ارتفاع أسعار البيض..

>  عادل غرباوي – تصوير: عقيل مكاو

عرفت أثمنة البيض بدءا من شهر فبراير المنقضي،  ارتفاعا مهولا، حيث انتقل ثمن البيضة الواحدة “الرومية” من درهم واحد إلى درهم ونصف، بزيادة قدرت بـ 50 في المائة مقارنة بثمنه العادي، الشيء الذي خلق احتقانا وغضبا في صفوف مستهلكيه الذين داوموا على اقتنائه يوميا، نظرا لقيمته الغذائية وللمكونات التي يحتوي عليها.
ويعود ارتفاع ثمن البيض إلى إصابة عدد مهم من وحدات الدواجن المتواجدة بمختلف ربوع المملكة بفيروس “H9N2″، الذي نتج عنه مشكل عقم الدجاج، وهو المعطى الذي دفع بأرباب وحدات الدواجن إلى الرفع من سعر بيع البيض بالجملة، حفاظا على هوامش ربحهم، مع العلم أنه في الآونة الأخيرة قد انخفض الإنتاج بحوالي الثلث.

ANPO…

وأكد عبد اللطيف الزعيم، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك في المغرب (ANPO)، في تصريحات صحافية، أن فيروس “H9N2” هو الذي جعل تكلفة إنتاج البيضة الواحدة ترتفع بنسبة 50 في المائة، حيث أن البيضة تباع تقريبا بنفس ثمن إنتاجها، مشيرا إلى أن ثمن البيض سيعود إلى سعره العادي إذا ما استطاع أرباب الدواجن مواجهة هذا المرض والتحكم فيه.
وأوضح الزعيم، أن هذا الفيروس ليست له أي آثار سلبية على صحة الإنسان أو الدواجن عدا تقليل إنتاجية البيض، مضيفا، أن قطاع الدواجن يشهد بدوره مشاكل كثيرة منها ارتفاع تكاليف الإنتاج، في ظل وجوب حقن الدجاج بمضادات الفيروس “H9N2”.
واعتبر ذات المتحدث، أن الشيء الذي بات مطلوبا من المستهلك هو تفهم مثل هذه الأزمات الظرفية لا الدفع نحو مقاطعة “البيض”، حيث أن ثمنه في المغرب يبقى جد منخفض مقارنة بالثمن العالمي وبتكاليف إنتاجه.
وكان مهنيو قطاع الدواجن بالمغرب، قد عقدوا في 18 فبراير المنقضي، لقاءا صحفيا من أجل طمأنة المواطنين من موجة غلاء أثمنة البيض والتي تعرفها السوق الوطنية حاليا، موضحين أن الأثمنة ستعود تدريجيا إلى طبيعتها السابقة خلال أربعة أسابيع على الأكثر.
وناشد المهنيون خلال ذات اللقاء، بضرورة تدخل الحكومة من أجل دعم ومساعدة
المهنيين ومربي الدواجن عبر التلقيح المجاني، وهو ما سيخفف من الأضرار والخسائر الفادحة التي تكبدها المنتجون ومهنيون بيض الاستهلاك، مبرزين، أن هذه اللقاحات سوف تأتي من ثلاث شركات أجنبية بكل من فرنسا وايطاليا والولايات المتحدة الأمريكية.

تستقي آراء الناس..

