إشادات دولية بمبادرات جلالة الملك الداعمة للشعب الفلسطيني

أشاد الأمين العام لدار الفتوى التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، الشيخ الشريف سليم علوان، أول أمس الثلاثاء، بمبادرات جلالة الملك محمد السادس الداعمة للشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها إعطاء جلالته تعليماته السامية بإرسال مساعدات إنسانية طارئة للفلسطينيين بالضفة الغربية وقطاع غزة.
واعتبر الشيخ الشريف سليم علوان في بلاغ توصلت به وكالة المغرب العربي للأنباء، اليوم الثلاثاء، أن هذا الأمر “ليس غريبا ولا بعيدا عن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس”، مشيرا إلى أن المواقف الدينية والوطنية والإنسانية لجلالته تشهد بذلك.
وأبرز الأمين العام لدار الفتوى أن القضية الفلسطنية العادلة كانت وما زالت من أولويات جلالة الملك الذي “ما غاب عنه ما يعانيه أهلنا في القدس خصوصا، وفي فلسطين المحتلة عموما”، مثمنا في هذا الصدد جهود وكالة بيت مال القدس الشريف “التي تعمل ميدانيا وعمليا على مساعدة المقدسيين”.
كما نوه الشيخ الشريف سليم علوان بالموقف القوي للمملكة المغربية، الذي أدانت فيه، بأشد العبارات، العنف الممقوت المرتكب في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا يؤدي استمراره إلا إلى توسيع الفجوة وتعزيز الحقد والتشويش على فرص السلام العادل في المنطقة، مشيدا بتحركات المملكة المغربية النشطة ومساعيها من أجل وقفه.
وكان جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، قد تفضل بإعطاء تعليماته السامية لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتتألف هذه المساعدات الإنسانية التي تتكون في المجموع من 40 طنا، من مواد غذائية أساسية (30 طنا) وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية (10 أطنان).

المغرب داعم أساسي للشعب الفلسطيني

في هذا السياق، أكد الجامعي نبيل الكط، أن إرسال مساعدات إنسانية عاجلة، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لفائدة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، مبادرة عملية تؤكد أن المغرب داعم أساسي للشعب الفلسطيني.
وأضاف الكط وهو أستاذ باحث بكلية الحقوق بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن هذه المبادرة العملية والواقعية والتلقائية، تؤكد أيضا المكانة الخاصة التي تحظى بها القضية الفلسطينية لدى جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، والشعب المغربي.
وأشار إلى أن الإرادة الملكية، حاسمة وواضحة في دعم الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة وهو الأمر الذي تعكسه بشكل ملموس مواقف المملكة في كل المحطات والأزمات.
وسجل الكط أن المملكة المغربية التي ما فتئت تدعم نضال الشعب الفلسطيني لنصرة قضاياه العادلة، تجدد من خلال هذه المبادرة التضامنية النوعية التأكيد على أنها لم ولن تذخر جهدا في سبيل تحقيق السلم و الاستقرار بالأراضي الفلسطينية والذي سيمتد أثره ووقعه الجيو – سياسي إلى جميع دول المنطقة التي تعاني من التوتر المزمن وعدم الاستقرار.
وشدد على أن هذه المبادرة الإنسانية التي تنبع من قيم التضامن العريقة لدى الشعب المغربي، تشكل مثالا يحتذى لجميع الضمائر الحية في جميع أقطار العالم من أجل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

