كثر الحديث عن قيادة طارق السكيتيوي للمنتخب الأولمبي المغربي لكرة القدم، وهي المهمة التي جاءت قبل أشهر معدودة فقط، من الموعد الأولمبي؛ وهي فترة قصيرة جدا من أجل الإعداد الجيد للحدث بطريقة مواتية…
بعد الانتصار على الأرجنتين في أولى مباريات المجموعة الثانية، تمت الإشادة بدور المدرب، لتنقلب الأمور رأسا على عقب بعد الهزيمة المفاجئة أمام أوكرانيا، إلى درجة التشكيك في كفاءة هذا المدرب الشاب…
وجاء الفوز الساحق في ثالث مباراة ضد العراق، لتعود معه عبارات الإشادة والثناء في حق الطاقم التقني، والكل ينتظر المباراة الحاسمة ضد الولايات المتحدة الأمريكية في ربع النهاية، على أمل مواصلة الحلم الأولمبي…
مباشرة بعد مباراة العراق كان لنا لقاء مع طارق السكيتيوي للحديث عن احتلال الرتبة الأولى بالمجموعة، والموعد القادم أمام خصم لن يكون خصما سهل المنال…
حققتم الهدف المنشود بتجاوز دور المجموعة، الآن كيف ستدير مباريات الأدوار القادمة؟
>> أظن أننا نملك مجموعة جميلة تعيش في أجواء أسرية حقيقية. هناك احترافية كبيرة. هم رجال لأني لمست فيهم منذ أول يوم روح قتالية كبيرة وغيرة في قلوبهم على راية الوطن. يحاولون بعزيمة كبيرة إسعاد الجمهور المغربي حتى تكون الكرة الوطنية في مركز متقدم.
أنا سعيد لأننا حققنا الهدف الذي جئنا به إلى باريس، وهو أن نتخطى الدور الأول. الحمد لله وفقنا في ذلك. فمنذ أولمبياد 1972، لم ننجح في التأهل إلى الدور الثاني، وهي مدة طويلة. أيضا حققنا انتصارين، وهذا الإنجاز يسعدني، لكن الطريق ما تزال طويلا، أعتقد أن المهمة ستكون شاقة. الحمد لله تحقق الهدف الأول، والباب سيفتح أمام أهداف أخرى لكن عبر محطات. والمحطة المقبلة هي مواجهة منتخب الولايات المتحدة في دور ربع النهاية.
وهنا يجب مرة أخرى أن نظهر علو كعبنا والروح الوطنية العالية، لا أنسى الإشارة إلى أن المباراة السابقة (ضد أوكرانيا) علمتنا مجموعة من الدروس، وعرفنا كيف خسرناها بتلك الطريقة.
> ما هو سبب هذه الهزيمة التي لم تكن منتظرة؟
>> السبب بسيط، وهو أننا كنا نرغب في الفوز وإسعاد المغاربة. العزوزي طلب تغييره وأنا سلفا استبدلت مهدي بوكامير. وعندما يحدث مثل هذا، فستواجه صعوبات عدة لكي تدير ما تبقى من الوقت. هناك سبب عدم نجاحنا في التسجيل، لأن كل من تابع بواقعية المباراة، سيقف على أن المنتخب الوطني في الشوط الثاني، وحتى قبل حالة الطرد لدى الخصم، تسيد اللقاء وصنع فرصا تسجيل كثيرة. لكننا ضيعنا الكثير منها بسبب عدم التركيز. وأيضا قبل تسجيل الهدف الذي تلقيناه، لم يكن هناك عدم توازن في أدائنا والهدف سجل بفضل زيادة عددية، ولا علاقة له بالتغييرات التي كانت مدروسة. أعتقد أن ما صعب علينا الأمور هو طلب العزوزي الخروج من أرضية الملعب، بعدما غيرت بوكامير.
كيف ستتعامل الإرهاق الذي أصاب اللاعبين بعد خوض 3 مباريات في ظرف وجيز، ناهيك عن لقاء ودي قبل انطلاقة المنافسات؟
>> كما قلت سابقا، فلاعبونا يتمتعون بروح احترافية عالية. لديهم رغبة كبيرة في إسعاد جمهورنا ويقدمون كل ما يستطيعون تقديمه. أشكر الطاقم الطبي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع، على توفير جميع الأشياء لكي نكون جاهزين سواء من الناحية اللوجستيكية، أو من ناحية أدوات التعافي. طبعا ليس من السهل استرجاع الطراوة البدنية، خصوصا أن بداية السنة لعدد من اللاعبين. ولن يجب نسيان أننا مقارنة مع الأرجنتين وأوكرانيا، وحتى العراق، بدأنا في تجمعنا الإعدادي قبل أسبوع فقط من انطلاقة الأولمبياد. برمجت 6 حصص إذا استثنينا مباراة حبية مع ناد فرنسي، واليوم الذي يليها ويوم مواجهة الأرجنتين. هناك لاعبون لم أشاهدهم، أو لم يتدربوا معنا إلا قبل 10 أيام فقط من بدء التنافس. هذه كلها أمور لم تصب في صالحنا، لكننا عوضنا بمتابعة الكثير من الفيديوهات، وحب راية الوطن.
وأعتقد أن المنتخب الوطني ظهر في المباريات الثلاثة بأداء جيد. اليوم اللاعبون سهلوا من مأموريتهم. رفعنا الإيقاع وضغطنا عاليا، وتمكنا من تسجيل 3 أهداف. وما يسعدني التمكن من إدارة الإصابات والبطاقات.
> من هو المنتخب الذي تفضل مواجهته في دور ربع النهاية؟
>> كما تعلمون، في مثل هذه المراحل والظروف، فأي خصم سيكون صعبا. يجب أن نكون جاهزين بطريقة مثلى لكي تدافع عن راية الوطن.
بالنسبة للمجموعة يوم 2 غشت، هل ستكون جاهزة؟ وهل التغييرات التي أدخلتها كانت بسبب إصابات، أم خوفا على اللياقة البدنية للاعبين؟
>> لا لا. الحمد لله ليست هناك إصابات. كان هناك حالات شعروا بأشياء وطلب اثنان استبدالهما. كانت لدينا لائحة للاعبين الذي يملكون بطاقات صفراء، وبعدما مرت المباراة بطريقة جيدة، حددت أسماء يجب تغييرها بأولويات. طبعا حافظت على حكيمي بعدما تواصلت معه وفهم أن على مجاراة ما تبقى من دقائق دون تلقي إنذار. وهناك لاعبون أخرجتهم من الملعب، إما بسبب العياء أو تفادي حصولهم على بطاقة صفراء.
كلمة للجمهور..
>> لدينا أفضل جمهور في المغرب والعالم غريب ما نعيشه والذي عشناه في قطر. ولا يسعني إلى شكره وأحييه بحرارة. “الله يحفظهم” وأتمنى أن يكونوا معنا في اللقاءات المقبلة.
< حاوره بنيس: محمد الروحلي