أجرت بيان اليوم مجموعة من الاتصالات مع ممثلين ومخرجين في المسرح الأمازيغي بالمغرب، بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، التي أكد فيها جلهم أن المسرح الأمازيغي يشق طريقه في المسار الصحيح، وهو ما تعكسه المردودية على مستوى الأعمال المقدمة في المسارح المغربية، وكذا المشاركة في المهرجانات.
وأفاد ذات المتحدثين للجريدة أن المسرح الأمازيغي أصبح يُشرف المغرب كثيرا، نظرا للمردودية الحسنة التي أصبحت مقدمة من طرفه، الأمر الذي يعطي قوة مضاعفة للمغرب على المستوى الثقافي المتنوع، راصدين التجاوب الجيد من طرف الجمهور المغربي، الذي أصبح متعطشا لأشكال جديدة تتجاوز ما هو متداول خلال السنين الماضية.
وناشدت بعض أصوات الممثلين، المخرجين، وكتاب المسرح، والنقاد بأن يعطوا أهمية للمسرح الأمازيغي، لأنه يحتوي على الكثير مما يجب أن يقال فيه، والشاهد على ذلك هو مشاركة أربعة فرق أمازيغية في المهرجان الوطني بتطوان، ثلاثة منها ريفية، واثنان في المسابقة الرسمية وأخرى خارج المسابقة، فضلا عن فرقة أخرى سوسية كانت في المسابقة.
وأجمع الكل في حديثهم لبيان اليوم أن المسرح الأمازيغي، له مستقبل واعد، مفيدين أنه فرض نفسه على المستوى الوطني، والآن يتحين الفرصة لإثبات ذاته على المستوى العربي إذا ما وجد دعما ماديا ومعنويا.
سعيد أبرنوس*: المسرح الأمازيغي في الطريق الصحيح ونطالب بإنشاء معاهد جهوية
أرى أن المسرح الأمازيغي يشق طريقه في المسار الصحيح، وهو ما تعكسه المردودية على مستوى الأعمال المقدمة في المسارح المغربية، وكذا المشاركة في المهرجانات، علاوة على الجوائز التي تحصدها الفرق الأمازيغية.
وعلى مستوى التكوين ألاحظ مركزيته في الرباط حيث يصعب على الشباب الواعد مواكبة مساره الأكاديمي بالعاصمة، نظرا للمصاريف التي تثقل كاهل أسرته، لذا نطالب بإحداث معاهد جهوية خصوصا في مدينة أكادير والحسيمة.
كما نطالب بالزيادة في الدعم من طرف وزارة الثقافة، وتشجيع الفرق من خلال المشاركة المكثفة في المهرجانات الوطنية والدولية، من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
وفيما يخص مستقبل المسرح الأمازيغي، يمكن القول إنه واعد، أمام الطاقات والمجهودات الشبابية، التي تشتغل بجد ومسؤولية، غير أننا نتمنى أن تلقى محتضنين ودعما من طرف مؤسسات وطنية ودولية، ليكون إشعاع المسرح الأمازيغي جيد جدا.
*كاتب مسرحي
محمد بنسعيد*: المسرح الأمازيغي يمتح قوته من انفتاحه على المسارح المغربية والأوروبية
المسرح الأمازيغي، ينضاف إلى سجل المسرح المغربي، بل ومكملا له، على اعتباره أخذ مسارا جيدا، بعد انفتاحه على الثقافة الأوروبية ومخرجيها، نظرا لاشتغاله المستمر مع جمعيات ومنظمات دولية من الاتحاد الأوروبي.
أضف إلى ذلك أن المستوى لحد الآن لا بأس به، بعد دعم وزارة الثقافة لبعض الفرق المسرحية الأمازيغية، إلا أن هناك بعض القصور في الدعم من جهات أخرى، مقارنة بالفرق المتواجدة في الرباط والدار البيضاء ومراكش مثلا، وهو ما جعل المسرح الأمازيغي يبحث عن محتضنين جدد، من قبيل الاتحاد الأوروبي، لإنتاج أعمال مسرحية متميزة ولها حضور في الساحة الفنية، لأن وزارة الثقافة ليس بمستطاعها لوحدها أن تدعم كل الأعمال المسرحية.
