الأديب إدريس الصغير:ضرورة التنويع في الوجوه الفكرية والإبداعية المشاركة في الأنشطة الموازية للمعرض

>  إعداد: عبد العالي بركات

> ماذا يشكل بالنسبة إليك المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؟
 < المعارض أسلوب أمثل لترويج المنتوجات وتقريبها من الزبائن بشكل احتفالي، دأب عليه الإنسان منذ القديم، ونحن الآن أحوج إلى معارض الكتب ليس فقط للترويج للكتاب أو إطلاع الزوار على الجديد من المطبوعات، بل كذلك لتدارك إن أمكن، المنزلق الخطير الذي تهوي إليه عادة المطالعة في مجتمعنا الفقير أصلا في هذا الباب.  وإذا كان المعرض الدولي للكتاب الذي تشرف على تنظيمه وزارة الثقافة المغربية يهدف إلى التعريف بالجديد من الإصدارات في كل مجالات المعرفة والإبداع، فإن من واجبه كذلك التنويع في الوجوه الفكرية والإبداعية المشاركة في الأنشطة الموازية المقامة في فترة انعقاده.لا أن يكتفي بالاعتماد على نفس الوجوه ونفس الأسماء التي ألفناها منذ بدء فعاليات هذا العرس الهام، والتي لم تعد تأتي بالجديد ولا الجاد.
 > ما هو أحدث كتاب صدر لك، وما هي أبرز مضامينه؟
< آخر ما صدر لي، مجموعة قصصية تحت عنوان “ورغم ذلك حلق العصفور في السماء”، تقع في 127صفحة وتضم 19قصة، وقد وضعت لأول مرة في مدخلها تقديما أتحدث فيه عن عين الكاتب وأستعرض فيه مسحا بانوراميا لتجارب وأسماء من القصاصين في فترة زاهية من فترات تجربة جيل من أجمل الأجيال التي عرفتها ساحتنا الثقافية والإبداعية.
> ما رأيك في سياسة دعم الكتاب التي تنهجها وزارة الثقافة؟
< دعم الكتاب سياسة حكيمة لابد أن نصفق لها، ولتكون أجدى وأنفع لابد أن تعتمد الجودة في ما تدعمه، صحيح أن الجودة حكم قيمة.غير أنه ليس مطلقا. بل هنالك حد أدنى. إن الأمور اليوم تنهار بشكل سريع نحو رداءة غريبة في العالم أجمع. وهي أسرع كثيرا عندنا في العالم العربي وفي كل مجالات الإبداع والفن. لهذا لابد من تدارك الأمر قبل أن يستفحل انتشار الإسفاف ليصبح قاعدة وأمرا واقعا هو الوحيد الأوحد الذي لا وجود لسواه.
> ماهي ملاحظاتك على جائزة المغرب للكتاب؟
< أجد حيفا في صنف السرديات والمحكيات في جائزة المغرب للكتاب. لأنه يضم أجناسا إبداعية كثيرة تختلف عن بعضها كل الاختلاف ولا يجمع بينها سوى كونها أجناس سردية. هذا الصنف من الجائزة يضم القصة القصيرة والرواية والمسرحية والسيرة وأدب الرحلة والمذكرات… إلى آخره، ومن الأفيد مستقبلا أن يعاد النظر في القوانين المنظمة للجائزة جملة وتفصيلا.
> ما هي اقتراحاتك لتقوية الحركة الثقافية ببلادنا؟
< لتقوية الحركة الثقافية ببلادنا علينا أن نقطع فورا مع الإخوانية والشللية والحزبية والمحسوبية. وأن نراهن على الجودة. كل أخطاء الماضي مازالت تفعل فعلها في التدمير لحد الآن. كفى ثم كفى ثم كفى. الأمر مخيف في عالمنا العربي. مفزع بشكل كابوسي رهيب. لا تدمر في عالمنا العربي الدور والمدن والجثت، بل كذلك القيم والأفكار، يتم تدمير العقل والعواطف والأحاسيس والجمال. تم ترييف المدن والعبث بالأخلاق وتبليد العقول وإشاعة الفوضى والانحطاط بالذوق الفني والجمالي في كل المجالات. إننا نسير نحو الهاوية، إن لم نكن قد سقطنا فعلا في قعرها.

Related posts

Top