مختلفين تماما، وذلك بتقديم نموذج مغاير، يضع حدا لتجربة العشر سنوات الأخيرة.
تم الإجماع حول شخص عبد المجيد البرناكي، ليضع حدا لعقد من الزمن، تحكم خلاله الناصيري في كل مفاصل النادي، وقطع “الماء والضو” على الجميع، انفرد بكل القرارات والسلط، واختار العمل بمفرده، والنتيجة، حصيلة ذات وجهين، إيجابية على مستوى النتائج، وأخرى ضعيفة فيما يخص الهيكلة، وعدم إرساء قواعد التدبير المحكم والشفاف…
كان بإمكان الناصيري استغلال الفترة الإيجابية التي قضاها على رأس النادي الأحمر، لتقوية هياكله من الداخل، والعمل على إرساء قواعد تحترم التخصص، والاشتغال على أسس تدبير جماعي، وذلك بمنح صلاحيات لأطر ودادية قادرة على تقديم الإضافة المطلوبة، إلا أن هذه الفرصة ضاعت، وربما كان يعتقد أن المقام سيطول، وفضل تأجيل إمكانية الانفتاح على طاقات أخرى؛ -ولو بشكل محدود-، إلى وقت لاحق، إلا أن المتابعة القضائية، لم تمهله طويلا، ليغادر المنصب، بطريقة لم يكن يتصورها هو نفسه…
غادر الناصيري، ليتسلم البرناكي المشعل من ورائه، وهو الذي خبر شؤون النادي من الداخل، كما وقف وهو يرافق الناصيري، على أدق التفاصيل، وهذا العامل ساعده على قيادة النادي في أصعب الظروف، والموضوعية تفرض القول إنه استطاع أداء المهام المطلوبة، رغم صعوبة الظرفية، وهذا ما جعل العائلة الودادية تختاره بالإجماع، محملة إياه مسؤولية مواصلة المسار…
ولعل أكبر ضمانة لإمكانية قيادة البرناكي للقلعة الحمراء، بطريقة أفضل، رغم الظروف الصعبة، ثقة الوداديين في شخصه، والدليل على ذلك الأجواء الإيجابية التي مرت خلال أشغال الجمع العام الأخير، جمع تؤكد كل التقارير أنه نجح في لم الشمل، وطي صفحة الماضي، بما لها وما عليها، وتجاوز التناقضات والخلافات الهامشية، ليقدموا للرأي العام، نموذجا للرقي في التعامل الذي تتمتع به العائلة الودادية عادة، كميزة متأصلة من جيل لجيل…
ونعود لصعوبة الظرف، وتوالي الأحداث الصادمة، ولعل آخرها الإقصاء المر من مسابقة كأس العرش، وأمام شباب السوالم، ليتأجل حلم لقب الكأس الغائب عن خزائن الوداد، منذ أكثر من عقدين من الزمن، إذ رغم الفوز في عهد الناصيري بكل الألقاب الممكنة، وطنيا وعربيا وقاريا، إلا أن الكأس الفضية استعصت عليه، وهذا يجعل كل المكونات الودادية أمام مجموعة من الخيارات المتوافقة مع المرحلة…

تقبل بكل روح رياضية، قضاء موسم أبيض على مستوى الألقاب، -ولو على مضض-، ومناقشة المستقبل بهدوء، والتطلع للمستقبل بأفضل الطرق، ولعل أولها تعيين طاقم تقني جديد، بقيادة مدرب متمكن، وفي أقرب وقت ممكن، ثم تطهير لائحة اللاعبين، والسماح بالمغادرة كل من كان يعتقد أنه كان يلعب مع الناصيري، وليس الوداد، مع ضرورة إرساء قواعد إدارة تقنية في مستوى تاريخ وعطاء، وطموحات النادي المستقبلية…
بالإضافة إلى كل هذه الأسبقيات، لابد أيضا من هيكلة إدارية ومالية وتنظيمية، وفتح المجال أمام الكفاءات التي تخبر التدبير الحداثي والمقاولاتي، والمكونة على أعلى مستوى، وإعطاء دور خاص لهيئة المنخرطين، دور العين المتابعة والمراقبة، والقوة الاقتراحية اللازمة…
أما الجمهور الودادي، فلا نعتقد أنه في حاجة إلى النصائح، فهو بقيادة الفصيل الذي يؤطره بتفوق، يقوم بالدور المطلوب منه في كل الظروف والأحوال، ومستعد على الدوام لتقديم التضحيات، وتشكيل السند الضروري في السراء والضراء، وكل الفعاليات الودادية تعرف ذلك، وتقدر عاليا هذا الدور الحيوي.
والأكيد أن العائلة لديها من الكفاءات والأطر والخبراء، ما يمكنها من تقديم حلول أخرى، حتى يبقى نادي الوداد كبيرا، مؤهلا للعب الدور الريادي الذي أنشئ من أجله…

محمد الروحلي

Top