الغارات الإسرائيلية تخلف أكثر من 200 قتيل في أسبوع واحد

قتل الجيش الإسرائيلي فجر يوم الاثنين المنصرم قياديا في سرايا القدس في سلسلة من الغارات الجوية الكثيفة على قطاع غزة بعد أسبوع دام سقط فيه أكثر من 200 قتيل في المواجهة الدائرة بين الدولة العبرية وحركة حماس رغم الدعوات الدولية المتكررة لوقف التصعيد.
فليل الأحد الاثنين أغار الطيران الإسرائيلي عشرات المرات على قطاع غزة الفقير والمحاصر من حيث أطلقت فصائل مسلحة صواريخ باتجاه إسرائيل.
صباحا، أعلن مصدر في حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة مقتل قائد لواء الشمال في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة حسام أبو هربيد في غارة استهدفت سيارته.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان استهداف أبو هربيد وقال إنه “كان قائدا في المنظمة لأكثر من 15 عاما وكان وراء عدة هجمات صاروخية مضادة للدبابات ضد مدنيين إسرائيليين قاد باستمرار إطلاق صواريخ ضد إسرائيل وإطلاق نار على جنود جيش الدفاع”.
وتسببت الغارات التي هزت مدينة غزة بانقطاع التيار الكهربائي على ما أفاد أحد صحافي وكالة فرانس برس. ولحقت أضرار بمئات المباني على ما ذكرت السلطات المحلية.
وأوضح الجيش الإسرائيلي في بيان الاثنين أنه استهدف تسعة منازل عائدة لقادة كبار في حركة حماس وتستخدم “لتخزين الأسلحة”.
وشملت دائرة القصف الليلي الإسرائيلي أيضا “مترو الأنفاق” أو شبكة أنفاق حركة حماس.
وبحسب الجيش فإن 54 طائرة مقاتلة قصفت أنفاقا بطول 15 كيلومترا، وقال الجيش في وقت سابق إن جزءا منها يمر في مناطق مدنية.
وقالت منى القمع من سكان غزة “شعرت بأني أموت. على نتانياهو أن يدرك أننا مدنيون ولسنا عسكريين”.
ورصد مراسلو فرانس برس صباح يوم الاثنين الماضي أعمدة ضخمة من الدخان الرمادي تتصاعد من مصنع “فومكو” للاسفنج شرق مخيم جبالبا.
ووفق بيان للدفاع المدني فإن المصنع استهدف “بقذائف فسفورية حارقة وقذائف دخانية أدت إلى اشتعال حرائق كبيرة داخل المخازن كونها تحتوي مواد سريعة الاشتعال”.
وأتت الغارات الإسرائيلية الجديدة في وقت سجلت في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ العام2007، الأحد أعلى حصيلة يومية منذ بدء جولة العنف الجديدة مع سقوط 42 قتيلا فلسطينيا من بينهم ما لا يقل عن ثمانية أطفال وطبيبان على ما ذكرت وزارة الصحة المحلية.
أما في الجانب الإسرائيلي فقتل عشرة أشخاص من بينهم طفل وأصيب 294 في إطلاق صواريخ من قطاع غزة.
وبحسب وزارة الأشغال فقد “تضرر أكثر من عشرة آلاف وحدة سكنية في غزة جراء العدوان المستمر بينها 800 دمرت كليا”.
من جهتها، قالت شركة كهرباء غزة إن “كميات الوقود المتوافرة تساعدنا على تشغيل الكهرباء ليومين أو ثلاثة كأقصى حد”.
وأكد المتحدث باسم الشركة أن خسائرها جراء القصف بلغت 8 ملايين دولار. وأشارت وزارة التربية والتعليم إلى “تضرر نحو 335 مدرسة حتى اللحظة من القصف الهمجي”.
أما وزارة الزراعة فأعلنت عن خسائر أولية “تفوق 20 مليون دولار”.
وأطلقت الفصائل المسلحة ومن بينها حماس والجهاد الإسلامي أكثر من 3100 صاروخ باتجاه إسرائيل منذ بدء جولة العنف الدامية هذه. وهي أعلى وتيرة إطلاق صواريخ تستهدف أراضي الدولة العبرية على ما أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد مشددا على أن الدرع الصاروخية “القبة الحديد” اعترضت جزءا كبيرا منها.
وفي كلمة الأحد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو “حملتنا على المنظمات الإرهابية مستمرة بزخم كامل” مبررا الضربة التي دمرت برجا من 13 طابقا يضم مكاتب قناة الجزيرة القطرية ووكالة “اسوشييتد برس” الأميركية للأنباء.
وأكد نتانياهو “كان هدفا مشروعا بالكامل” مشددا على أنه يستند إلى معلومات لأجهزة الاستخبارات.
