أربعة شهداء ومصادرة آلاف الدونمات خلال أبريل الماضي

أصدر مركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، تقريره الشهري حول الانتهاكات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني خلال شهر أبريل الماضي، وإليكم اهم ما جاء في التقرير:

 رام الله

الشهداء

ارتقى أربعة شهداء من بينهم طفل وامرأة على أيدي قوات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس خلال الشهر الماضي وهم:
  ابراهيم محمد عثمان برادعيه (54) عاماً من بلدة صوري شمال شرق الخليل، ويسكن في مخيم العروب، استشهد بعد إطلاق الرصاص عليه من قبل جنود الاحتلال على مدخل المخيم.
عبد الحميد أبو سرور (19) عاماً من مخيم عايدة في بيت لحم، استشهد متأثراً بجروح أصيب بها في القدس على إثر انفجار حافلة اسرائيلية.
  مرام صالح حسن ابو اسماعيل (23 ) عاماً من قرية قطنة شمال غرب القدس، تم اعدامها بعد ان اطلق جنود الاحتلال الرصاص عليها على حاجز قلنديا ، وهي ام  لطفلتين وحامل بطفل جديد .
  ابراهيم صالح حسن ابو اسماعيل (16) عاماً من بلدة قطنة شمال غرب القدس ، اعدم  برصاص جنود الاحتلال على حاجز قلنديا ، وهو شقيق الشهيدة مرام .
وبذلك يكون قد ارتفع عدد الشهداء منذ اندلاع الهبة الشعبية مطلع أكتوبر من العام الماضي الى (213) شهيداً من بينهم (48) طفلاً، وليرتفع عدد جثامين الشهداء المحتجزة الى (18) جثماناً.
مصادرة الاراضي والاستيطان

قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من اراضي المواطنين الفلسطينيين خلال شهر أبريل الماضي ، حيث أعلنت عن مصادرة (2500) دونماً من أراضي بلدة الزاوية غرب سلفيت وسنيريا جنوب شرق قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة، وفي نفس السياق، أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على مئات الدونمات من أراضي قرية جالود جنوب نابلس بالإضافة إلى أراضي بلدتي ترمسعيا والمغير شمال رام الله، وبحسب ما جاء في الأخطار، فإن المصادرة لأغراض عسكرية وشق طريق عسكري استيطاني يربط مستوطنة” شيلو” مع البؤر الاستيطانية الواقعة الى الشرق منها والمقامة على أراضي قرية جالود حتى شارع “الون” في محافظة اريحا ، حيث يصل طول الطريق ستة كيلومترات، في خطوة خطيرة تؤدي الى خلق كيان استيطاني كبير في المنطقة، ومما يهدد بالاستيلاء على آلاف الدونمات من أراضي المواطنين الزراعية ،كما  جرفت قوات الاحتلال طرقاً زراعية في قرية قريوت وعدة دونمات في مخيم العروب .
وفي سياق آخر، كشف موقع صحيفة “هآرتس” العبرية عن موافقة  كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه موشيه يعلون على بناء (421) وحدة استيطانية في مستوطنات الضفة الغربية  بما في ذلك المستوطنات المعزولة ، وبحسب الموقع، تمت الموافقة على بناء (54) شقة سكنية في مستوطنة هار براخا و (17)  وحدة سكنية في مستوطنة ريفافا المقامتين شمال الضفة الغربية المحتلة . 
بالإضافة الى (70) شقة في مستوطنة نوكديم و(34) في مستوطنة تقواع، بالإضافة إلى (48) وحدة سكنية في بؤرة جاني موديعين الحريدية في منطقة رام الله ، و (76) وحدة في جفعات زئيف شمال مدينة القدس، و (24) وحدة سكنية في كريات أربع قرب الخليل و(98) وحدة سكنية في مستوطنة نيريا قرب رام الله .
وفي إطار تسارع البناء الاستيطاني في مدينة القدس، قالت مصادر اسرائيلية بأن عدة شركات تقوم ببناء ما مجموعه (415) وحدة استيطانية جديدة في عدة مستوطنات في مختلف انحاء مدينة القدس على النحو التالي:
 24 وحدة سكنية في” بسغات زئيف” و (72) وحدة سكنية في مستوطنة ” مودعين” و (252) وحدة سكنية في مستوطنة “هارحوماه” بجبل ابو غنيم و (53) وحدة سكنية في مشروع “بارك بسغاه” في مستوطنة “بسغات زئيف ” و (14) وحدة سكنية في مشروع “نوفي ادوميم ” في مستوطنة معاليه أدوميم.
كما كشفت مصادر إسرائيلية، النقاب عن أن سلطات الاحتلال بدأت بتنفيذ مخططات قديمة لإقامة أكثر من (1800) وحدة سكنية جديدة في أربع مستوطنات في القدس ضمن مشروع أطلق عليه اسم (جو بايدن) والذي أعيق بناءه قبل حوالي ستة أعوام، حيث عارضت الولايات المتحدة هذا المشروع في حينه.

