أحداث ملعب بركان المؤسفة

اعتبرت مقابلة فريق نهضة بركان ضد ضيفه الرجاء البيضاوي، واحدة من قمم الدورة العشرين من البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، إلى جانب مجموعة من المواجهات القوية، كلقاء الفتح الرباطي ضد الجيش الملكي، والوداد البيضاوي أمام شباب المحمدية، وأيضا مباراة مولودية وجدة ضد حسنية أكادير، وغيرها من المباريات التي تهم مقدمة ومؤخرة الترتيب.
كل متطلبات القمة كانت متوفرة بالملعب البلدي لعاصمة الليمون، وكان من المفروض أن تقدم لنا طبقا كرويا قويا، يليق ببطولة مغربية، تصنف الأفضل على الصعيد القاري، إلا أن أحداثا غير رياضية، نتيجة تأثير الشحن المبالغ فيه، وطغيان ثقافة الشك، حولتها إلى مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، زاغت بها عن إطارها الرياضي الصرف.
انفلاتات وسلوكات وتوتر أعصاب وشراسة زائدة، مظاهر أثرت بنسبة كبيرة على المردود التقني، زادها أخطاء طاقم التحكيم، وضعف شخصية الحكم نبيل بنرقية، لتتحول المباراة إلى معركة استبيح فيها كل شيء، خاصة بعد صافرة النهاية، حيث تعددت مظاهر الانفلات، ساهم فيها للأسف لاعبون وإداريون ومرافقون، اختلط فيها الحابل بالنابل، وطغت مظاهر تخدش -حقيقة- الصورة الجميلة المفروض أن تقدمها الرياضة.
أثناء المباراة كثرت الاحتجاجات، وتعددت الاصطدامات، وتنوعت الأخطاء المتعمدة من الطرفين، مظاهر شوهدت مباشرة على القنوات التلفزية ومختلف وسائل الإعلام، زادها ارتباك ثلاثي التحكيم فظاعة، لتتطور الأمور لاحقا إلى اشتباكات وتبادل اللكم والضرب، تورط فيها كل من إلياس الحداد وبكر الهيلالي، وما خفي أعظم، كما صدر عن اللاعب محسن متولي، عميد الرجاء -وياحسرة- حركة لا أخلاقية اتجاه الجمهور المحلي، أججت من حالة الغضب التي طغت على المواجهة.
المعروف أن نهضة البركانية والرجاء البيضاوي، فريقان كبيران، وأي سلوك مخالف يلطخ سمعتهما، ويسيء لتاريخهما، كما تطرح هذه الأحداث تساؤلات كبيرة حول دور مسؤوليهما، المفروض من جانبهم أن يضعوا ضوابط صارمة، تحارب مثل هذه السلوكات، وتعاقب المخالفين.
ينتظر الرأي العام الرياضي، صدور قرارات تأديبية صارمة، بدون أدنى تأخير من طرف أجهزة جامعة كرة القدم، وقبلها لابد من اتخاذ موقف صارم، من طرف مسؤولي إدارتي الرجاء ونهضة بركان، على حد سواء، لأن ما حدث ليس بالأمر السهل، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال تجاوزه.
فالأحداث المؤسفة التي شهدها ملعب بركان، تسيء لتاريخ مؤسستين بنيتا على الروح الرياضية العالية، ومبادئ الأخلاق والتربية والتأطير والاحترام، والسماح بمثل هذه التجاوزات، تشجيع ضمني على تكرارها مستقبلا…

محمد الروحلي

Related posts

Top