قال مواطن يبلغ من العمر 23 سنة، التقته “بيان اليوم” بسوق “البياضة” المتواجد بتراب لاجيروند، “إن غلاء ثمن البيض هو أمر غير مقبول، فالزيادة بنسبة 50 بالمائة في الثمن مسألة فيها نقاش وجدال، فرغم أن الزيادة قد لا تؤثر في المستهلك العادي أو الميسور الحال، فهي تؤثر بشكل كبير في المستهلك البسيط الذي ليس له دخل، وكذلك تؤثر في أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة كمحضري الحلويات وأرباب المخابز”.
وأضاف ذات المواطن قائلا، إذ وكما هو معلوم فالحلويات تعتمد على البيض، وإذا ما أخذنا 100 بيضة في اليوم على سبيل المثال، وهو أقل ما يمكن استهلاكه، فثمنها الأصلي 100 درهم، ومع الزيادة الحالية فالثمن يرتفع إلى 150 درهم بزيادة 50 درهم، وهو كما قلت بداية أمر غير مقبول، لأن الزيادة بـ 50 بالمائة ستؤثر سلبا لا محالة على الطبقات الفقيرة والمتوسطة سواء المستهلكين أو أصحاب المخابز ومحضري الحلويات الذين أغلبهم من فئات هشة، أتمنى أن يعاد النظر في هاته الزيادة والأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية للمواطنين ودراسة آثار هذه الزيادة على مستويات أخرى”.
وأكدت مواطنة أخرى في عقدها الأربعين، أن الزيادة في ثمن البيض لا يصب أبدا في متناول الطبقة البسيطة، حيث يعتبر من الضروريات التي يستهلكها المواطن المغربي في حياته اليومية، الشيء الذي سيجعل استهلاكه في تراجع نتيجة بروز بعض الفئات التي أكدت مقاطعتها للبيض إلى حين عودته إلى ثمنه الأصلي المحدد في درهم واحد، مضيفة، أن كل النساء المغربيات يحتجن في عملهن اليومي في المنزل إلى البيض من أجل صنع بعض الحلويات والشهيوات وما إلى ذلك، الشيء الذي بات غير متاحا في ظل الزيادة في ثمنه”.
وعبر عبد الرحمان (تاجر بيض)، عن امتعاضه من الزيادة في ثمن البيض، حيث تأثرت حجم المبيعات التي سجلها التاجر المذكور خلال الأسبوعين الماضيين، إذ انخفضت بنسبة قدرت بـ30 في المائة، الشيء الذي جعل كل التجار يبيعون البيض بأبخس الأثمان دون التفكير في هامش الربح الشخصي.

“بيضكم_خليوه_عندكم”..

وشنت مجموعة من الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حملة واسعة “بيضكم_خليوه_عندكم” من أجل مقاطعة “البيض”، احتجاجا على الزيادة في ثمن البيض الذي يعتبر واحد من الحاجيات الضرورية في حياة المواطن المغربي.
في حين، أمطر آخرون مواقع التواصل الاجتماعي ببعض التعاليق والكاريكاتورات الساخرة التي تنتقد “غلاء البيض”، من قبيل أن الدجاج بدوره قرر الإضراب عن عمله اليومي في بلد يشهد مجموعة من الإضرابات في عدة قطاعات مختلفة، وأن البيض صار ثمنه أغلى من سعر الخبزة الواحدة وغيرها من التعاليق…
واستوحى رواد مواقع التواصل الاجتماعي فكرة المقاطعة “الفيسبوكية” من خلال التجربة الأرجنتينية، بعدما قاطع سكان الأرجنتين “البيض”، احتجاجا على زيادة التجار في أسعاره.

معطيات حول “البيض”..

وحسب بعض المعطيات التي كشفت عنها الجمعية الوطنية لمنتجي بيض الاستهلاك، أكدت الجمعية، أن المغربي الواحد يستهلك 180 بيضة كمعدل سنوي، وهو رقم يبقى من الأقل في العالم، إذ يصل الرقم إلى 250 بيضة في فرنسا و400 بيضة في المكسيك و390 بيضة في اليابان، وذلك في وقت تلجأ فيه الطبقات الفقيرة والمتوسطة إلى هذه المادة الغذائية للتزود اليومي بالبروتين عوضا عن اللحوم الحمراء.
ويصل إنتاج البيض خلال موسم الشتاء في المغرب إلى 15 مليون بيضة بشكل يومي، داخل نحو 333 ضيعة مرخصة، والتي تتوفر على أحدث التقنيات العالمية. وتأتي هذه الجودة العالية التي تتوفر عليها البيضة المغربية، بدء من مراقبة الدجاجة، وظروف عيشها، والحفاظ على صحتها بشكل جيد، في إطار قانون رقم 99 ـ 49 المنظم للقطاع، والذي يحدد الكثير من الضروريات والشروط التي تضمن السلامة الصحية.

Related posts

Top