تهويد القدس

واصلت سلطات الاحتلال سياستها الممنهجة القائمة على تهويد المدينة المقدسة بشتى السبل والاجراءات التعسفية بحق المواطنين والمقدسات، حيث يواصل المستوطنون المتطرفين يقودهم الحاخام اليهودي المتطرف يهودا غليك وغيره اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الاقصى والقيام بطقوس تلمودية في ساحاته، وبحراسة من شرطة الاحتلال ، فيما تقوم باعتقال المرابطين والمصلين وتصدر بحقهم قرارات إبعاد عن المسجد الاقصى ،وفي اطار الحملة التهويدية المستمرة، قامت وزارة السياحة الاسرائيلية بإعداد خارطة سياحية لمدينة القدس تقوم بتوزيعها على السياح الاجانب تشتمل على قائمة من (57) موقعا للزيارة في البلدة القديمة تظهر موقعاً اسلاميا واحدا وخمسة مواقع مسيحية فقط ، وبالمقابل تظهر عشرات الكنس والمعابد والمدارس الدينية اليهودية، الى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مبناً  تابعاً للأوقاف الإسلامية في حي واد الجوز القريب من سور القدس التاريخي. واعتدت على حارسيْن كانا داخل المبنى، كما أقدمت بلدية وشرطة الاحتلال في القدس، على هدم حديقة أقيمت تخليدا لذكرى 47 شهيدا سقطوا في القدس منذ أكتوبر الماضي.
وقامت الشرطة بتدمير الحديقة بادعاء أنها أقيمت في منطقة عامة وبدون ترخيص .
بالإضافة الى ذلك تقوم طواقم بلدية الاحتلال في القدس برفقة القوات الإسرائيلية باقتحام حي البستان ببلدة سلوان وبشكل متكرر، وتقوم بتوزيع “إنذارات قبل تقديم لوائح اتهام” لأصحاب منشآت سكنية وتجارية مهددة منازلها بالهدم، حيث ان هذه الانذارات من نوع جديد وتهدد فعليا باستخدام قانون “212” والذي يخول هذا القانون النيابة العامة تنفيذ أمر هدم ضد أي مبنى دون ابداء الأسباب الواضحة لذلك، اضافة الى فرض عقوبات على صاحب العقار كالغرامات والسجن، وفي نفس السياق، ردت المحكمة العليا الإسرائيلية التماسا ً قدمته عائلة فلسطينية ضد إخلائها من منزلها في حارة السعدية في البلدة القديمة في القدس الشرقية، وقررت إخلاء العائلة لمنزلها حتى نهاية شهر يونيو المقبل لصالح جمعية عطيرات كوهانيم الاستيطانية، كما قامت بلدية الاحتلال في القدس بمضاعفة تعرفة “الارنونا ” فيما يتعلق “بالعقارات الفارغة ” نحو خمس مرات بذريعة تحفيز اصحابها على  تأجيرها او بيعها، في نية مبيتة تسعى بلدية الاحتلال من خلالها الى تفريغ الفلسطينيين من المدينة . فيما كشفت إحصائيات حديثه أن نسبة الفقر بين المقدسيين وصلت 80%، أي أن أربعة من بين خمسة مقدسيين يعيشون بمعدل أجر يومي أقل من 2 دولار و10 سنت، وأن 85% من الأطفال المقدسيين يعيشون في خطر بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المدينة المقدسة.
 الجرحى والمعتقلين

قامت سلطات الاحتلال بإصابة وجرح نحو (270) مواطناً ومواطنة في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة بينهم (85) طفلاً، كما تم اعتقال نحو (400) مواطناً بينهم (60) طفلاً خلال الشهر الماضي، وقال نادي الاسير الفلسطيني ان نحو (7000) اسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال بينهم أكثر من 400 طفل وطفلة، بالإضافة إلى 69 أسيرة، واشار ايضا ان عدد الأسرى الإداريين ارتفع ليصل إلى نحو 750 أسيراً إدارياً بينهم ثلاث أسيرات، كما ارتفع عدد الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال ليصل الى 19 صحفياً.
 هدم المنازل والمنشآت

هدمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي خلال شهر أبريل أكثر من (97) منزلاً ومنشأه في كل من الضفة الغربية والقدس من بينها (44) منزلاً ومسكن ونحو (53 ) منشأه سكنية وزراعية وتجارية، ومن أبرز عمليات الهدم التي قامت بها سلطات الاحتلال الشهر الماضي قيامها بهدم منازل عوائل أربعة شهداء ثلاثة منهم في بلدة قباطية جنوب جنين وآخر في مخيم قلنديا شمال القدس، بالإضافة إلى هدم (34) مسكن ومنشأة في خربة طانا  جنوب نابلس منها (17) منشأه تستخدم للسكن ادت الى تشريد (69) مواطناً بينهم (49) طفلاً وذلك كما ذكر تقرير اوتشا لحماية المدنيين ، بالإضافة الى ذلك تم هدم حديقة للأطفال في قرية زعترة جنوب نابلس تبرعت بها جهات مانحة .
كما هدمت سلطات الاحتلال مسلخ مدينة بيت ساحور قرب بيت لحم تبلغ مساحته نحو 2300م، وهو عبارة عن 6 مخازن من الباطون، تم بناؤها من قبل البلدية في العام 2010، حيث تمت عملية التجريف دون السماح للعمال بإخراج أي من البضائع، وشرعت الآليات بتجريف المسلخ فوق المعدات التي بداخله.
 اعتداءات المستوطنين

يواصل قطعان المستوطنون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية والقدس المحتلة بحماية من جنود الاحتلال ، حيث اقتحم مئات من المستوطنين “قبر يوسف ” قرب نابلس واقامة طقوس تلمودية فيه ، كما شارك مئات من المستوطنين في اداء طقوس في عدد من المواقع الأثرية بعد اقتحامهم لها بالقوة  مثل قبر عتنائيل وسط الخليل ومنطقة البركة في بلدة يطا ، بالإضافة الى مجمع برك سليمان السياحي جنوب بيت لحم ، الى ذلك تعرضت عائلة من مدينة الخليل لمحاولة اعدام من قبل مستوطنين على الطريق الالتفافي رقم “60” والمحاذي لمستوطنة “كريات اربع”، حينما حاول أحد المستوطنين اطلاق الرصاص عليهم وهم بداخل سيارتهم ، كما اقدم مستوطنو “نفي دانيال” المقامة جنوب بيت لحم على القاء كميات كبيرة من الركام والاتربة والحجارة في ارض مزروعة بأشجار الكرمة والزيتون تعود ملكيتها للمواطن ابراهيم صلاح شيخة من بلدة الخضر ما ادى الى تخريب نحو ثمانية دونمات من ارضه المزروعة بالأشجار ، وفي ذات السياق تقوم مستوطنة “أريئيل” ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة بسكب مياه الصرف الصحي ( المجاري ) في واد المطوي غرب مدينة سلفيت مما تسبب في تلويث البيئة وتلويث مياه الينابيع الموجودة في المنطقة بالإضافة الى الاراضي الزراعية .
اعتداءات الاحتلال على قطاع غزة

قامت الزوارق الحربية الاسرائيلية بإطلاق النيران تجاه مراكب الصيادين في بحر بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقبالة مدينة الزهراء وسط القطاع، بالإضافة الى إطلاق النيران على الصيادين قبالة سواحل مدينة رفح واعتقال ثلاثة مواطنين، كما توغلت عدة أليات عسكرية اسرائيلية لعشرات الامتار شرق حي الشجاعية وقامت بأعمال تجريف للسواتر الترابية، وما زالت اسرائيل تفرض حصاراً على سكان قطاع غزة وتقيد حرية الحركة ودخول البضائع خاصة مواد البناء.

