أكادير: تنظيم زيارة لمجموعة مدارس أيت آمر

حسن اومريبط

حركية استثنائية وغير مسبوقة، تلك التي عاشت على إيقاعها مجموعة مدارس أيت امر (حوالي 50 كلم شمال أكادير المركز) التابعة لنيابة التعليم أكادير إداوتنان، يوم الجمعة الماضي، والمناسبة، هي الزيارة التي قام بها أعضاء الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي لهذه المعلمة التربوية الحديثة الولادة بالجماعة القروية للتامري.
اختيار هذه المؤسسة لمشاركة أطرها وتلامذتها احتفالات اليوم الوطني للتعاون المدرسي من طرف المكتب الإداري للجمعية، لم يأت من محض الصدفة، بقدر ما أملته قناعات كل الأعضاء لاعتبارات حددها رئيس الجمعية في تواجدها في العالم القروي الذي تعرف فيه المؤسسات التعليمية في الغالب بالمنطقة معاناة وإكراهات جمة، بسبب صعوبة المسالك ووعورة التضاريس وجفائها وغياب الأنشطة الموازية التي غالبا ما تشكل متنفسا للأطر والتلاميذ باعتبارها آلية من آليات التنشيط التربوي والترويح عن الذات وكسر الروتين الفصلي اليومي و”مونوتونيته”،زيادة على كون المؤسسة حديثة النشأة، دون إغفال جدية وحماس أطرها التربوية والإدارية الذين تحذوهم إرادة ورغبة أكيدتين في ترسيخ الفكر التعاوني التربوي في نفوس تلامذة مؤسستهم، لاسيما، وأنهم عبروا في مناسبات عديدة عن استعدادهم التام في المساهمة في الانخراط التام في التنزيل الأولي للرؤية الإستراتيجية 2015/2030. وباعتبار التعاون المدرسي، حركة تربوية متجددة، تعتمد عنصر التنشيط التربوي والتواصل لدعم الفعل التعلمي النظامي والقيام بأنشطة تربوية تعاونية مندمجة وموازية، تهدف إلى إقرار إجادة تقنيات التعلم الذاتي والتعلم التشاركي ورفع دافعية التلاميذ إليها، وإلى المساهمة في انفتاح المؤسسة على المجتمع وفي تنميته، فقد برمج المنظمون لهذا اليوم، على غرار باقي المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني، العديد من الأنشطة التربوية والفقرات الترفيهية لجعل هذا الاحتفال يلامس كل الجوانب السيكولوجية والمعرفية للتلميذ. وهكذا، قام تلامذة المؤسسة بغرس العديد من الشتائل والشجيرات كمدخل أساسي لتكريس الفكر التعاوني البيئي الهادف، كما تم عرض مجموعة من المسرحيات ذات البعد التربوي الطفولي الذي يلامس جانبا من الحياة المدرسية للتلميذ القروي، بالإضافة إلى المسابقة الثقافية والفنية والرياضية الهافة إلى خلق تنافس شريف وخلق حماس تربوي ثقافي بين تلامذة مختلف المستويات بالمؤسسة.
فقرات الترفيه والترويح على النفس والتغني، كان لها نصيب الأسد بهذه المناسبة حيث قدمت فقرات تنشيطية بهلوانية متنوعة من قبل منشطين متخصصين في التنشيط الترفيهي التربوي، كما تم ترديد جملة من الأناشيد والأغاني ذات الصبغة الوطنية بالخصوص كآلية لتكريس قيم المواطنة التي شكلت شعار اليوم الوطني للتعاون المدرسي لهذه السنة الذي جرت العادة بالاحتفال به في جميع المؤسسات التعليمية الابتدائية، كل يوم سبت أخير من شهر نونبر من كل سنة، إلا أن استفادة المؤسسات التعليمية هذه السنة، من العطلة البينية الأولى، تم حسب التقسيم الجديد الذي يعتمد على الأقطاب، وكون صيغة التوقيت المعمول به في المؤسسات التعليمية التي تشتغل وفق المذكرة الوزارية 2156 يقضي بتعطيل الدراسة يوم السبت  في المؤسسات التي تتوفر على القاعات الكافية لتطبيق فحوى المذكرة، دفعت المسؤولين على الجمعية، وطنيا لترك الاختيار للمؤسسات التعليمية في اختيار اليوم الذي يتناسب وظروف اشتغال كل واحدة على حدة في غضون الأسبوع الذي ودعناه.
وفي ختام أنشطة هذا اليوم الحافل، نوه الأستاذ الحسن أغروس مدير المؤسسة في كلمته الموجهة لكل الحاضرين المشكلين أساسا من الأطر التربوية للمؤسسة وأمهات وآباء التلميذات والتلاميذ وأعضاء الفرع الإقليمي للجمعية وبعض الضيوف من المسؤولين على تدبير الشأن المحلي بالجماعة القروية للتامري لكل المساهمين في إنجاح احتفالات هذا اليوم الوطني بالمؤسسة التي يشرف على تسيير شؤونها، مثمنا هذه الالتفاتة القوية التي كان وراءها أعضاء المكتب الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي بأكاديرإداوتنان، مشيدا بالمجهودات القيمة التي يبذلونها من أجل تنشيط الفعل التربوي بالإقليم، ولاسيما،  المساهمات اللامحدودة التي يقدمونها بالخصوص للمتعلمات والمتعلمين بالعالم القروي الذي يئن تحت وطأة الأوجاع والإكراهات البنيوية والمعنوية.

Related posts

Top