ثم إن المسرح الأمازيغي أصبح يُشرف المغرب كثيرا، نظرا للمردودية الحسنة التي أصبحنا نسجلها ونعاينها سنة بعد أخرى.. وهو ما يعطي قوة مضاعفة للمغرب على المستوى الثقافي، يمكن أن ينافس به باقي الدول الأخرى، والدليل على ذلك مشاركة الفرق المغربية الأمازيغية، في المهرجانات الوطنية، وكذا الدولية.
أما فيما يخص التكوين نلاحظ أنه ليس لدينا في منطقة الريف خريجون من المعهد، بل حتى من يريد أن يدرس فيه لا يقبل ملفه نظرا للشروط الموضوعة في وجهه، أولاها إتقان اللغة الفرنسية، حيث شباب منطقة الريف لا يتقنونها جيدا مقارنة مع اللغة الإسبانية، الشيء الذي يحول دون أن يتمم بعض الشباب الموهوبون مسارهم الدراسي في هذا الميدان.
وهو ما يبرر لجوء أغلبيتنا إلى البحث عن التكوين في أوروبا خاصة دولة إسبانيا، لكن رغم كل هذا نجد بعض الأساتذة يدرسون في المغرب، مواد كثير من قبيل؛ الإخراج والسينوغرافيا والتشخيص.. حيث المزاوجة بين التجربة الأوروبية والمغربية.
وفي الأخير أرى أن مستقبل المسرح الأمازيغي في تطور، نظرا لانفتاحه المستمر على باقي المكونات الأخرى، كيفما هو الحال في تجربة الريف، الذي تنفتح فرقه على الواجهتين الأوروبية والوطنية، الشيء الذي يعطي شحنة قوية للمسرح الأمازيغي بالمغرب.
*ممثل ومخرج مسرحي
إدريس تامونت*: المسرح الأمازيغي بخير وله مستقبل واعد في المغرب
الحمد لله بين الأمس واليوم هناك تحسن كبير على مستوى حضور المسرح الأمازيغي في الساحة الوطنية، وهناك أعمال جيدة وتجارب جديدة دخلت إلى عالم الاحتراف، فضلا عن الانفتاح الكبير على مدارس مختلفة من طرف الممثلين والمخرجين، وهو ما تعكسه حاليا المردودية مقارنة مع الخمسة سنوات الفارطة، على اعتبار هذه السنة لوحظ الفرق الكبير والمتميز، إذا ما تحدثنا عن مستوى العروض، والحضور في المهرجانات الوطنية، ناهيك عن الجوائز التي أصبحت تحصدها الفرق الوطنية الأمازيغية، والشاهد على ذلك هو عمل “تيفسوين” الذي فاز بالجائزة الوطنية السنة الماضية، الشيء الذي يؤكد أن المسرح الأمازيغي في الطريق الصحيح.
وعلى مستوى الدعم نقول إنه لا بأس به، حيث نلاحظ بعض المجموعات التي تدعم بشكل جيد مثل مسرح “تيفسوين” ومسرح “تافوكت”، الأمر الذي يبين أن المسرح الأمازيغي بالمغرب بخير ويبشر بمستقبل زاهر.
وعلى مستوى التكوين كان في وقت سابق تكوين سطحي، غير أنه حاليا، يوجد المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي، الذي يُخرج مجموعة من الطاقات الموهوبة أكاديميا، والمتخصصين في المسرح الأمازيغي، وألاحظ أن هذا الأخير سيكون له مستقبل جميل خصوصا إذا انفتح بعض المستثمرين عليه من خلال تبني بعض الشركات له، كاحتضانهم لفرق كرة القدم، فلم لا المسرح لا يحضى بنفس الاحتضان هو الآخر.
فالتكوين والفن موجود، إلا أن الدعم المالي ينقصنا، لأنه هو المحرك الأساسي والمشجع للمبدعين حتى يشتغلوا بأريحية بعيدا عن الضغوطات والصعوبات التي تعوق طريقهم.
*ممثل ومخرج مسرحي وموسيقي
زهرة أمكرود*: المسرح الأمازيغي حقق المبتغى ولا زال في حاجة إلى الدعم المادي والمعنوي
بالنسبة لي المسرح الأمازيغي خلال السنوات الأخيرة بدأ يتحسن، رغم أننا لا زلنا ننتظر الكثير خصوصا على مستوى الدعم الذي يقدم للفرق الأمازيغية، فهذه الأخيرة يجب أن يوفر لها الدعم لتنتج أكثر وأحسن، وتكون أيضا كثرة الفرق، على اعتبار الدعم لا يوفر لكافة الفرق في هذا الصنف، فالدعم محصور في فرقة واحدة أو إثنثين، عكس باقي المسارح الأخرى.