وأفاد الجيش أنه تم قصف منزلي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الإسلامية في قطاع غزة يحيى السنوار وشقيقه محمد رئيس الخدمات اللوجستية والقوى العاملة في الحركة باعتبارهما من ضمن “البنية التحتية العسكرية لمنظمة حماس الإرهابية”. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية الغارة من دون معرفة مصير السنوار.
دعت اللجنة المركزية لحركة “فتح” يوم الاثنين المنصرم إلى إضراب شامل في الضفة الغربية انسجاما مع لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل التي دعت هي أيضا إلى إضراب شامل أول أمس الثلاثاء “ردا على العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا الفلسطيني”.
وتعود الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس إلى صيف العام 2014 واستمرت 51 يوما وألحقت دمارا كبيرا بقطاع غزة. وقتل خلالها 2251 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين و74 إسرائيليا غالبيتهم العظمى من الجنود.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرييش “يجب أن يتوقف القتال. يجب أن يتوقف فورا”. وأضاف أن التصعيد “يمكن أن يؤدي إلى أزمة أمنية وإنسانية لا يمكن احتواؤها والى تعزيز التطرف، ليس في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل فحسب، بل في المنطقة برمتها”.
وتسجل داخل إسرائيل أعمال عنف غير مسبوقة خصوصا في مدن تسمى “مختلطة” يقيم فيها يهود وعرب إسرائيليون.
وقال غوتيريش الأحد “قد تغرق المواجهات الإسرائيليين والفلسطينيين في دوامة عنف لها نتائج مدمرة”.
وأججت قضية حي الشيخ جراح حيث يتهدد عدد من العائلات الفلسطينية خطر إخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية، النزاع وأدت إلى التصعيد الحالي الذي توسعت دائرته لتشمل المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والمدن التي تسمى مختلطة داخل إسرائيل.
وقتل في الضفة الغربية منذ الاثنين المنصرم 15 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية.
و أكدت الشرطة الإسرائيلية يوم الأحد 16 ماي 2021 عن إصابة عدد من عناصرها في هجوم بواسطة سيارة في القدس الشرقية المحتلة و”إطلاق النار على المخرب من قبل الضباط الذين ردوا على ما حصل” مؤكدة “إغلاق حي الشيخ جراح”.
وشهدت القدس الشرقية المحتلة حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين على أثر صدامات في أحياء عدة ليل الأحد.
إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني تجسيد للالتزام التاريخي للمغرب تجاه القضية الفلسطينية
أكدت الجمعية الموريتانية المغربية للدفاع عن الوحدة المغاربية، ومؤسسة محمد السادس للسلام بغامبيا، أن إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني، بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تأتي لتجسد الالتزام التاريخي للمغرب تجاه القضية الفلسطينية.
وقال رئيسا الجمعيتين، على التوالي، السيدان شيخاني ولد الشيخ، وفانسو محمد جامي، في بيان مشترك، عقب لقاء عقداه، عبر تقنية التناظر المرئي، أمس الاثنين، إن “المبادرة الملكية تجاه الفلسطينيين، تعد برهانا على التزام المغرب التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، وأكبر دليل على تضامنه الدائم مع قضايا الأمة”.
وعبر السيدان ولد الشيخ ومحمد جامي، خلال هذا الاجتماع، عن “إشادتهما بالمبادرة الملكية التي تم اتخاذها في إطار جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة بتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لفائدة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من أجل تضميد الجراح والتخفيف من آثار الصراع غير المتكافئ”.
كما أكدا أن “صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، جعل دائما من القضية الفلسطينية ضمن أولوياته”، منوهين ب”الجهود الملكية المبذولة منذ بداية الأزمة لوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكبح محاولاته المساس بالوضع القانوني للقدس الشريف”.
إضراب شامل يعم فلسطين تنديدا
بالعدوان الإسرائيلي

