الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يعانق سكان أعالي الأطلس المتوسط في دوار تاكوديت بالجماعة القروية أكوديم انمزي

صدحت أصوات وإبداعات “إنشادن” (الشعراء الأمازيغ) أول أمس الأربعاء، في أعالي الأطلس المتوسط، وبالضبط في دوار تاكوديت بالجماعة القروية أكوديم انمزي التابعة لإقليم ميدلت، خلال التجمع الجماهير الذي نظمه الفرع المحلي لحزب التقدم والاشتراكية وترأسه الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله. أشعار رددت صداها جبال الأطلس الشامخة شموخ رجال ونساء قبائل أيت موسى أوعثمان، وأيت فضولي، وأيت عمر الذين حضروا بكثافة في هذا اللقاء التواصلي لتقديم تحية إعجاب وامتنان لنبيل بنعبد الله الذي يعتبر، حسب شهادات السكان، أول أمين عام لحزب سياسي مغربي يصل إلى هذه النقطة من المغرب العميق، التي تمثل، على حد تعبير محمد نبيل بنعبد الله، عمق الشعب المغربي الأصيل الذي يعتز به المغاربة.
كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وإن لم تكن تخلو من رسائل سياسية لمن يهمه الأمر، إلا أنها اتخذت طابعا مغايرا، وخرجت عن المعتاد في مناسبات مماثلة، لأن للمكان هيبته وللناس هناك هيبتهم المستمدة من صدقية الإنسان الأمازيغي الحر الذي قدم التضحيات ضد الاستعمار وفي سبيل الحرية.
محمد نبيل بنعبد الله الذي بدا متأثرا بحفاوة الاستقبال وصدق المشاعر، قال إن حضور ساكنة المنطقة بكثافة لهذا اللقاء، هو دليل على تجذر حزب التقدم والاشتراكية في كافة أرجاء المغرب، وهو أيضا فرصة لتجديد العهد على مواصلة النضال والترافع حول قضايا ومشاكل ساكنة هذه المناطق التي تعد مفخرة لكل المغاربة.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية قائلا “إن تقدم المغرب وازدهاره، لن يكتمل دون أن يولى الأهمية لتحقيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بالمناطق الجبلية، التي يتعين، بالضرورة، أن تنال حظها في التعليم والصحة والماء والكهرباء، والسكن اللائق والطرق وكل ما من شأنه أن يجود واقع العيش بها”، مؤكدا على أن ذلك يندرج ضمن ما ينادي به حزب التقدم والاشتراكية في إطار رؤيته لمفهوم التوزيع العادل للثروات.
وأعرب محمد نبيل بنعبد الله، الذي كانت تقاطعه زغاريد نسوة الأطلس الشامخات، عن امتنانه لمناضلي حزب التقدم والاشتراكية بالمنطقة وفي مقدمتهم رئيس الجماعة القروية أكوديم انمزي الرفيق حدو بويزكارن الذي اعتبره “نموذج المناضل الحزبي والمسؤول الجماعي الذي يدبر الشأن المحلي ويضطلع بقضايا الساكنة عن قرب”، مضيفا أن “الفطرة جعلت، على الدوام، المواطن الأمازيغي مرفوع الرأس، رافضا لكل أنواع التسلط والتحكم”.
 في السياق ذاته، قال الأمين العام لحزب الكتاب، “إن حضوركم في اللقاء الحاشد، هو دليل على ثقتكم في مناضلي حزب التقدم والاشتراكية، وأن هذه الثقة هي تجسيد لاختياركم لناس المعقول الذين يعرفونكم وتعرفونهم جيدا، تحكمهم نفس الرغبة التي تحكمكم، وهي تحرير الإقليم من الطاغوت والذين يسيطرون على هذا الإقليم ويعتبرونه في حكم الشيء الذي يورث ويباع ويشترى”،
وأضاف المسؤول السياسي أن عهد قمع الحريات انتهى اليوم، لكن التحكم، بحسبه، لم ينته، ولن ينته إلا بإقرار العدالة الاجتماعية والمجالية، وأنتم، يقول بنعبد الله بـ “حضوركم الوازن والمكثف، تبعثون رسالة قوية من أعالي جبال الأطلس إلى العاصمة الرباط، مفادها أن تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية لن يكون إلا بإقرار حقوق المناطق الجبلية والقروية”.
وخلال هذا اللقاء الذي أداره الرفيق منهو مهدي الكاتب المحلي للحزب، أكد الرفيق حدو بويزكارن رئيس الجماعة القرية لأكوديم، على أن هذا اللقاء الذي وصفه بـ “التاريخي” هو تجديد للعهد مع حزب التقدم والاشتراكية ومع ساكنة هذه المناطق الجبلية، المعروفة بصمودها ونضالها في سبيل الكرامة والحرية، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية الذي أنجب رجالات من أمثال الراحل علي يعته والراحل عبد الله العياشي، والمناضل إسماعيل العلوي ورجل المرحلة بامتياز محمد نبيل بعبد الله، كرس نفسه في المشهد السياسي المغربي مدافعا عن قضايا الشعب والوطن وعن قضايا حقوق الإنسان وقضايا العمال والفلاحين والفقراء من سكان المدن والقرى والجبال، وظل حزبا صامدا رغم المناورات الدنيئة، التي كانت تحاك ضده.
