أكد مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، الإثنين بالدار البيضاء، خلال انعقاد منتدى “المغرب-إسرائيل: تواصلوا من أجل الابتكار” (Morocco-israel : Connect to Innovate)، أن النجاح العالمي لـ” Start-up Nation” يشكل مصدر إلهام للمغرب.
وأشار أزولاي، خلال مداخلته بمناسبة حفل افتتاح المنتدى إلى أن الأمر يتعلق بنموذج أعمال غير مسبوق على الإطلاق قررت إسرائيل اقتراحه على المغرب، مضيفا أنه يعتبر قبل كل شيء تمرينا بيداغوجيا يتيح إدراك الأهمية الكبيرة للابتكار ضمن دينامية التنمية.
واعتبر أن “نجاح النموذج الإسرائيلي في مجال التكنولوجيا والابتكار لن يكون ذا معنى بالنسبة لنا إلا إذا استنبطنا منه الدروس التي تمكننا من التواجد بشكل كامل في هذا العالم الذي يواجه تحولات وتغيرات عديدة تحدث تحت أنظارنا”.
وبالموازاة مع ذلك، أبرز مستشار صاحب الجلالة أن الشراكات بين المغرب وإسرائيل، والابتكارات المنبثقة عنها، “من شأنها مساعدتنا على جعل الإسرائيليين والفلسطينيين يجدون طريق الطمأنينة والتعايش والتقاسم بالشرق الأوسط”.
ودعا إلى عدم إهمال إرثنا، الأخلاقي والسياسي والتاريخي في نفس الوقت، ومسؤوليتنا في الحفاظ على الأهداف وقيم الكرامة المشتركة، والحرية والسيادة والعدالة. وتابع السيد أزولاي أن “المغرب ينتمي إلى الدول النادرة التي تعتبر أن كرامتها لا تكتمل إلا بتقاسمها مع شركائها أو الذين ينتمون لنفس العالم”، مضيفا أن قيم السلام والاستقرار التي تدعو إليها المملكة تحظى بالإجماع بين المسؤولين وكل المواطنين المغاربة.
وبخصوص تفاؤله الثابت بشأن تنمية المغرب، عبر أزولاي في هذا السياق عن اقتناعه بأنه في المستقبل “حينما سيتحدث أبنائي وأحفادي عن المغرب، سيكون بلدا ينتمي إلى ساحة الكبار” بفضل شركائه الذين يتيحون له فرصة ولوج عالم التميز والكفاءة.
هذا، وتم في إطار فعاليات المنتدى تسليط الضوء على الحلول المعتمدة من قبل إسرائيل في التدبير الذكي للمياه.
وخلال جلسة مخصصة لتقنيات المياه، تم تقديم هذه الحلول التي تباشرها شركات إسرائيلية ذات خبرة كبيرة في هذا المجال وذلك إسهاما في استدامة الموارد المائية.
وفي مداخلة بالمناسبة، قدم أبراهام بن جوزيف، نائب رئيس الهندسة والتكنولوجيا لدى شركة المياه الوطنية الإسرائيلية “Mekorot”، سلسلة من الحلول المختلفة التي توفرها الشركة على وجه الخصوص لمعالجة المياه ولتحليتها وكذا لمعالجة مياه المستعملة ولمراقبة الجودة، مسجلا أن الأمر يتعلق بمقاربة من نوع (One Stop Shop) تغطي مختلف جوانب تدبير المياه.
وأوضح أن عملية تدبير المياه في إسرائيل مرت بثلاث ثورات، أولاها همت الإدراك بندرة الموارد المائية، مما دفع السلطات إلى الاعتماد أكثر على تحلية مياه البحر، لسد هذه الفجوة.
أما الثورة الثانية، بحسب بن جوزيف، فتتعلق بالجانب اللوجيستيكي، مشيرا إلى أن “توصيل المياه في السابق من شمال إسرائيل إلى الجنوب لم يكن فعالا من حيث الأجال”.
وأكد أنه مع ارتفاع معدلات تحلية المياه، التي تساهم بنسبة تصل إلى 85 في المائة من إنتاج المياه الشروب، يتم ضمان توزيع المياه في جميع الاتجاهات وبأسرع وقت ممكن، مضيفا أن هذا يتطلب مزيدا من الجهد في مراقبة الجودة.
وأشار إلى أن الثورة الرقمية هي الثورة الثالثة التي تتجلى من خلال زيادة استغلال البيانات وإزالة الطابع المادي عن الإجراءات والتحول الرقمي.
من بين التحديات الرئيسية في تدبير المياه، استشهد بن جوزيف بالبيانات الضخمة، حيث تنتج (Mekorot) ما يقارب 25 مليون بايت، مسجلا أن التحديات الأخرى تتعلق بالاقتصاد الدائري والمرونة والأمن السيبراني والطاقة الخضراء وارضاء المستهلكين.
وقد عرفت هذه الجلسة تقديم عدد من الحلول المبتكرة التي طورتها شركات إسرائيلية عاملة في قطاع المياه. منها شركة “Alumor” التي قدمت منتجها الرائد، وهو نظام لتنقية مياه الموجهة للمنازل والذي يتميز بسعره المعقول وحجمه المناسب للاستخدام المنزلي.
كما تم تسليط الضوء على الحلول المبتكرة الأخرى من قبل شركات “BioPetroClean” و “N-Drip” و”TaKaDu” و”Tethys Solar Desalination” و “Watergen”.
ويعد هذا المنتدى، المنظم بالشراكة بين ” Start-Up Nation Central” و” Consensus Public Relations”، والذي اختتمت أشغاله أمس الأربعاء، حدثا فريدا جمع القادة المغاربة والإسرائيليين، من القطاعين الخاص والعام، حول مواضيع الابتكار التكنولوجي في مجال الصناعات الغذائية والماء واللوجستيك والطاقة والتنمية المستدامة.
و شهدت التظاهرة سلسلة من الورشات وجلسات أعمال ولقاءات أعمال ثنائية (B2B) واجتماعات للتواصل.
وتم بهذه المناسبة التوقيع على 13 مذكرة تفاهم متعلقة ببلورة حلول مبتكرة من الطرفين المغربي والإسرائيلي من أجل تعزيز أنشطة الأعمال التجارية الثنائية (B2B) بين الفاعلين الاقتصاديين والتجاريين بالبلدين وتلك التي تجمع المؤسسات الحكومية.
وشهد حفل الافتتاح عرض خطاب مسجل للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ، ومشاركة الرئيس المدير العام لـ” Start-Up Nation Central” أفي هاسون، ووزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، ووزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، ووزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، ورئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب، دافيد جوفرين. ويرتقب أن تشهد التظاهرة سلسلة من الورشات وجلسات أعمال ولقاءات أعمال ثنائية (B2B) واجتماعات للتواصل.
يشار إلى أن Start-Up Nation Central، هي منظمة غير ربحية تعمل من أجل النهوض بمنظومة الابتكار الإسرائيلية على المستوى العالمي.
أزولاي يؤكد أن الشراكات بين المغرب وإسرائيل والابتكارات المنبثقة عنها تمهد الطريق نحو الطمأنينة والتعايش والتقاسم بالشرق الأوسط
الوسوم