للأطفال، في مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط، حظهم من الاحتفال، وحصتهم من المتعة والتثقيف، من خلال برمجة خاصة بأطفال المدارس، أعدها المهرجان على شرفهم وعلى شرف المستقبل الذي يمثلونه، بتعاون مع المعهد الفرنسي بتطوان، وهي التفاتة جميلة وخطاب متميز مررته الدورة 23، وكلنا أمل أن يستمر كتقليد يتدعم عبر كل الدورات القادمة.
تحت شعار ضمني، “فرجة سينمائية للجميع”، يندرج لبرنامج المعد لأطفال تطوان والذي تحتضنه معلمة سينما اسبانيول، ويتضمن أفلاما من فن التحريك لم يسبق لها أن عرضت بالمغرب، كان أولها فيلم”النبي” من انجاز روجي ألر وطوم مور، مدته 90 دقيقة وهوانتاج 2015، تلاه شريط “العالم المجهري، الحياة الخاصة للحشرات” الذي عرض يوم الاثنين الماضي. “السلحفاة الحمراء” La tortue rouge، من انجاز مايكل ديكوك دويت، ومدته 81 دقيقة انتاج 2016، اخر وأخيرا “Ma vie de courgette”، للمخرج الفرنسي كلود باراس، مدته 66 دقيقة انتاج 2016.
وحسب ورقة أعدها المنظمون فإن مهرجان تطوان يواصل في دورته الحالية، انفتاحه على المؤسسات التعليمية والتربوية، بغاية تعميم المعرفة السينمائية، وتضمينها في المقررات والعمليات التعليمية التعلمية في بلادنا.
وكان مهرجان تطوان سباقا إلى دعوة المسؤولين وصناع القرار إلى إدراج مادة تدريس السينما وتقنياتها في المقررات المدرسية والجامعية المزمع إعدادها، ضمن إصلاح المنظومة التعليمية.
وحسب نفس الورقة فإن المهرجان ينطلق من قناعة مفادها أن بلدنا في حاجة إلى تكوين مهنيين في مجال سينما المدارس، واكتشاف مواهب جديدة قادرة على إغناء الفن السابع وتعزيزه، بما أن السينما قطاع واعد يفتح آفاقا حقيقية أمام الشباب.
وإذا كانت أفلام المسابقة الرسمية تتراوح بين غث وسمين فإن المهرجان برمج أفلاما منتقاة بعناية خارج المسابقة
لمتعة عشاق السينما من ضيوفه، وهي كثيرة نذكر من بينها نماذج من السينما الصينية التي يكرمها المهرجان هذه السنة، خلال فقرة “السينما الصينية ضيف المتوسط”، المنظمة بتعاون مع الهيئة العامة الصينية للإعلام والنشر والإذاعة والسينما والتلفزيون، من بين هذه النماذج الفيلمية “عملية ميكونغ” للمخرج دانتي لام (140 دقيقة).
ويحكي عن وقائع حقيقية عرفت باسم “مذبحة ميكونغ”، إذ وقعت باخرتان تجاريتان صينيتان في كمين لعصابة تجار المخدرات وهي تبحر في نهر ميكونغ بمياه “المثلث الذهبي إحدى أكبر مناطق العالم إنتاجا للمخدرات”، وتم قتل 13 بحارا بطريقة بشعة وحيازة 900 ألف قرص مهلوس، فأرسلت الحكومة الصينية فرقة ضباط متخصصة في مكافحة تهريب المخدرات.
ويندرج هذا الفيلم، الذي تم عرضه بحضور السفير الصيني بالرباط، في إطار أفلام الحركة والعنف التي تتطلب ميزانيات ضخمة وإمكانيات لوجيستيكية هائلة.
فليم “المعلم” للمخرج شين كايج، (119 دقيقة)، و يحكي قصة معلم من منطقة الجنوب يحل في بداية القرن العشرين بمدينة “طيانجين” ليفتتح مدرسة للكونغ فو، لكن كان عليه قبل ذلك أن يتبع قواعد محددة تتمثل في اقترانه بامرأة، وجعل شخص تحت حمايته، وعقد اتفاق مع المعلم “زهين”، إلا أن سلطة هذا الأخير كان يتم التشويش عليها من السيدة “زو” المتحالفة مع أحد أمراء الحرب.
يذكر أنه تم ترشيح المخرج الصيني شين كايج لنيل جائزة سيزار ، وسبق أن حصل سنة 1992 على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان “كان”، عن فيلمه “وداعا خليلتي”.
ومن بين الأفلام الجميلة المبرمجة خارج المسابقة أيضا الشريط التونسي “نحبك هادي”، ، بطولة مجد مستورة، ريم بن مسعود وصباح بوزيد، ويحكي قصة هادي، وهو شاب قليل الكلام ورد الفعل، لا ينتظر من الحياة شيئا يذكر، ويترك لأمه المتسلطة شؤون تنظيم زواجه من خديجة. قبل زواجه بيومين، يتعرف هادي في مدينة المهدية على ريم، التي تجذبه حريتها ولامبالاتها، ليجد نفسه مأخوذاً بهذا العشق الناشئ.
ويعد فيلم نحبك هادي من تأليف وإخراج محمد بن عطية، وقد راكم فيلم “نحبك هادي” العديد من الجوائز، خلال جولة أخذته الى العديد من المهرجانات الدولية، فقد فاز في مطلع العام بـجائزة أفضل أول فيلم طويل للمخرج محمد بن عطية وجائزة الدب الفضي للممثل مجد مستورة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وهو إنجاز يعد الأول لفيلم مغاربي ناطق بالعربية، بالمهرجان، إضافة لفوزه بجائزة أفضل فيلم في مهرجان أثينا السينمائي الدولي، ومشاركته في أكثر من 15 مهرجاناً دولياً.
هذا ويجدر التذكير، بانطلاق فعاليات الندوة الكبرى للمهرجان يومه الخميس والتي ستتواصل على مدى يومين، تحت عنوان”تمثل الحدود في السينما المتوسطية”، وتعرف الندوة مشاركة نقاد سينمائيين وباحثين،.ويقارب المشاركون في أشغال هذه الندوة مجموعة من المحاور، من بينها “الحدود والهجرة السرية”، و”صورة المهاجر في السينما الأوربية”، من خلال نماذج إسبانية وفرنسية وإيطالية، وقضية “الحدود والنزاعات”، وموضوع “الحدود في السينما الفلسطينية”.
وينظم مهرجان تطوان الدولي للسينما المتوسطية، مجموعة من الورش الفنية لطلاب المدارس والمعاهد المتخصصة في مجال السينما، ضمن فعاليات الدورة الحالية التي تختتم بعد غد السبت. وفي هذا الاتجاه استدعى المهرجان اليه عددا من مدارس ومعاهد السينما في دول البحر المتوسط، من مصر، فرنسا، إسبانيا، و لبنان، ايطاليا، والمغرب، وذلك مساهمة في نشر ثقافة سينمائية رصينة واعطاء الفرصة للشباب بغية الاطلاع على مختلف التجارب عبر المتوسط.
مبعوث بيان اليوم الى تطوان: سعيد الحبشي