إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أو ممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…
اليوم مع الدكتورة غزلان بحباح حول موضوع “الرياضة في رمضان”
يشكل شهر رمضان الأبرك، مناسبة للعديد من الصائمين للاستفادة من ساعات الصوم الطويلة لمزاولة بعض الرياضات الجماعية، خصوصا مباريات كرة القدم.
كما أن صلاتي التراويح والتهجد هما أيضا يستلزمان ظروفا صحية جيدة وقدرة على استحمال ساعات الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى.
إليكم النصائح الطبية والغدائية الضرورية لكي نجد التوازن الأمثل في رمضان ونستفيد من كل آثاره الروحانية و الصحية.
تختلف بالتأكيد كميات وأنواع الأغذية ووقتها في رمضان من أسرة لأخرى و من شخص لآخر. سوف نتطرق لمبادئ أساسية يمكن تطبيقها كيف ما كان توقيت النوم أو الأكل أو الرياضة.
في ما يخص ساعات الصيام يمكن أن نفرقها الى فترتين الصباحية وما بعد الظهر، إذا كان للصائم رغبة في مزاولة رياضة او مجهود فيستحب أن يكون ذلك في فترة الزوال قريبا من وقت آذان المغرب حتى يروي عطشه مباشرة بعد المجهود، تفاديا لأي نزول مفرط لضغطه أو نسبة السكر في الدم.
هناك بالتأكيد مكنزمات ضبط هذه المؤشرات في جسم الإنسان حتى في غياب الارتواء والأكل، لكن هذه القدرة تختلف من شخص لآخر، ولكل إنسان قدره وقدرته من الطاقة في آخر اليوم، عليه أن يزنها، ويعمل على قدرها.
في ما يخص وجبة الإفطار فينصح بشرب الماء الكافي أو الشاي أو أي سائل مغذي ثم الإكثار من أكل الخضر حتى تتيسر عملية الهضم بعد سباتها طوال اليوم، يجب تفادي أخذ الكثير من الذهنيات تحسبا لما تستلزمه صلاة التراويح من جهد، إذ أن أكل المواد العسيرة الهضم تحول دون القيام والقعود بأريحية وسهولة.
أما بعد الصلاة فغالبا ما يفسح المجال لأكل ما يشتهيه الإنسان دون إفراط، مع شرب الماء بجرعات متفرقة.
هناك من يفضل مزاولة الرياضة بعد الإفطار ينصح بالتريث ساعتين الى ثلاث قبل بدء التدريبات.
قبيل ساعات الفجر يفضل أخذ وجبة خفيفة وماء كثير يضمن ترطيب الجسم طوال فترة النهار، ونصيحتي الأخيرة أن يقدر الصائم درجة ترطيبه عبر ملاحظته لعمل كليتيه، فإن كانتا قادرتين على الإنتاج قبل الافطار بقليل، أي أن رغبة التبول مستمرة طوال اليوم، فمعناه أن الصائم أصاب الغاية وحافظ على صحته.
> عبدالصمد ادنيدن