إجرام بأكادير

تصعيد خطير في طريقة احتجاج جمهور فريق حسنية أكادير لكرة القدم، لم يقتصر هذا الغضب على وقفات احتجاجية أمام مقر النادي منذ ثلاثة أشهر، وتنظيم ومسيرة شارك فيها أكثر من أربعة آلاف شخص، ويتطور الأمر إلى الاعتداء الجسدي على أفراد يشتغلون داخل النادي، مما أدى إلى إصابة المدير الإداري خالد السعدي لاعتداء بواسطة الرشق بالحجارة أدى لإصابته على مستوى الرأس.
وحسب مصادر طبية، فإن المسؤول الإداري تعرض لنزيف حاد بالرأس أدى إلى فقدانه الوعي ليتم نقله على الفور إلى قسم المستعجلات، ولم يعرف بعد درجة الخطورة في الإصابة التي تعرض لها.
مشهد صادم ومؤثر ومرفوض رفضا باتا وقاطعا، إذ لا يقبل أي أحد أن يتطور الأمر إلى الاعتداء على الأشخاص، بعد الاعتداء اللفظي والتشهير بالأفراد والمس بكرامتهم وأعراضهم وكرامة عائلاتهم، خاصة وأن المعتدين أدخلوا معهم أدوات الجريمة إلى الملعب، بغرض الاعتداء على أفراد الطاقمين التقني والإداري، وهو ما حدث بالفعل.
لماذا كل هذا التصعيد الخطير في أسلوب الاحتجاج؟ ومن يقف وراء تحريك هذه الأحداث؟ ومن يساهم في تنظيم وتأطير الوقفات والمسيرات؟ والأكثر من ذلك من يرخص لها؟ ومن يمولها؟ ومن يحضرها؟
تساؤلات تطرح بإلحاح، وتسائل المسؤولين الأمنيين بمدينة أكادير العاصمة السياحية والاقتصادية لمنطقة سوس، والتي تبحث عن ترويج صورتها وإمكانياتها المهمة على نطاق واسع، من أجل جلب السياح، وكسب ثقة المستثمرين من مختلف بلدان العالم.
والرياضة من الواجهات الأساسية للتعريف بمكونات المدينة وتسويق منتوجها على أعلى مستوى، خاصة وأن حالة الاعتداء التي تعرض لها الكاتب الإداري سجلت خلال مباراة رياضية تدخل في إطار كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وبالتالي فإن قنوات دولية ووسائل الإعلام من مختلف القارات، كانت تتابع مباراة الحسنية ضد نادي سان بيدرو الإيفواري، والأكيد أنها سجلت هذا الحادث المؤسف.
إلا أن مواصلة الحياد السلبي من طرف الجهات المختصة بالحفاظ على أمن الممتلكات والأشخاص، يشجع على الاستمرار في نفس النهج ومواصلة الضغط بكل الطرق، حتى ولو لم تكن مشروعة، من أجل الوصول إلى تحقيق أهداف لا يبدو أنها أهداف رياضية محضة، ولا تتعلق بمصالح الحسنية الفريق الذي يعتبر مجرد مطية للوصول إلى غايات غير بريئة تماما، وربما سياسية أو انتخابية.
كما أن التزام مسؤولي الحسنية الصمت أمام ما يتعرض له الفريق من استهداف علني وصريح، يساهم في تشجيع المتآمرين على التمادي في غاياتهم ومواصلة التأثير السلبي على جل مكونات “غزالة سوس”، خاصة وأن التأثير وصل بالضرورة إلى اللاعبين الذين صدموا من هول ودرجة وحجم هذه الاحتجاجات من طرف جماعة تدعي للأسف أنها محبة للفريق السوسي.
إذن أصبح من الضرورة التدخل بحزم وصرامة واستعجال، فالأمر لم يعد من الممكن السكوت عنه، والأمور تجاوزت إطارها الرياضي الصرف لتصل إلى مرحلة الإجرام مع سبق الإصرار والترصد، وهذا يعاقب عليه القانون دون تردد.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top