إسقاط الطائرة الروسية..نبش في أدراج أردوغان الخفية

احتدم الصراع بين روسيا وتركيا على خلفية إسقاط الأخيرة طائرة روسية قالت إنها اخترقت مجالها الجوي. وفي خضم غمار معارك سياسية وإعلامية ضارية بين البلدين بدأت تظهر إلى العلن شبكة معقدة من مصادر تمويل تبقي تنظيم داعش في سوريا والعراق على قيد الحياة، وتشكل تركيا محورها الرئيسي.
وبعد حرب كلامية استمرت لنحو أسبوعين يجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه مرغما على التراجع أمام إجراءات اقتصادية متتالية تصر موسكو على تصعيد وتيرتها، وقصف دبلوماسي وإعلامي عنيف ركز خصوصا على علاقة حكومة أردوغان بتنظيم داعش، وتسبب في إحراج كبير لأنقرة على الصعيد الدولي.
وأخذ الهجوم الروسي أمس منحى جديدا إذ لأول مرة تتهم موسكو رسميا أردوغان وأسرته بالتورط مباشرة بدعم داعش في سوريا.
وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي انتونوف خلال مؤتمر صحفي دعي إليه لأول مرة صحفيون أجانب “يتبين أن المستهلك الرئيسي لهذا النفط المسروق من مالكيه الشرعيين سوريا والعراق هو تركيا. وتفيد المعلومات التي تم الحصول عليها أن الطبقة الحاكمة السياسية، ومن ضمنها الرئيس أردوغان وأسرته، ضالعة في هذه التجارة غير الشرعية”.
وأضاف أن “استهتار الحكومة التركية لا حدود له”، مضيفا أن روسيا “حذرت مرارا من خطر التعامل مع الإرهاب”.
وتابع “ألا تطرحون تساؤلات حول كون نجل الرئيس التركي يتولى رئاسة واحدة من أبرز شركات النفط وأن زوج ابنته عين وزيرا للطاقة؟ يا لها من شركة عائلية رائعة!”، معلقا على تعيين صهر أردوغان بيرات ألبيرق وزيرا للطاقة.
ولم تتوقف الحرب على الخارج فقط، بل بدأت آثارها تؤثر مباشرة على الجبهة الداخلية وتثير قلق السياسيين في المعارضة التركية، وهو ما كان أردوغان يخشى عواقبه.
وقدم إرين أردم نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض عن مدينة إسطنبول استجوابا لرئاسة البرلمان التركي تساءل فيه عما إذا كانت الصهاريج التي تنقل النفط من مناطق سيطرة تنظيم داعش في سوريا ويستهدفها بشكل يومي الطيران الروسي مملوكة لصهر أردوغان ووزير الطاقة الجديد.
وقال أردم في مؤتمر صحفي عقده بمقر البرلمان في أنقرة إن الصهاريج التي قصفتها روسيا “كان مكتوبا عليها اسم تركيا”.
وأضاف “أي مكان يتم قصفه من ممتلكات داعش بالشرق الأوسط نجد أن تركيا متورطة فيه. الصهاريج التي تم قصفها لأنها تابعة لداعش كان عليها اسم تركيا. فما هي حقيقة هذه الادعاءات التي تقول إن هذه الصهاريج ذهبت من تركيا إلى داعش في سوريا ونقلت النفط، وعليه قام الروس بقصف هذه الصهاريج بعدما علموا أنها تابعة لداعش”.
وكشف النائب عن حزب الشعب الجمهوري أن لديه معلومات حصل عليها من مصادر مطلعة تقول “إن هذه الشاحنات، وعددها 500 شاحنة، مملوكة لأسرة ألبيرق. أريد أن أعرف إذا ما كانت تركيا تُدير سياساتها بشأن الطاقة عبر نفط داعش أم لا، خاصة بعد تعيين بيرات ألبيرق وزيرا للطاقة”.
وفي وقت أوقفت فيه دول خليجية قبل أكثر من عام ونصف العام دعمها للتنظيم بعدما كشف عن أيديولوجيا متشددة وممارسات وحشية، لا يبدو أن تركيا أردوغان مستعدة لرفع غطائها عن التنظيم.
ووصل الأمر إلى تورط الرئيس التركي نفسه. وتقول مصادر إن بلال النجل الثالث للرئيس أردوغان يشارك بمقدار الثلث في مجموعة الشحن “بي إم زد” المالكة لناقلات نفط عملاقة والتي تورطت في نقل شحنات النفط العراقي الذي يتم توريده من مناطق سيطرة داعش إلى عدة دول آسيوية.
وساهمت الشركة المالكة لحقوق تصدير النفط من ميناءي بيروت في لبنان وجيهان في تركيا، في إيصال شحنات النفط أيضا إلى عدة دول أوروبية.
ويبدو أن الولايات المتحدة ظلت على علم بروابط الحكومة التركية مع تنظيم داعش، إذ قال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن العام الماضي إن “النظام التركي يدعم داعش بمئات الملايين من الدولارات وآلاف الأطنان من الأسلحة”.
لكنه عاد وتراجع لاحقا عن تصريحاته في وقت كانت واشنطن تتطلع فيه إلى الاستفادة من قاعدة إنجرليك التركية الاستراتيجية لتنفيذ غارات جوية على مواقع التنظيم في سوريا.

Related posts

Top