كما ألاحظ أن تجاوب الناس مع المسرح الأمازيغي هو تجاوب رائع جدا، لأنهم يستمتعون بالعروض المسرحية التي تقدم أمامهم، وهو ما استنتجناه من خلال جولاتنا التي قمنا بها خارج مدينة أكادير، إذ رصدنا كيف أن الناس يتفاعلون مع عروض المسرح الأمازيغي.
فالناس أعطوا له الأهمية من حيث الحضور المكثف في القاعات والتفاعل الإيجابي مع العروض رغم أن المتلقي قد يكون لا يتحدث اللغة الأمازيغية، إلا أن ملامح وجهه تبين اهتمامه به.
وأتمنى أن تتوفر إنتاجات كثيرة وجيدة في المسرح الأمازيغي، لأن العمل إذا لم يكن في المستوى رغم أنه سيأخذ الدعم، فلن يكون تأثيره واسعا، علاوة على غياب تفاعل الجماهير معه.
وأناشد من هذا المنبر المخرجين، وكتاب المسرح، والنقاد بأن يعطوا أهمية للمسرح الأمازيغي، لأنه يحتوي على الكثير مما يجب أن يقال فيه، والشاهد على ذلك هو تطوره سنة بعد أخرى، حيث أصبحنا نلاحظ عروضا في المستوى التي تنافس مجموعات وطنية وعالمية في آن واحد.
ومشاركتنا في المهرجانات الوطنية عربون آخر على الحضور الجيد للعروض الأمازيغية المتميزة، والدليل على ذلك حضورنا للمهرجان الوطني بتطوان، إذ عندما شاركنا فيه، كانت العديد من الفرق الوطنية حاضرة فيه، وقدمت عندها فرقة أمناي عرضا متميزا وفي المستوى، إذ حزت من بين أولئك المشاركين على جائزة أحسن ممثلة.
وعلى مستوى التكوين نلاحظ وجود مركزيته في الرباط وهذا لا نتقبله، لأنه لا يمكن لشباب أن يذهبوا من أكادير للتكوين في الرباط، على اعتبار هذا مكلف من حيث المصاريف المادية، لذا نطالب بإحداث معاهد جهوية للمسرح، كما نلتمس من الأستاذة أن يأتوا إلى مدينة أكادير لتأطير الشباب من خلال دورات تكوينية مستمرة، خصوصا في ظل وجود طاقات ومواهب شبابية مهمة، لأن المسرح الأمازيغي في حاجة لهم، غير أن غياب التكوين ينقص من حظوظهم في تقديم الأفضل.
كما أنه يجب أن توفر لنا نحن الآخرين تكوينات، لأن هذه الأخيرة لا تقتصر فقط على المبتدئين والهواة، بل الممثل المحترف هو الآخر في حاجة إلى تلقي دروس نظرية وتطبيقية لتعميق التكوين، فمتى ما كان التكوين مستمرا كان العطاء أحسن وأجود.
ولنكن متأكدين بأن المزايا التي يقدمها المسرح هي أحسن بكثير مما تقدمها أنشطة أخرى، فالمسرح هو رديف للتربية والأخلاق، والتدريبات، والعلاقات، والتكوينات، حيث الانفتاح على جميع الثقافات الموجودة في العالم بأسره، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال إعطاء الشباب الاهتمام اللازم.
ويتضح لي أن مستقبل المسرح الأمازيغي، سيكون أحسن إذا ما كان الاهتمام والدعم المادي والمعنوي أيضا، وإذا لم يتوفر فمن الأكيد سنكون أمام خفوت لنجم المسرح الأمازيغي.
*ممثلة مسرحية
محمد آيت سي عدي*: مستقبل المسرح الأمازيغي بالمغرب بين أيدي ممارسيه
ما هو تقييمكم لوضعية المسرح الأمازيغي وهل يلقى تجاوبا من طرف الجمهور بالمغرب؟
< هناك تحسن نسبي على مستوى الإنتاج والمردودية خلال هذه السنوات الأخيرة في المسرح الأمازيغي، كما أن المشاركة في المهرجانات الوطنية لا بأس بها، فالسنة الماضية كانت مشاركة جيدة لفرق مسرحية من الحسيمة وأكادير.