****

الانفجار قادم وإنهاء الانقسام طريق النصر لشعبنا واستعادة حقوقنا الوطنية

غزة

حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، زياد جرغون من استمرار الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، في ظل الانقسام الكارثي المدمر والحصار الإسرائيلي الظالم، والذي أدى إلى انهيار كافة مناحي الحياة بالقطاع ولا سيما الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية.
وقال جرغون، الحصار والإغلاق المتواصلان على غزة أديا إلى شل كافة مناحي الحياة والتي يتحمل الاحتلال المسؤولية عنها بالدرجة الأولى، فيما استمرار الانقسام لقرابة عشرة أعوام زاد من معاناة أهل القطاع، لافتاً إلى أن تقارير الأمم المتحدة والأونروا تؤكدان أن غزة لن تكون صالحة للسكن بعد بضع سنوات.
وشدد القيادي في الجبهة الديمقراطية، على أن الانفجار قادم في وجه الاحتلال في حال استمر الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، لأن الشعب الفلسطيني لن يصمت طويلاً على موته البطيء، داعياً إلى اجتماع عاجل لفصائل المقاومة الفلسطينية لتدارس خطوات الرد على ما يتعرض له قطاع غزة من حصار وعدم تنفيذ ما اتفقت عليه الفصائل عقب عدوان 2014 وتنكر الاحتلال له، ودعا إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة وجبهة مقاومة موحدة لردع الاحتلال.
وطالب بالتعجيل في تطبيق اتفاقات المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام عبر حوار وطني، شامل تشارك فيه كافة الفصائل، بعيداً عن كل أشكال التفرد والمحاصصة الثنائية المقيتة بين حركتي فتح وحماس. كما دعا بالتوقيف الفوري لسياسة انتهاك قرارات الهيئات والمؤسسات والاستفراد والتفرد بالشأن الوطني التي يمارسه الرئيس أبو مازن والتراجع عن سياسة تعكير العلاقات الوطنية. وشدد جرغون على أن إنهاء الانقسام المدمر والعبثي واستعادة الوحدة الوطنية هو الطريق نحو استعادة حقوقنا الوطنية وفي المقدمة منها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

****

مرتفعات الجولان السورية المحتلة.. مصدر الأمن والمياه لإسرائيل

 القدس المحتلة

قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية مؤخرا، إن مرتفعات الجولان المحتلة من إسرائيل منذ عام 1967، تمتاز بأهمية خاصة بالنسبة للأخيرة، على المستويات الأمنية والجيوسياسية والاستراتيجية، إذ أنها المحافظة السورية الوحيدة التي لها حدود مع ثلاث دول هي، لبنان وفلسطين والأردن.
تلك الأهمية دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لاستغلال الاضطرابات السياسية التي تشهدها سوريا منذ 2011، ومهّدت الطريق أمامه لمطالبة المجتمع الدولي بـ”الاعتراف بإسرائيلية” المرتفعات السورية.
وقال نتنياهو خلال اجتماع عقدته حكومته في الجولان يوم 17 أبريل، ” إننا موجودون اليوم في الجولان، وهذه هي المرة الأولى التي تعقد فيها الحكومة الإسرائيلية جلسة رسمية في تلك المرتفعات، منذ أن دخلت المنطقة تحت الحكم الإسرائيلي قبل 49 عامًا، كان الجولان جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل في العصر القديم، والدليل على ذلك هو عشرات الكنس اليهودية العتيقة التي عثر عليها في المنطقة، إضافة إلى أن الجولان هو جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل في العصر الحديث”، بحسب نص مكتب نتنياهو .
قوبلت تصريحات نتنياهو، بجملة من الرفض وردود الأفعال العربية والدولية، إلا أنها في الوقت ذاته، سلطت الضوء على الأهمية الجيوستراتيجية للمرتفعات السورية، بالنسبة لإسرائيل التي تحتلها منذ عام 1967.
أكدت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، عقب تصريحات نتنياهو الأخيرة، أنَّ “الجولان جزء لا يتجزأ من سوريا”. وشدد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء 26 أبريل، على أنَّ ضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية المحتلة هو “قرارٌ باطلٌ”، وأن المجلس لا يعترف به.
إلى ذلك، التقى نتنياهو، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، بعد خمسة أيام فقط من تصريحاته، وقال حينها إن إسرائيل تبذل ما بوسعها “للحيلولة دون ظهور جبهة إرهابية ضدنا في هضبة الجولان ويمكن أن يتم استهداف قرانا وأطفالنا بواسطة نيران تطلق من تلك المرتفعات”. وتابع نتنياهو “الجولان ستبقى جزء من إسرائيل، سواء أكان ذلك من خلال اتفاق أو بدونه”، مضيفًا “حان الوقت للمجتمع الدولي أن يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان”. أهمية الهضبة لإسرائيل
تتمتع هضبة الجولان بأهمية جيواستراتيجية، لا يمكن لدولة مثل إسرائيل أن تتجاهلها، فالقمم التي تضمها الهضبة، تجعلها تشرف على مساحات شاسعة من السهول المحيطة بها في سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. كما أن مخزون المياه الجوفية الكبير للجولان، يزيد من أهميتها بالنسبة لإسرائيل، التي تعتمد في تأمين ثلث احتياجاتها من المياه، على نهر الأردن والمياه الجوفية في الجولان. فضلًا عمّا تمتلكه من أهمية دينية بالنسبة للداخل الإسرائيلي، فاسمها (الجولان -Golan) يرد في النصوص المقدسة اليهودية، ما يجعلها بمثابة منطقة يصعب على إسرائيل التنازل عنها.

