إجماع وطني…

يشكل قرار المغرب بعدم المشاركة بكأس إفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر، إجماعا وطنيا ملحوظا، أشادت به كل الأوساط سواء الرياضية، أو غير الرياضية.
إجماع يرتكز على أحقية المغرب، في الحفاظ على سيادته واستقلالية قراره، ورفض الإملاءات الخارجية، وعدم قبول التدخل في مسائله الداخلية…
كل ردود الفعل الداخلية، جاءت جد إيجابية، بل خلفت ارتياحا كبيرا، وإشادة دولية نالت إعجاب وتقدير العالم المتحضر، البعيد كل البعد عن تأثيرات، الحقد والكراهية التي تسطير ، على تفكير ومخططات العسكر.
كما أن طريقة تدبير الملف، بكثير من الحكمة والتروي، وطريقة الردود الذكية والهادئة، وضبط دقيق لكل التفاصيل من الجانب المغربي، كلها أسس قادت الطغمة العسكرية، المتسلطة على رقاب الشعب الجزائري الشقيق، نحو الباب المسدود، لتشكل بالمقابل موضع إجماع وطني، بعد أن تفوقت في الكشف عن عورة الطغمة العسكرية، وعرت عن وجهها القبيح، بصفتها طغمة تعيش خارج سياق زمني، لم يعد يؤمن نهائيا بدكتاتورية الأنظمة العسكرية المجنونة…
فالبيان الأخير والحاسم، الصادر عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كان مختصرا، يختزل موقفا رسميا، أثار سعار العسكر:
«تعذر على المنتخب الوطني السفر إلى مدينة قسنطينة من أجل المشاركة في النسخة السابعة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وذلك لعدم الترخيص لرحلته، انطلاقا من مطار الرباط سلا في اتجاه مطار قسنطينة، بواسطة طائرة الخطوط الملكية المغربية الناقل الرسمي للمنتخبات الوطنية».
فجهاز الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، يوجد حاليا بمفترق الطرق، إما الحفاظ على المصداقية، والدفاع عن القيم التي تحددها الرياضة، أو السماح باخترقات وتجاوزات تنسفه من الداخل، وتحوله إلى مجرد كيان، تتلاعب به التجاذبات والحسابات السياسوية الغارقة في التحجر والتزمت والتكلس…
فالكاف يعرف أكثر من غيره، أن مشاركة كرة القدم المغربية، تعد أكبر ضمانة للنجاح تقنيا وجماهيريا، وتمنح اشعاعا إعلاميا لا يستهان به، والعالم كله يعرف أن هذا «الشان» بنسخته الجزائرية، لم يحض بمشاركة حامل اللقب، في نسختيه الأخيرتين، وهذا أكبر فشل لتظاهرة، يراد لها قاريا، أن تتطور وتصبح موعدا، لتألق أبرز لاعبي البطولات الإفريقية المحلية، وتفتح لهم مجال التألق والبروز إلى عالم الاحتراف.
الأكيد أن المغرب يواصل مساره بنجاح، معتمدا على إجماع وطني لا يتزعزع أبدا، خصوصا عندما يتعلق الأمر بقضاياه الأساسية العادلة والمقدسة، وغير القابلة للمساومة أو التفريط…
وهذا ما يشكل عقدة مزمنة بالنسبة للنظام الجزائري البئيس والمتخلف، المتسلط والغارق في مستنقع الحقد والكراهية، ينفت سمومه في كل الاتجاهات، ويستغل خيارات الشعب الجزائري الشقيق، لمحاربة بلد جار، وشراء ذمم وضمائر المرتزقة؛ على غرار الشخص الذي ظهر في حفل ما يسمى -تجاوزا- افتتاحا لتظاهرة رياضية قارية، يهاجم المغرب، بكل دناءة وبشكل سخيف ومقيت…
ديما..ديما.. مغرب…

>محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top