كما نلاحظ تجاوبا جيدا من طرف الجمهور المغربي، الذي أصبح متعطشا لأشكال جديدة تتجاوز ما هو متداول خلال السنين الماضية، لأن المتلقي أصبح يبحث عن أشكال جديدة التي ستروق ذوقه الفني، حيث أصبحنا نحس أن الجمهور خاصة الأمازيغي بدأ يبحث على عروض في المستوى، فضلا عن مواكبتهم للحراك المسرحي، إذ سجلنا خلال السنة الماضية والحالية وجود إقبال، نتمنى أن يزيد خلال الأيام القادمة، إذا ما اجتهدت الفرق في اشتغالها.
> كيف ترون الدعم الموجه للفرق المسرحية الأمازيغية؟
< الدعم يبقى متواضعا، لكن هناك فرقا تشتغل وتبحث عن منافذ أخرى لتقوية عروضها، حيث توجد جمعيات تتلقى منحا ودعما من جهات أخرى، إلى جانب دعم وزارة الثقافة الذي يبقى مكملا ليس إلا، غير أنه في آخر المطاف الذي يهمنا هو الجانب الفني والإبداعي، ويبقى الجانب المادي يمكن للمرء أن يدبره على مستوى حاجياته، لأنه لا يمكن أن يكلف المرء نفسه أكثر مما يتوفر عليه من الموارد المالية.
وفيما يخص التكوين نلاحظ وجود إشكالات كبيرة، فمؤخرا حضرت مهرجانا بآيت ملول ولاحظت أن المستوى ضعيف جدا لبعض الشباب، الشيء الذي يعني عدم وجود دورات تكوينة في هذا المجال، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على المستوى المطلوب.
ويبقى المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي بالرباط، الوحيد الذي، يكون الطلبة بشكل جيد، لكن يجب على الجمعيات أن تلعب دورها أيضا، في البحث عن أطر ذات تجربة وخبرة في المجال لتكوين الشباب الموهوب والصاعد، وهذا الجانب لا زلنا ضعيفين فيه بكل صراحة، فحتى المؤسسات التعليمية التي كانت فيما سبق تلعب دورا مهما في التربية والتأطير والتكوين غابت خلال هذه المرحلة بشكل واضح.
> كيف ترون مستقبل المسرح الأمازيغي ومشاركته في المهرجانات الوطنية والدولية؟
< يمكن القول إن مستقبل المسرح الأمازيغي بالمغرب، بين أيدي ممارسيه، فإذا ما اجتهدنا وحاولنا أن نشتغل ونعطي للأمور نصيبها فسنحقق نتائج طيبة والعكس صحيح، وأناشد المعهد الأمازيغي للثقافة الأمازيغية بأن يبحث عن حلول ناجعة لتطوير أداء المسرح الأمازيغي من خلال الدعم والمواكبة.
وفيما يخص مشاركتنا في المهرجانات العربية، لا نتوصل بأي جديد والذي يتكفل بالدعوات هو المعهد الوطني للثقافة الأمازيغية التي يتلقاها من طرف بعض الجمعيات العربية الأخرى، غير أنه لحد الآن مشاركة الفرق الأمازيغية في العالم العربي منعدمة، وربما السنة الفارطة كانت هناك مشاركة واحدة لفرقة مسرحية من الريف بالمسرح التجريبي بدولة مصر، بدعوة من إحدى الجمعيات المنظمة للمهرجان، غير أنه بعض المجموعات المسرحية بمدينة الحسيمة تشارك في البلدان الأوروبية، بشراكة مع بعض الجمعيات أو وزارة الجالية من خلال برامجها السنوية المسطرة.
*مخرج مسرحي
محمد لعزيز*: المسرح الأمازيغي أصبح يثبت وجوده والجماهير تتجاوب معه باهتمام كبير
اعتبر الناقد المسرحي، محمد لعزيز، أن المسرح الأمازيغي رافد أساسي في الثقافة المغربية، الذي كان نتيجة نشاط الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب، التي استطاعت أن تمنح الفكرة والثقافة والفن نوعا من إعادة النظر لإحياء هذا المكون المتجذر في التربة المغربية.
وقال محمد لعزيز، في تصريح لبيان اليوم، إن المسرح الأمازيغي يخطو اليوم خطوات حثيثة لكل مكوناته وأطيافه، والشاهد على ذلك هو السنتان الأخيرتان، حيث استطاعت إبانهما العديد من الفرق المسرحية الوصول إلى المهرجانات الوطنية عن جدارة واستحقاق، وليس فقط بمساعدة المسرحيين الهواة الذين كانوا ينتجون مسرحهم باللغة العربية.
