واصل المنتخب المغربي لكرة القدم سلسلة انتصاراته، بتحقيق فوز عريض على نظيره لإفريقيا الوسطى (5-0)، في المباراة التي جمعتهما، أول أمس السبت، على أرضية الملعب الشرفي بوجدة، لحساب الجولة الثالثة للمجموعة الثانية من إقصائيات كأس إفريقيا للأمم (المغرب 2025).
وتميزت هذه المباراة، التي عرفت حضور جماهير غفيرة لمساندة أسود الأطلس، بإجراء الناخب الوطني، وليد الركراكي، تغييرات طفيفة على التشكيل الوطني، من خلال الدفع بالوافدين الجديدين جمال حركاس ويوسف بلعمري منذ البداية في خط الدفاع.
وبدوره اعتمد مدرب منتخب إفريقيا الوسطى، السويسري راوول سافوي، على تشكيلة يغلب عليها عنصر الخبرة كما هو الحال بالنسبة لمهاجم فريق ميتز الفرنسي (دوري الدرجة الثانية)، لويس مافوتا، ومتوسط ميدان مارسيليا الفرنسي جيوفري كاندوكبيا.
ومع بداية المباراة، أكدت العناصر الوطنية نواياها الهجومية من خلال السيطرة الكاملة على وسط الميدان وتنويع حملاتها عن طريق الأجنحة والاختراق عبر العمق، وكانت أول محاولة حقيقية للتسجيل في حدود الدقيقة الخامسة كان بطلها العميد أشرف حكيمي الذي اخترق منطقة جزاء الخصم وسدد ضربة أخطأت المرمى.
وتوالت محاولات المنتخب المغربي لفك شيفرة الدفاع المتأخر الذي اعتمده منتخب إفريقيا الوسطى، حيث سنحت للاعبين عددا كبيرا من محاولات التسجيل.
وأعطى الضغط الهجومي المغربي أكله في الدقيقة الـ18 بعد توغل حكيمي في منطقة جزاء الخصم وتمريره الكرة لسفيان رحيمي الذي سددها تجاه دومينيك يوفيغان، غير أنه صدها لترتد نحو الزلزولي الذي أسكنها في الشباك، معلنا عن افتتاح التسجيل للأسود.
وفي الدقيقة الـ 32 من المباراة تعرض حارس عرين الأسود ياسين بونو للإصابة ليغادر الملعب تحت تشجيعات زملائه وتصفيقات الجماهير، تاركا مكانه لمنير الكجوي الذي دخل سريعا في أجواء المباراة بعد تصديه لانفراد صريح لمهاجم المنتخب الخصم وأنقذ المنتخب الوطني من هدف محقق.
وتواصل الاندفاع الهجومي لأشبال وليد الركراكي، حيث مرر بن الصغير الكرة بعد فاصل مهاري في الجهة اليسرى لزميله بلعمري الذي هيأها لعز الدين أوناحي الذي سددها بدوره لتسكن شباك منتخب إفريقيا الوسطى، معلنا الهدف الثاني في الدقيقة 38 من عمر المباراة.
ودقائق بعد ذلك، وعلى إثر تمريرة حاسمة من عز الدين أوناحي إلى عميد الأسود حكيمي، تمكن هذا الأخير من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 45، قبل أن يعود أوناحي إلى زيارة مرمى دومينيك يوسوفيغان بعد مرور دقيقتين ويطلق تسديدة محكمة رفع بها رصيد أهدافه الدولية إلى سبعة.
تصوير: عزيز الصالحي
ومع انطلاق الجولة الثانية، كان على عناصر المنتخب الوطني تدبير الأسبقية المريحة في نتيجة المباراة مع توقع اندفاع هجومي لمنتخب إفريقيا الوسطى، وهو ما حدث بحيت استطاع الأسود التعامل بذكاء مع الضغط العالي الذي حاول منتخب إفريقيا الوسطى فرضه عليهم، وتصدى خط الدفاع والحارس للعديد من المحاولات الخطيرة.
ولكن سرعان ما استعاد المنتخب الوطني زمام المبادرة وتحول للضغط بمنطقة دفاع الضيوف، وهو ما كلله بهدف خامس من نقطة الجزاء عبر سفيان الرحيمي في الدقيقة 71 بعدما حصل عبد الصمد الزلزولي على ضربة جزاء في محاولته اختراق منطقة الفريق الخصم.