وأضاف حدو بويزكارن أن حزب التقدم والاشتراكية بات يشكل اليوم، عنصرا أساسيا في المعادلة السياسية بالمغرب، وأصبح يشكل رقما جوهريا يصعب تجاوزه، مبرزا مصداقية نسائه ورجالاته، وفي مقدمتهم وزراؤه في الحكومة الحالية الذين أبانوا عن كثير من نكران الذات في الدفاع عن قضايا المواطنين وعن مصالح الطبقات الشعبية سواء في المدن أو في القرى والجبال.
وجدد رئيس جماعة أكوديم تأكيده على أن مناضلي حزب التقدم والاشتراكية بالمنطقة، وبإقليم ميدلت عموما، سيظلون صامدين في وجه الإقطاعيين من مصاصي دماء الفقراء الذين يمارسون ما وصفه بـ “الإرهاب الاقتصادي” على ضعاف هذا الوطن.
من جانبه، أكد الرفيق محمد أمزوزي، الكاتب الأول للفرع الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بميدلت، على أن تواجد الأمين العام محمد نببل بنعبد الله في هذه المنطقة، هو دليل على مفهوم الالتزام الحزبي الذي يميز مناضلي حزب التقدم والاشتراكية، الذين يمارسون السياسة بأخلاق، ويتعاطون عن قرب مع قضايا ومشاكل المواطنين أينما وجدوا، مبرزا الأدوار التأطيرية التي يضطلع بها مناضلو ومناضلات الفرع الإقليمي للحزب على مختلف المستويات وبمختلف الجماعات الترابية التابعة لإقليم ميدلت.
وبعد الكلمة التي ألقاها عبد الله المزود عضو اللجنة المركزية للحزب والتي رحب فيها بالأمين العام الذي أصر على أن يكون حاضرا بنفسه إلى جانب ساكنة جبال الأطلس بأكوديم، بسط الكاتب الأول للفرع المحلي الرفيق بنكونا مولاي أحفيظ، خصائص إقليم ميدلت الذي يعتبر إقليما جديدا، أنشئ سنة 2009 عقب الزيارة الملكية للمنطقة.
وهكذا أوضح بنكونا مولاي أحفيظ، أن هذا الإقليم يتوفر على جماعتين حضريتين و27 جماعة قروية، ويقع على مساحة تقدر بـ 13121 كلم مربع، ويتوفر على بنية تحتية لا بأس بها لكنها غير كافية. فعلى المستوى الصحي، يضيف المتحدث، يتوفر الإقليم على مستشفى واحد يضم 98 سريرا، و53 مركزا صحيا، ومختبرين للتحاليل الطبيبة، واحد تابع للقطاع العمومي، وآخر للقطاع الخصوصي.
وفي الجانب المتعلق بالتعليم، ذكر كاتب الفرع المحلي بنكونا مولاي حفيظ أن الإقليم يتوفر على 107 مؤسسة للتعليم الأولي ومثلها في التعليم الابتدائي و14 إعدادية وثانوية واحدة، مشيرا في الوقت ذاته إلى المؤهلات الفلاحية والسياحية التي يتوفر عليها الإقليم والتي يتعين النهوض بها ودعمها من أجل تحقيق تنمية مستدامة تراعي خصوصية ساكنة الإقليم التي يغلب عليها الطابع الجبلي.
وحضر هذا اللقاء التواصلي الحاشد، إلى جانب أعيان وشيوخ قبائل أيت موسى أوعثمان بأكوديم، وأيت فضولي بجماعة تونفيت، وأيت عمر بأنفكو، وفاعليات المجتمع المدني، والمستشارين الجماعين، رفاق ومناضلو حزب التقدم والاشتراكية بتونفيت، وبومية، وميدلت، والريش، وكرامة، والرشيدية، وتنغير، بالإضافة إلى أعضاء اللجنة المركزية للحزب بأزرو، ومكناس، وفاس، كما حضر إلى جانب الأمين العام أعضاء الديوان السياسي كريم نايت الحو، ومصطفى عديشان، وعبد السلام البقالي، وعدي الساجري المستشار البرلماني باسم حزب التقدم والاشتراكية بمجلس المستشارين وعضو مجلس جهة درعة تافلالت.   
كما تميز هذا اللقاء التواصلي الحاشد الذي قدم فيه رئيس الجماعة القروية لأكوديم هدية للأمين العام نبيل بنعبد الله، وهي عبارة عن برنوس/ سلهام أمازيغي، ببعض الفقرات الفنية التي هي عبارة عن أشعار أمازيغية  أداها “إنشادن” الذين أبدعوا في التطرق لموضوعات مليئة بالوقائع التاريخية والقيم الإنسانية النبيلة وقضايا الهوية والوطن وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية وما عرفته من تطورات في الآونة الأخيرة بعد انزلاقات الأمين العام الأممي بان كي مون، مما يدل على أن الشاعر الأمازيغي له القدرة الإبداعية والأدبية على مواكبة كل المستجدات التي تحفل بها الساحة الوطنية وفي جميع المجالات ويسوقها في قالب شعري يتميز بالروعة في النظم والإبداع.  

محمد حجيوي  

تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top