إخفاق مدو للتيكواندو المغربي

غادر ثلاثي التيكواندو المغربي منافسات الدورة الأولمبية بطوكيو، بعد مجموعة من الهزائم حكمت على عناصره بالخروج المبكر، وهو إقصاء يحدث لأول مرة، منذ دورة بيكين 2008.
فكل من ندى لعرج وأميمة البوشتي وأشرف محبوبي، عجزوا عن منافسة نظرائهم في نفس الأوزان، وحده أشرف استطاع الصمود، بل أظهر شجاعة كبيرة، إلا أنه استسلم في الأخير أمام النرويجى ريشار، فكانت هزيمة قاسية، بينت بوضوح حجم الفوارق بين المتنافسين.
هذا الخروج المبكر، أظهر إلى أي حد أن التايكواندو المغربي يعرف تراجعا كبيرا، وغير مبرر تماما، رغم الإمكانيات المتوفرة لأبطاله من الجنسين.
فرياضة التايكواندو كانت دائما قريبة من الوصول إلى منصات التتويج بالدورات الأولمبية، سواء خلال دورة أثينا سنة 2004 بواسطة عبد القادر الزروري، ودورة لندن ، حيث تألقت بشكل لافت منى بنعبد الرسول، ولولا ظلم التحكيم، لتمكنت من كسب إحدى الميداليات وباستحقاق كبير، وجاءت دورة ريو دي جانيرو سنة 2016 ، ليتواصل نفس المسار، وكانت وئام ديسلام قريبة جدا من الحصول على إحدى الميداليات، إلا أنها انهارت بشكل مفاجىء خلال دور النصف، لتخرج خاوية الوفاض، وهى التي كانت قادرة على مواصلة المشوار، وقبلهم استطاعت منية بوركيك الحصول على ميدالية رمزية، لم تحتسب بحكم أن التايكوندو، لم يكن وقتها رياضة رسمية، بعد أن كانت دورة أطلانطا مجرد تمهيد لدخولها الرسمي خلال دورة سيدني 2000 .
كل هذا يؤكد أن التيكواندو المغربي كان دائما قريبا من التتويج، وعلى هذا الأساس، تم الرهان على حضور ناجح لأبطاله خلال دورة طوكيو ، حيث تصدر أبطاله عملية الترشيحات على الصعيد الوطني، إلى جانب العاب القوى والملاكمة.
هذا الإخفاق في تكريس النجاحات، يؤكد على حقيقة واحدة، تتجلى في غياب منهجية محكمة، تمكن من ضمان الاستمرارية المطلوبة، وهذا يقودنا إلى طرح التساؤل بخصوص مسؤولية الجامعة، التي تنعم بنوع من “الاستقرار المطلوب”، إذ نجد نفس الأسماء تقود هذه الرياضة منذ عدة عقود، وهنا يطرح تساؤل آخر، يتعلق بالاحتكار الذي تعرفه أجهزة المكتب الجامعى، لا تغيير ، لا تسليم للأدوار، ولا تناوب ولا منهجية تشاركية، نفس الأشخاص تصادفهم في كل الدورات والبطولات محليا ودوليا، وكان التايكواندو المغربي لم ينجب غيرهم.
إخفاق كبير، يفرض ضرورة الوقوف حول الأسباب التي قادت إلى ذلك، وتسليط الضوء على واقع الحال داخل أجهزة الجامعة، وهذا الأمر يعد ضرورة أساسية، تمكن لا محالة من معالجة الاختلالات التي يعرفها بدون أدنى شك مجال التسيير وما يرافقه من فشل تقني، وإلا كيف نفسر كل هذا التراجع المثير للاستغراب.
وقبل المطالبة بمعرفة الأسباب والمسببات، والدور المحتمل للجهاز الجامعي، فالمطلوب من المسؤولين الحاليين، التحلي بالشجاعة، وان يكونوا صرحاء مع أنفسهم، ومع الرأي العام، وتحمل المسؤولية بكل وضوح ونزاهة فكرية، والاعتراف بالخطأ إذا أخطأوا، وفي حالة ما إذا تأكدت مسؤوليتهم، عليهم الإقرار بذلك، واتخاذ القرار المناسب، إلا وهو الانسحاب، إذا كانت تهمهم بالفعل مصلحة هذه الرياضة الجميلة…

>محمد الروحلي

Related posts

Top