عم إضراب شامل أول أمس الثلاثاء ، في جميع المحافظات الفلسطينية، وأراضي الـ48، تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وشمل الإضراب كافة مناحي الحياة التجارية، والتعليمية، بما فيها المؤسسات الخاصة والعامة، وأغلقت المدارس والجامعات أبوابها وكذلك المصارف، ووسائل النقل العام.
ودعت قيادة القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين، إلى الإضراب الشامل في كل الأراضي المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات اليوم، ردا على العدوان الإسرائيلي المستمر بحق الشعب الفلسطيني.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، لليوم التاسع على التوالي عدوانه على قطاع غزة، ما أسفر حتى الآن عن ارتقاء 212 شهيدا وإصابة أكثر من 1400 مواطنا غالبيتهم من الأطفال والنساء والعشرات منهم في حالة الخطر الشديد.

محكمة فرنسية تصدر حكمها
في قضية مقاطعة المنتجات
الإسرائيلية في البلاد

تصدر محكمة فرنسية أول أمس الثلاثاء قرارها في القضية المقامة على مديرة نشر موقع “أوروبالستين” من قبل شركة الأدوية الإسرائيلية “تيفا” لنشرها دعوة للمقاطعة أطلقها ناشطون مؤيدون للقضية الفلسطينية.
وكانت أوليفيا زيمور التي مثلت أمام المحكمة الجنائية في ليون (وسط) في آذار/مارس بتهمة التشهير والتحريض على التمييز الاقتصادي، نشرت على موقعها، تحت عنوان “تيفا، لا نريدها”، تغطية إعلامية لتحرك ناشطين من مدينة ليون مؤيدين للفلسطينيين أمام أكبر صيدلية في هذه المدينة في العام 2016.
وتعد شركة “تيفا سانتيه” التي أسست في فرنسا ومقرها الرئيسي في إسرائيل، رائدة عالميا في مجال الأدوية الجنيسة.
وحض الناشطون الذين كانوا يرتدون قمصانا خضراء كتب عليها “فلسطين حرة” و”قاطعوا إسرائيل”، المستهلكين على عدم شراء الأدوية التي تنتجها شركة “تيفا”.
ويندرج هذا التحرك ضمن حركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات”، وهي حملة عالمية لمقاطعة إسرائيل اقتصاديا وثقافيا وعلميا ، من أجل إنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وخلال جلسة الاستماع، دافع أنصار زيمور ومحاموها عن خطوتها قائلين إن الوقائع تندرج في إطار “نهج المواطنة” وحرية التعبير. وقال المكتب الوطني لليقظة ضد معاداة السامية، وهو حزب مدني يضم جمعيتين أخريين مواليتين لإسرائيل “إنها مواقف تغذي معاداة السامية الجديدة”.
وبعد جلسة استغرقت سبع ساعات، طلب المدعي العام فرض غرامة تبلغ قيمتها ألفي يورو على أوليفيا زيمور.
وهي تنتظر قرار قضاة ليون بفارغ الصبر بعد صدور حكم للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في حزيران/يونيو الماضي دانت فيه فرنسا في قضية مماثلة، معتبرة أن الوقائع “تندرج في إطار التعبير السياسي والنضالي”.
يأتي ذلك في خضم تصعيد جديد بين الدولة العبرية وحركة حماس والذي خلف حوالى 200 قتيل في أسبوع.

