اعتزلت الكتابة..  

اعتزلت الكتابة.. 
ثم عدت بعد ساعة ..
بعدما غادر القلم غاضبا.. وهو يحمل متاعه ..
تدخلت القصيدة مذهولة.. قائلة ربما إشاعة ..
عاصفة أدبية على سماء الورق تلوح ..
مالي وللاعتزال.. لا حجة لدي ولا عندي قناعة ..
عدت والسطور تعلوها طفوح ..
الكتابة هي الروح التي ترتق الجروح ..
حروفها بعضي، لم تكن أبدا شماعة ..
والحبر يرويني بالسر والجهر ..
حينا يكتبني بمنتهى الوضوح ..
وأحيانا يرسمني ببراعة ..
عندما أحضنها.. عطر المعاني منها يفوح ..
تنفلت مني تعاندني.. تجافيني..
تهجرني مليا، ثم تعود معلنة الطاعة ..
تحوطني.. تقرأني حتى قبل أن أبوح ..
فتستقبلها أوراقي بلهفة.. 
يلتحمان ويصير الهمس طباعة ..
مشروع خاطرة في الأفق يلوح ..
أنت لا تدري ..
 أن حروفي جبلت على التحدي ..
ويتعجب آذار ..
حين يعود ليجدني قد تخطيت حاجزا آخر ..
انتكاساتي تجرفها السيول ..
حين ينصرف لحاله أيلول ..
أنا حروف ترقرقت في موسم الجفاف ..
عساها تنبت سطورا عند الضفاف ..
وأخرى سرت بقطع من الليل ..
تمتطي صهوة الخيل ..
ويأتي موسم الغيث ..
أكتب من الصيب أول بيت ..
فتزهر على جدار القلب رفيف ..
أسمع لها لحنا كالحفيف ..
وأكتب من جديد ..
لأحرر الخطاب المكتوم ..
وأستنشق عبير النجوم ..
عند جداول القمر أحوم ..
حين اعتزلت الكتابة ..
كانت أطول ساعة !!

> بقلم: أسماء حيان

Related posts

Top