وأبرز ذات المتحدث أن المسرح الأمازيغي يكّون وحدة وطنية أيضا، فهو “مسرح له مقوماته ليس فقط على مستوى اللغة، بل وكذلك الفكر الأمازيغي”، على اعتبار أنه: “لا يمكن التفكير بالعربية، والإنتاج بالأمازيغية، لأن هذا شيء مستحيل، فاللغة الأمازيغية، تحمل في داخلها فكرا وثقافة وفنا ومسرحا أمازيغيا حرا”، يوضح الناقد المسرحي.
وعلى مستوى التكوين، أوضح لعزيز، أن التكوين إشكال جوهري في الممارسة المسرحية المغربية، “فصراحة لا زلنا يتامى ونحن نملك معهدا عاليا للثقافة الأمازيغية، لهذا ننادي منذ عشرات السنوات، بأن يكون لنا ما لدول مجاورة، حيث ينبغي أن تكون هناك أكاديمية للفنون، ولما لا أكاديميات على مستوى الجهات، أو على الأقل تكون أكاديمية وطنية كبرى بالمملكة المغربية”.
وأردف الناقد المسرحي في حديثه لبيان اليوم، أنه يجب إحداث معاهد جهوية متخصصة، “فحتى المعاهد الصغيرة للمجالس البلدية تحتاج إلى إعادة الجدولة إن شئت لأنها في حاجة إلى أساتذة أكفاء وبرامج حقيقية”.
وأوضح محمد لعزيز في تصريحه للجريدة، أن الدولة المغربية والوزارة الوصية لا زالت مقصرة في هذا الحقل، نظرا لوجود أطر كفأة على المستوى الوطني تشتغل وتكد من أجل تكوين أطر وشباب، “لهذا أقول إن التكوين شيء أساسي في المسرح ككل وليس في المسرح الأمازيغي فقط”.
وفيما يخص عملية الدعم على المستوى الوطني، يرى الناقد المسرحي أنها “عملية طالما نادى بها كل المسرحيين ونحن لا زلنا في بداية الطريق وأعتقد أن دعم الوزارة له مساوئ ومحاسن، وبالنسبة لدعم المسرح الأمازيغي لا أعتقد أن هناك تمييزا بين الفرق المسرحية في هذا المجال، نظرا لوجود سياسة لها قوانينها، حيث تضع الفرق ملفاتها وتدرسها اللجنة لتعطي الدعم لمن يستحق”.
ورصد لعزيز ما أسماه بـ “الكارثة” ويتعلق الأمر بظاهرة “المجانية” للولوج للعروض المسرحية، وهي ظاهرة سلبية تجر العروض المسرحية إلى الخلف، حيث أصبحت تتنامى وتكبر ويتسع مجالها كما لو أنها مكسب مستحق، فهي، يؤكد المتحدث، “ظاهرة مزعجة مع كامل الأسف، لذا ينبغي إعادة الاعتبار للمسرح الأمازيغي وينبغي أن يؤدي المواطن فاتورة فرجته وهذه هي العلاقة الحقيقية التي ينبغي أن تكون بين المواطن والمسرح”.
وأسهب محمد لعزيز في الحديث عن الاهتمام الكبير الذي تبديه الجماهير الأمازيغية للعروض المسرحية، واصفا إياها بـ “الجميلة جدا”، نظرا لشروع المسرح المغربي في استعادة جمهوره عن طريق المصالحة، التي تعد المبادرة الأولى من نوعها بالمغرب، ضاربا بذلك مثال “جمهور العائلة الذين يحجون جماعات للاستمتاع بالعروض المسرحية”.
وختم الناقد المسرحي محمد لعزيز حديثه لبيان اليوم قائلا، “إن الإنسان الأمازيغي يريد مسرحه، ويرغب في التفرج على ذاته لإحياء واقعه، لأنه ربما بدأنا نفتقده في اللغة العربية، فالجمهور الأمازيغي جمهور حي يتفاعل خصوصا إذا وجد الفرجات التي تخاطب الوجدان، والحس الانتمائي”.
وانتقد ذات المتحدث نظرة العالم العربي للمسرح الأمازيغي، التي اعتبرها “نظرة احتراز وتخوف التي تمتح فكرها من مقولة الأمازيغ والعرب والتقسيم والفرقة، لذا فلماذا التفريق بين الأمازيغي والصحراوي والعربي، هذا أمر أعتقد ينبغي تجاوزه والظروف كفيلة بأن ينتبه العالم العربي لذلك”.
