“آمنا بقدراتنا وبذلنا مجهودا جبارا” وتأهلنا…

كُتب لنا أن نكون نحن السباقين دائما لتحقيق الإنجازات الكروية على المستوى العربي، وبالأخص في منافسات كأس العالم، فبعدما كتب أسود الأسود الأطلس اسمهم بحرف من ذهب في مونديال 86 بالمكسيك كأول منتخب عربي يصل إلى دور الـ16، ها هم اليوم أبناء هذا الجيل يعيدون الكرة مرة أخرى بجعلنا أول منتخب عربي يبلغ دور الربع، عن جدارة واستحقاق.

مول النية يربح…

جاء “وليد” في وقت لم يكن أشد المتفائلين بالمنتخب المغربي يتوقع البلوغ إلى ما بلغه الآن، لا سيما في الظروف التي كانت تحيط بالمنتخب في حقبة خاليلوزيتش. خرج وقال بلكنته المعروفة “ديرو النية… الكرة غا ضرب فالبوطو وتخرج”، الأغلبية أخذت كلامه على محمل الهزل، حتى تفاجئ الكل بأن الكرة بالفعل تصطدم بالعارضة وتخرج.
بـ”نيته” وواقعيته استطاع الركراكي التفوق على “لويس انريكي” ضمن منافسات دور ثمن نهائي كأس العالم قطر 2022، في مباراة لم تكن سهلة على الطرفين، لكن حُسن دراسته لخصمه ولنقاط قوته ساعداه على تسيير المقابلة وفق النهج الذي يخدم مصالحه، فكان سلاحه هو ترك الاستحواذ للمنتخب الاسباني والرجوع للوراء، الشيء الذي جنب المنتخب من الوقوع في مصيدة ترك المساحات، التي كان سيستغلها الخصم لصالحه.
وفي هذا السياق يؤكد المحلل الرياضي إبراهيم الزوين في تصريح لجريدة بيان اليوم أن “المنتخب الاسباني يحسن تعذيب خصومه بجعلهم يجرون وراء الكرة”، أي أنه بفضل مهارات لاعبيه وقدرتهم على استمالة الخصم للبحث على استحواذ الكرة يرهقهم ويتسبب في فتح المجال أمامه لاستغلال الفرص، وهذا ما لم يقع فيه لاعبو المنتخب الوطني، وذلك لأنهم “تراجعوا للخلف بشكل منظم وانتظروا فرصا لمباغتة الخصم، وكنا قادرين على التسجيل في عدة محاولات”، يضيف المتحدث ذاته.

الإرهاق خصمنا الأول…

منذ مباراته الأولى بدور المجموعات استقر “وليد الركراكي” على تشكيلة واحدة لعب بها جميع المباريات، ومعهم مباراة اسبانيا، باستثناء مباراة بلجيكا التي عرفت مشاركة “منير المحمدي” مكان “ياسين بونو”. هذا الثبات على نفس العناصر الوطنية من الطبيعي أنه سيؤدي إلى ارهاق أغلب اللاعبين، إن لم نقل جلهم، خاصة وأن أغلب لاعبي المنتخب الوطني لا يلعبون بشكل رسمي مع أنديتهم.
كما أن الناخب الوطني بدوره يؤكد في أغلب ندواته الصحفية بأن بعض اللاعبين من بينهم “أشرف حكيمي” و”نصير مزراوي”، يشاركون وهم يعانون من الإصابة، ويستحملونها في سبيل الدفاع على ألوان القميص الوطني. وقد برز ذلك جليا خلال مباراة اسبانيا بعد إصابة “نايف أكرد” والعميد “رومان سايس” و”نصير مزرواي” أيضا، بالإضافة إلى سفيان أمرابط الذي صرح بأنه “لم يكن متأكدا من مشاركته، ولكونه بقي مستيقظا مع طبيب المنتخب حتى الساعة الثالثة صباحا، بسبب آلام في ظهره، لكنه لم يستطع التخلي عن رفاقه وبلده”.
وهنا يرى إبراهيم الزوين بأن العامل الوحيد الذي يجب على طاقم المنتخب المغربي الاشتغال عليه هو “العامل البدني واسترجاع اللياقة للاعبين”، إذ يقول ” المسؤولية الآن ملقاة على عاتق الطاقم المكلف باستعادة الطراوة البدنية، من بينهم اخصائي العلاج الطبيعي وطبيب المنتخب، اللذان وجب عليهما التعامل مع إصابات بعض اللاعبين خلال هذه الأيام قبل مواجهة المنتخب البرتغالي”.

دور الربع فرصة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه…

يوم السبت المقبل سيلاقي المنتخب المغربي نظيره البرتغالي ضمن دور ربع نهائي كأس العالم، مباراة عنوانها “نكون أولا نكون”، كما سبق وأن صرح الركراكي قبل مباراة اسبانيا “ماعندنا مانخسرو”، نفس الكلام ينطبق على هذه المقابلة أيضا، ونحن نطمح إلى مواصلة كتابة التاريخ، لاسيما بعد هذا الأداء المشرف الذي ظهر به أسود الأطلس في المحفل العالمي.
وبخصوص مواجهة البرتغال، يتمنى المحلل الرياضي إبراهيم الزوين أن نضيف البرتغال هي الأخرى ضمن قائمة ضحايا أسود الأطلس، إلى جانب بلجيكا وكندا واسبانيا، ويضيف المتحدث لجريدة بيان اليوم أنه رغم كون الخصم تأهل بعد فوزه بحصة 6-1 على سويسرا، إلا أن هذا لا يمنع أن نقف أمامه. مذكرا بكون منتخب اسبانيا فاز على منتخب كوستاريكا بـ 7-0، لكنه عجز عن التسجيل أمام المنتخب المغربي.
وكجواب على السؤال الذي طرح في العنوان، “ماذا يجب على الأسود فعله؟”، الجواب بسيط؛ مواصلة الدفاع على القميص الوطني بنفس الشرارة، حققوا مالم يتوقعه أي أحد، لذا نطالبهم بالمزيد، لم يتبق إلا القليل، سوى خطوتين لدخول التاريخ، قد يرى هذا المطلب ضرب من الجنون، لكن وليد عودنا على “النية” وعدم اليأس، وهو الذي قال “خاصك تحلم باش توصل”، سنحلم معكم يا أسود بأنكم قادرون على الإطاحة بالبرتغال، لأنكم لم تخيبوا آمالنا فيكم، ولهذا سنقول لكم ” مادام الأمل طريقا فسنحيا”.

عبد المجيد جمال ( صحفي متدرب)

Related posts

Top