وفي مباراة أخرى عن المجموعة ذاتها، تعادل منتخب الغابون، أمس الجمعة، مع منتخب ليسوتو بنتيجة صفر لمثله. ومن المنتظر أن يواجه المنتخب المغربي نظيره لإفريقيا الوسطى في مباراة ثانية برسم الجولة الرابعة، يوم الثلاثاء المقبل، على أرضية الملعب الشرفي بوجدة.
وعقب هذه النتيجة، رفع المنتخب المغربي رصيده إلى تسع نقاط في المركز الأول، متبوعا بمنتخب الغابون في المركز الثاني بأربع نقاط، ثم منتخب إفريقيا الوسطى ثالثا بثلاث نقاط، فمنتخب ليسوتو في المركز الرابع بنقطة واحدة.
الركراكي: قدنا أداء جيدا..
ومن جانبه، قال الناخب الوطني وليد الركراكي، “إن أهم شيء تحقق هو الانتصار”، موضحا أن اللاعبين في الجولة الأولى خاضوا اللقاء بنسق عال، ما جعل الحسم يكون في 45 دقيقة الأولى.
وأضاف الركراكي في الندوة الصحفية التي تلت المباراة، أنه مرتاح لما قدمه الأسود في المباراة، مؤكدا أن هناك عملا كبيرا ينتظره في قادم المباريات.
واعتبر الركراكي قائلا، “منير المحمدي قدم مباراة كبيرة بعد دخوله مكان ياسين بونو.. أتمنى أن تكون إصابة بونو طفيفة.. حركاس وبالعامري، انسجما بسرعة مع المجموعة، ما جعلهما يقدمان أداء جيدا طيلة أطوار المباراة”.
وأشار الناخب الوطني، أنه دائم الانفعال في مثل هكذا مباريات، لأنه كان يطلب من اللاعبين الاندفاع أكثر مع التحصين الدفاعي، لعدم ترك الفراغات للخصم، مضيفا، أن حركاس وبالعامري قدما ما كان مطلوبا منهما، وبرهنا للجميع أنهما يستحقان التواجد رفقة المجموعة.
وأشاد نفس المتحدث، بيوسف بلعماري، عقب مشاركته لأول مرة مع المنتخب المغربي في مواجهة أفريقيا الوسطى لحساب الجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم أفريقيا “المغرب 2025”.
وقال الركراكي، بلعماري وأكرد لاعبان من مدرسة الفتح وترعرعا مع بعضهما البعض. أقحمت بلعماري لأنه بصم على أسبوع رائع ونايف أكرد يعتبر أخاه الأكبر.. بلعماري لاعب ذكي وقدم مباراة رائعة، ولم يذهلني ذلك.. لدينا مجموعة مثل العائلة ويحبون بعضهم البعض وعادي أن يقع شنآن بينهم في الملعب”.
وبخصوص تواجد النجم إبراهيم دياز بالملعب رغم الإصابة، قال مدرب “الأسود”، “تواجده معنا يؤكد العلاقة المتينة بين المجموعة، لأن هناك أشياء أقوى من كرة القدم وهي روح الفريق، وأنا لم أر أي فريق يتوج بالألقاب دون أن تكون هذه الأمور، فمن لديه الرغبة في أن يلعب للمنتخب عليه أن يحب وطنه أولا لأننا في بلد يحب كرة القدم”.
سافوي: افتقدنا للحماس..
في حين، أبدى السويسري راؤول سافوي مدرب منتخب إفريقيا الوسطى استياءه الشديد من الأداء الذي قدمه الفريق الذي بدأ اللقاء أمام المنتخب المغربي، ضمن الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا المغرب2025.
وانتقد سافوي اللاعبين الذين كانوا ضمن التشكيلة الأساسية التي بدأت المباراة، مضيفا بالقول، “لم يطبقوا التعليمات على حذافيرها ولم يظهروا الحماس والرغبة لمقارعة منتخب كبير من طينة المغرب”.
وأضاف مدرب منتخب إفريقيا الوسطى، الفريق تحسن كثيرا في الشوط الثاني بعد دخول ثلاثة لاعبين ساهموا في تغيير إيقاع المباراة وقاموا بالحد من خطورة المنتخب المغربي، لذا سأقول أن الشوط الثاني كان متكافئا وسينتهي بالتعادل لولا ضربة الجزاء الهدية التي سجل منها المغرب الهدف الخامس.
تصوير: عزيز الصالحي