* باحث وناقد مسرحي
أمين ناسور*: المسرح الأمازيغي يفرض ذاته ويحصد جوائز وطنية مهمة
> ما هو تقييمكم لوضعية المسرح الأمازيغي بالمغرب اليوم؟
< يعرف المسرح الأمازيغي في هذه المرحلة انتعاشا كبيرا بحكم أنه انتهج أساليب تقنية جديدة وانفتح على مدارس إخراجية متنوعة الحساسية منها ما هو متواجد في المغرب، وهو ما جعل بعض الشباب المخرجين يبصموا وجودهم وحرفيتهم في هذا الميدان.
كما أن المسرح الأمازيغي أصبحت له مكانة وحظوة خاصة في المهرجان الوطني، على اعتبار المهرجان الوطني الأخير لتطوان عرف مشاركة أربعة فرق أمازيغية ثلاثة منها ريفية، واثنان في المسابقة الرسمية وآخرين خارج المسابقة، فضلا عن فرقة أخرى سوسية كانت في المسابقة، وهذا يدل على الحضور الكبير في المهرجانات الوطنية، الذي يعد الأول من نوعه، حيث تشارك ثلاث فرق في المسابقة الرسمية الوطنية في المسرح، وهذا أعتبره شخصيا إنجازا تاريخيا للمسرح الأمازيغي، الذي أصبح يلقى إقبالا وانتشارا أوسعا.
> كيف ترون الدعم المقدم للفرق المسرحية الأمازيغية ومركزية التكوين؟
< المسرح الأمازيغي مدعم كباقي المسارح، والآن فرض ذاته، حتى على مستوى الدعم، حيث نلاحظ هذه السنة كثرة الإنتاجات الموجودة، التي خرجت من بين أحضان مجموعة من التجارب التي دعمت من طرف وزارة الثقافة، وهذا يبشر بالخير بطبيعة الحال، كما أنه لا يمكن أن نقول إن الدعم مريح مائة بالمائة، بل نطالب بالمزيد، حتى تكون الحصيلة طيبة وأحسن مما هي عليه حاليا لضمان مستقبل جيد للمسرح الأمازيغي.
وعلى مستوى مركزية التكوين الفني في المغرب ليس المعهد هو المسؤول عنه، فالمشرفون على المؤسسات الثقافية بالمغرب هم المتحملون لوزر هذا الموضوع، على اعتبار أن هناك تخطيطا للانتقال إلى المعاهد الجهوية التي جاءت في إطار الجهوية المتقدمة، لذا يجب العمل على إنشاء معاهد جهوية، خصوصا في الشمال والجنوب، لأنه لا يمكن لكل الطاقات أن تأتي للرباط من أجل الدراسة، لأننا نعرف أن أغلبية الشباب الموهوب، يكون ولاة أمورهم بسطاء ومعوزين، وليست لديهم الإمكانيات لمواكبة مصاريف أبنائهم، وبالتالي فإحداث معاهد جهوية أصبح أمرا ضروريا وملحا، وأظن أن هذا ورش كبير يجب على وزارة الثقافة والاتصال أن تواكبه في شخص الوزير الجديد، علاوة على الانخراط فيه بشكل جدي.
> كيف ترون مستقبل المسرح الأمازيغي؟
< أظن الآن أن المسرح الأمازيغي له مستقبل واعد جدا وأعتقد أنه بدأ ينتصر ويفرض مكانته وطنيا، بل حتى عربيا، فمثلا السنة الفارطة مسرحية “بليكولا” لفرقة “تيفسوين” من الحسيمة شاركت في مهرجان عربي للشباب الذي نظم في إطار الرباط عاصمة الثقافة العربية، وهو العرض الوحيد الذي يمثل المغرب، باللغة الريفية، أو باللغة الأمازيغية، وحصل على أربع جوائز في ذلك المهرجان أمام فرق عربية، فبالتالي هذا مكسب مهم وحتى أيضا بالنسبة لمنطقتنا سواء الإقليمية أو العربية، التي تتعرف أكثر على هذه الثقافة، لأنها جزء ومكون أساسي داخل الثقافة المغربية، وحتى في الثقافة العربية بطبيعة الحال.
*ممثل ومخرج مسرحي
إنجاز: يوسف الخيدر (صحافي متدرب)