شكل التقدم المحرز في مشروع حاضرة الفنون والثقافة، وهي بنية تحتية ثقافية عصرية ستعزز الإشعاع الدولي لمدينة الرياح وتؤكد سمعتها كملتقى للثقافات بامتياز، محور اجتماع عقدته، يوم الجمعة الماضي، بالصويرة، لجنة القيادة المختصة.
وشكل هذا الاجتماع، الذي ترأسه عامل الإقليم، عادل المالكي، وشارك فيه، على الخصوص، الكاتب العام لعمالة الإقليم ورئيس المجلس الجماعي للصويرة، وفريق المهندسين المعماريين المغاربة والبرازيليين (عن بعد)، المكلف بتنفيذ هذا المشروع، وممثلو المصالح الخارجية المعنية ومختلف الأطراف المشاركة والسلطات، فرصة للوقوف عند الجدولة الزمنية العامة لهذا المشروع الضخم، في أفق إطلاق أشغال إنجاز هذه البنية، خلال الأيام المقبلة، والتي ستحمل توقيع المعماري البرازيلي الشهير ، أوسكار نيماير، الذي وهب للمغرب وللصويرة التصميم الخاص بها.
وقال المالكي، في كلمة بهذه المناسبة، إن أشغال إقامة الورش وإعداد أرضية المشروع سينطلقان في الفاتح من مارس المقبل، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من جميع الإجراءات الإدارية، فيما يجري وضع اللمسات النهائية على الدراسات التقنية وطلبات العروض، في أفق إطلاقها خلال الأيام المقبلة، وفق جدول زمني محدد بدقة.
وأبرز أهمية هذا الاجتماع، الذي يأتي في “محطة مفصلية” للمشروع، معربا عن سعادته بالعمل المهني والمثمر الذي أنجزته مختلف الأطراف المشاركة، بالإضافة إلى تعبئتها والتزامها لكي يرى المشروع، الذي وقعت الاتفاقية الخاصة به بين يدي جلالة الملك محمد السادس، النور في أفضل الظروف.
وشكل هذا الاجتماع مناسبة لمجموعة المهندسين المعماريين ومكتب الدراسات لتقديم الجدول العام للمشروع، والمشروع الأولي المفصل والمخطط الدقيق لتنفيذ طلبات عروض مختلف المراحل، موضحا أن الانطلاقة الفعلية لأشغال بناء هذه البنية، التي ستشكل رافعة للتنمية الترابية للصويرة، حددت في ماي المقبل، بينما من المقرر تجهيز الورش الأسبوع المقبل.
كما أشاروا إلى أنه تم احترام ميزانية تنفيذ المشروع، مع العلم أنه من المقرر الانتهاء من أشغال هذه المنصة الثقافية العصرية في نهاية دجنبر 2024.
وأوضح ممثل فريق المهندسين المعماريين، رشيد أندلسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المشروع يوجد في مرحلة مهمة من تطوره من حيث الدراسات، وهي مرحلة المشروع الأولي المفصل، مضيفا أن الدراسات من أجل تأهيل الموقع تم تفويتها وأنه من المنتظر أن تشرع المقاولة المكلفة بهذه الأشغال في تجهيز الأرضية اعتبارا من الأسبوع المقبل.
وأعرب عن ارتياحه إزاء احترام الآجال النهائية المحددة لأن المشروع في نهاية هذه المرحلة و”لم تيبق سوى إجراء تعديلات بسيطة من قبل مكاتب الدراسات من أجل السير قدما لتعيين مقاولة بعد إطلاق طلبات العروض”.
وأضاف “يبقى هدفنا الأول هو احترام الآجال النهائية والميزانية حتى نتمكن من تسليم هذا المشروع في 31 دجنبر 2024”.
وستمكن هذه البنية الهامة، التي يتطلب إنجازها استثمارات تبلغ 350 مليون درهم، من استقبال سلسلة من الأنشطة الثقافية، والفنية وتلك الخاصة بالصناعة التقليدية، التي سيتم تجميعها في مركب عصري يستجيب للمعايير الدولية في هذا المجال.
وتتكون هذه الحاضرة، التي سيتم تشييدها على مساحة تناهز أربعة هكتارات، على الخصوص، من قاعة مغطاة بطاقة استيعابية تبلغ 1000 مقعد، ومعهد للموسيقى، وساحة خارجية تتسع لـ 30 ألف شخص، ودار للكتاب، وفضاء مخصص للفنون التشكيلية، وورشة للصناع التقليديين والتصميم.
اجتماع حول تقدم مشروع حاضرة الفنون والثقافة بالصويرة
الوسوم