يعيش نادي الرجاء الرياضي أزمة مالية خانقة لم يشهد لها مثيل في تاريخه منذ أزيد من ثلاثة عقود، والتي أثرت بشكل كبير على جميع المستويات بما فيها اللاعبون والأطقم التقنية والطبية وكذا المستخدمين.
وتعود أزمة الرجاء إلى حقبة الرئيس السابق محمد بودريقة، الذي لم يستطع تدبير المرحلة التي قاد خلالها سفينة النادي بشكل جيد، على اعتبار الصفقات الغير الناجحة التي قام بها والتي كلفت النادي أموالا باهضة استنزفت خزينة الفريق.
ومما زاد من أزمة الرجاء هو الدعاوي الكثيرة التي أقامها العديد من اللاعبين في حق النادي، حيث أصبح الفريق زبونا وفيا للجنة النزاعات التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والأكثر من ذلك لجوء البعض في نزاعه مع الفريق الأخضر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وبدل البحث عن حلول ناجعة لإخراج الفريق من هذه الأزمة التي يتخبط فيها، دخلت مجموعة من مكونات الرجاء في خلافات تافهة واحتجاجات متكررة، تم خلالها تبادل التهم بين المسؤولين ومهاجمة بعضهم لبعض في خرجات إعلامية، سواء بين المكتب المسير والطاقم التقني أو بين اللاعبين ورئيس النادي.
ورغم الأزمة المالية الخانقة التي تهدده، والنزاعات القائمة بين إدارته وطاقمة التقني ولاعبيه، فإن الفريق يحقق نتائج إيجابية فاجأت جميع المتتبعين، خصوصا وأن النادي يحتل حاليا المرتبة الثانية وبفارق نقطة واحدة عن غريمه التقليدي الوداد الذي يتزعم صدارة الترتيب بدوري المحترفين اتصالات المغرب.
وأصبح لزاما على جميع مكونات الرجاء بضرورة تجاوز هذه الظرفية الصعبة التي قد تعصف بكل المكاسب والأمجاد التي حققها الفريق في السنوات الأخيرة، وعلى رأس هؤلاء من يعشقون الرجاء من مسيرين سابقين ومحبين غيورين الذين يمكنهم المساهمة في التخفيف من أزمتها في انتظار الحلول لوضعها المالي حتى تكون قادرة على ملاءمة وضعها مع قانون الاحتراف الذي يجب أن تكون فيه شركة مساهمة، كما حددت ذلك الجامعة مؤخرا.
***
3أسـئـلـة
للكاتب العام السابق مصطفى الحناوي
> انضممت إلى هيئة المنخرطين المطالبين بجمع عام استثنائي بعد استقالتك من المكتب المسير. ماهو السبب ؟
< عندما قبلت الالتحاق بالمكتب المسير للرجاء بطلب من الرئيس سعيد حسبان، كان الهدف هو العمل على إخراج الفريق من الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها والتي ورثها من المكتب السابق، لكن مع مرور الوقت اتضح بالملموس أن ليس هناك أمل يلوح في الأفق للخروج من هذه الأزمة، وذلك بسبب القرارات الانفرادية للرئيس وبالتالي اختلاف الرؤى في الأفكار إلى غير ذلك.
هذا بالإضافة إلى بعض الإجراءات التي قام بها الرئيس دون علمي خصوصا في ما يتعلق بتعيين أحد المؤطرين للفئات الصغرى والذي لم يكن مرغوبا فيه من طرف الجميع.
> قامت هيئة المنخرطين بمبادرة غير مسبوقة تمثلت أساسا في جمع تبرعات وتم توزيعها على مؤطري ومستخدمي الرجاء..
< النادي منذ سنوات كان سباقا لمثل هذه المبادرات الإنسانية والتي تدخل في إطار التخفيف من معاناة العاملين بالرجاء، وذلك بسبب فشل المكتب المسير برئاسة سعيد حسبان في إيجاد الحلول الناجعة للتغلب على هذا الهاجس الذي أضحى يؤرق بال جميع مكونات النادي، والذي انعكس سلبا على نفسية اللاعبين الذين لم يتوصلوا بمستحقاتهم المالية لشهور.
> ما هو الحل في نظرك للخروج من هذه الأزمة ؟
< يجب على جميع مكونات النادي من رؤساء سابقين ومنخرطين وغيورين للالتفاف حول النادي والعمل على مساعدته في محنته بتقديم حلول موضوعية، بدل تبادل الاتهامات من خلال الخرجات الإعلامية والنزاعات الجانبية التي تزيد إلا انشقاقا وتفرقة.
ونقول كفى من تبادل الاتهامات بين المسؤولين السابقين والحاليين والهجمات المضادة بين الطرفين والتي لا تفيد الفريق في أي شيء.
إنجاز: محمد نجيب