***

بيان لحركة ضمير حول الاعتداءات الإسرائيلية الجارية ضد الشعب الفلسطيني

تتابع حركة ضمير كسائر القوى المناهضة للاحتلال الإسرائيلي بقلق بالغ التطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية. وبهذه المناسبة تستنكر الحركة كل أشكال الاعتداء على الشعب الفلسطيني وعلى المدنيين العزل ابتداء من العنف الممارس من طرف البوليس والجيش في المسجد الأقصى بالقدس ضد المتظاهرين المسالمين المحتجين في قضية حي الشيخ جراح، مرورا بالسياسة الممنهجة المتمثلة في إنشاء المستوطنات وترحيل السكان الفلسطينيين من بيوتهم، وصولا إلى عمليات القنبلة المتواصلة لقطاع غزة، الشيء الذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، علما بأن الحصيلة مرشحة للتصاعد يوما بعد يوم.
إن العالم يدرك بأن تصاعد العنف منذ عشرات السنين مرجعه إلى الاحتلال الإسرائيلي لأراضي الشعب الفلسطيني، وأن الحل يتمثل في إنهاء هذا الاحتلال وإقرار الشرعية الدولية. إن حركة ضمير التي وقفت دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني بكل قوتها المعنوية، تلاحظ بأسف شديد استمرار اللامبالاة الدولية تجاه قضية أصبحت عبارة عن مأساة إنسانية يؤدي المدنيون الفلسطينيون ثمنها الباهظ من الأرواح والممتلكات. وبهذه المناسبة فإن توقف عملية السلام على أساس حل الدولتين تتحمل كل الأطرف مسؤولية فيها وفي المقدمة الدولة الإسرائيلية المحتلة لأراضي الشعب الفلسطيني.
إن حركة ضمير تشجب تصرف الحكومة الإسرائيلية التي تتحمل كامل المسؤولية في الاعتداءات التي تقوم بها جماعات اليمين الإسرائيلي المتطرف ذات النزعة الصهيونية التوسعية باعتبار الأحزاب التي تمثلها تنتمي إلى التحالف الحكومي القائم. وفي نفس الوقت فإن الحركة تتموقع ضد إذكاء النعرات ذات الطبيعة الدينية والطائفية المنتهجة في المنطقة، وضد العنف باعتبار أن الذي يتضرر منه هم المدنيون الذين لا قرار لهم في تصرفات مسؤوليهم.
ومن جهة أخرى نسجل تصاعد المد العنصري المتمثل في ظاهرة التحرش بالفلسطينيين القاطنين في مدن مشتركة مع يهود منذ عقود بهدف طردهم من طرف عدد من جماعات مسلحة مشكلة من مدنيين ذوي النزعة الصهيونية، وذلك بتواطؤ مع قوات البوليس والجيش، وهناك أخبار عن العديد من الاعتداءات على فلسطينيين عزل بما في ذلك الأطفال، مما يعزز احتمال التوجه نحو تصفية عرقية كاملة المواصفات.
إن حركة ضمير لا ترى في الأفق المنظور حلا إلا بالعودة إلى مسلسل السلام الذي تخلت عنه القوى المتنفذة في العالم غير آبهة بمشروعية الحقوق البسيطة للشعب الفلسطيني في العودة وإنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس على أساس حل الدولتين، علما بأن تشظي الصف الفلسطيني يشكل عنصر ضعف كبير لا بد من تجاوزه.
وفي هذا الصدد نؤكد على أن التضامن مع الشعب الفلسطيني لن يكون له أثر مستدام في غياب التحصين الضروري للكيان الفلسطيني عن طريق إجراء انتخابات ذات نزاهة ومصداقية تلتزم كل الأطراف ضمنها بالعمل على إعادة الروح لمسلسل السلام على أساس قرارات الشرعية الفلسطينية والدولية القاضية بحل الدولتين مع اعتماد آجال معقولة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، تحت الإشراف والمسؤولية الأخلاقية للقوى المتنفذة في العالم اليوم. وهذا يتطلب عاجلا من كل القوى المحبة للسلام على مستوى الدول كما على مستوى تعبيرات الرأي العام، خلق تكتل دولي بهدف الضغط على أمريكا وإسرائيل من أجل تغيير سياساتهم في المنطقة.
وبهذه المناسبة تؤكد حركة ضمير على المسؤولية المعنوية للدول التي تنتمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي دخلت في مسلسل إعادة العلاقات مع دولة إسرائيل، تؤكد على مسؤوليتها في التواجد في الصفوف الأمامية للدول المعنية بالضغط على الدولة الإسرائيلية من أجل الكف عن هذه السياسة العدوانية.

Related posts

Top