الترتيب الزمني للتطورات:

تمكنت إسرائيل عام 1967، من احتلال مرتفعات الجولان، وقطاع غزة، والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية)، وشبه جزيرة سيناء المصرية، وجزيرتا تيران وصنافير اللتان كانتا وقتها تحت الحماية المصرية، وذلك خلال حرب أكتوبر.
تشكل مرتفعات الجولان، إحدى المحافظات السورية الـ 14، وتعرف باسم محافظة “القنيطرة”، التي تبعد عن العاصمة السورية دمشق، نحو 60 كيلومترًا، وتضم المحافظة مدينتين، “القنيطرة” وهي مركز المحافظة، تم تدميرها بالكامل على يد القوات الإسرائيلية قبل أن تنسحب منها في حرب أكتوبر عام 1973، و”فيق”، التي لا تزال مدمرة تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وفي 1973 شنت سوريا (بمشاركة مصر وعدة دول عربية)، هجومًا عسكريًا ضد إسرائيل، لاسترداد كامل الأراضي العربية التي احتلت عام 1967، وعرفت تلك الحرب باسم “حرب أكتوبر “، إلا أن تلك المحاولة تكللت بالفشل.
وفي 1974، توصلت مصر وإسرائيل برعاية أممية في جنيف ، لاتفاقية “فك للاشتباك” (18 يناير 1974)، أعقبها في جنيف أيضًا، اتفاقية لـ “فك الاشتباك” على الجبهة السورية، بين سوريا وإسرائيل (31 مايو 1974)، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي (آنذاك) والولايات المتحدة الأمريكية. وفي 1981، أعلنت إسرائيل ضم الجولان رسميًا إلى أراضيها من جانب واحد، غير أن المجتمع الدولي لم يعترف بذلك القرار.
وفي 2000، التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود باراك، وزير الخارجية السوري، فاروق الشرع، في “شيبردز تاون” بولاية فيرجينيا الغربية، ما بين 3 و7 أكتوبر 2000، في إطار مفاوضات سلام برعاية وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين أولبرايت، إلا أن تلك المفاوضات حول إعادة المرتفعات إلى سوريا، باءت بالفشل، بسبب رفض إسرئيل التخلي عن الأراضي السورية المحاذية لبحيرة طبريا (أكبر خزان طبيعي للمياه العذبة في المنطقة) ونهر الأردن (نهر الشريعة).
وفي 2008، بدأت مفاوضات سورية إسرائيلية غير مباشرة برعاية تركية، انتهت عقب هجمات إسرائيل على غزة، واستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود باراك، بسبب إدانته بالفساد.
وفي 2009، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه سيتبع سياسة أكثر صرامة حيال مرتفعات الجولان، بالمقابل قال الرئيس السوري، بشار الأسد “ليس هناك طرف نفاوضه بشأن السلام”. ورغم تصريحات باراك أوباما عند توليه منصب الرئاسة، في نفس العام، حول اعتبار “بدء المفاوضات السورية الإسرائيلية مجددًا، من أولويات سياسته الخارجية”، فإن الملف لم يشهد أي تطور.
وفي 2013، امتدت الحرب التي اندلعت في سوريا عام 2012، إلى الجزء الموجود تحت السيادة السورية من هضبة الجولان، حيث ادعت إسرائيل آنذاك سقوط قذائف صاروخية على الجزء الذي تسيطر عليه من المرتفعات، وردت بالمثل على مصادر النيران، كما تبادل الجيشان السوري والإسرائيلي إطلاق النار في أيار من العام نفسه.
وفي 17 نيسان المنصرم، قال نتنياهو، خلال اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي الذي عقده في الهضبة، إن “مرتفعات الجولان ستبقى بيد إسرائيل إلى الأبد”، على حد تعبيره.

من فلسطين – وليد أبو سرحان:  بيان اليوم

Related posts

Top