التقدم والاشتراكية ينظر بالكثير من التفاؤل والأمل أن يكون طريق الحرير الجديد حاملا لقيم التعاون والتآزر والتآخي

قال سعيد البقالي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، مسؤول العلاقات الخارجية، إن مبادرة الحضارة العالمية ستشكل فرصة كبيرة لزيادة التعاون التقني والتقاسم العلمي والتبادل التجاري والفكري والثقافي بين الصين والبلدان العربية.

وتابع البقالي، خلال تدخله في ندوة حول تاريخ ومستقبل التبادل بين الحضارتين العربية والصينية المنظمة، في إطار فعاليات الدورة الرابعة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، بالصين، أن هناك حاجة لتتم أجرأة هذه المبادرة من خلال تكثيف التواصل وتبادل الآراء حول سبل تفعيلها من خلال مشاريع وبرامج مشتركة.

وزاد البقالي أن من شأن هذه المبادرة أن تكون الأحزاب السياسية العربية خصوصا تلك التي تنتصر للإنسان وكرامته وقيمته، والتي تحمل مشاريع مجتمعية تتمحور أساسا على الانسان وتهتم بكل متطلباته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والايكولوجية والروحية والحضارية، “لكون هذه الأحزاب هي القادرة على تنفيذ وأجرأة أي سياسة تنموية تستهدف الرقي بالإنسان والمجتمع والطبيعة على حد سواء، نظرا لتملكها لآليات التحليل العلمي والتخطيط الاستراتيجي والرؤية الشمولية التي تمكنها من استشراف المستقبل وبناء الثقة لدى المواطنين وتعزيز الشعور بالانتماء والكرامة والأمان والإنصاف والمساواة”، وفق تعبيره.

وحول شعار الدورة الرابعة للمؤتمر “التبادل بين الحضارة الصينية والحضارة العربية، من طريق الحرير القديم إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد”، أكد عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية أن هذا الشعار يعد شعارا حاملا لدلالة ومكثف لمعنى، “لأنه بكل بساطة يحفزنا على استثمار رصيدنا الحضاري الغني والمتنوع، وزخم تاريخنا المشترك في ترسيخ الثقة المتبادلة بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية”، يقول المتحدث.

وأردف مسؤول العلاقات الخارجية بحزب “الكتاب” “عندما نقول من طريق الحرير القديم إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد عمليا نكون في قلب تفاعل منتج امتد لعشرات القرون بين الصين والمنطقة العربية، فطريق الحرير لم تكن مجرد طريق لتبادل المنافع والبضائع والخيرات بين هذين العالمين المتباعدين جغرافيا والمنتميان إلى هذا الذي يسمى اليوم في إطار التقسيمات الجغرافية بشرق العالم”.

وبعدما ذكر بالعلاقة بين الحضارة الصينية والعربية وتاريخها العريق الممتد عبر قرون من الزمن، وكذا العلاقة الخاصة بين الصين والمغرب، لفت البقالي إلى ضرورة استحضار رمزية أن تكون مدينة طنجة هي الحاضنة لتفعيل المشترك الاقتصادي بين الصين والمغرب والاتفاقيات المبرمة بين الجانبين سنة 2016.

وشدد البقالي، في هذا السياق، على أن مدينة طنجة مسقط رأس ابن بطوطة، تشكل نقطة العبور الجوهرية في الجسر الذهبي الذي يشيده المغرب في إطار طريق الحرير الجديد بين الصين وإفريقيا.

وقال البقالي “إننا من داخل حزب التقدم والاشتراكية، الوريث الشرعي والامتداد التنظيمي للحزب الشيوعي المغربي، ننظر بالكثير من التفاؤل والأمل أن يكون طريق الحرير الجديد المار من المغرب، ليس فقط مجالا للتبادلات التجارية والتقنية ولكن أيضا حاملا لقيم التعاون والتآزر والتآخي ولأهداف مبادرة الرئيس شي جي بينغ في بناء حضارة عالمية للعصر الجديد، قوامها الانفتاح والتسامح عبر التبادل والحوار وتقدير التنوع الثقافي واحترام سيادة الدول واستقلالية قراراتها ووحدتها الترابية”.

وأضاف المتحدث أن “كل ذلك في سبيل خلق ثورة حضارية عالمية من التنمية المشتركة والعادلة، تتخطى بالبشرية مطب العولمة ذات النمط الغربي الإمبريالي والمبني على أحادية القطبية وتفوق مكون حضاري على باقي المكونات الحضارية، واستغلال خيرات الأمم واحتكارها في ظل نظام رأسمالي نيو ليبرالي متوحش يعمل على استنزاف مقدرات الشعوب ويحط من كرامة الإنسان واحتقار آدميته”.

وشدد البقالي على أن الحزب الشيوعي الصيني يمكنه أن يلعب أدوارا مهمة فيما يتعلق بالمنطقة العربية بشكل خاص والعالم بشكل عام، إذ على الحزب، وفق تعبير المتحدث، “أن يكثف من جهوده الدبلوماسية، لجعل المنطقة العربية أكثر استقرارا، مشيرا إلى أن ذلك ما تمت ملامسته وملاحظته خلال هذه السنة.

ويرى البقالي على أن من شأن هذه الجهود أن تجعل المنطقة تدخل في فصل جديد من المصالحة والحياة السلمية، بهدف توحيد الصف العربي لمجابهة غطرسة المحتل الصهيوني وسياسة التقتيل والتهجير التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني الشقيق المكافح.

كما يرى البقالي أنه بإمكان الحزب الشيوعي الصيني أن يضاعف جهوده الاقتصادية والاجتماعية للمساهمة في تنمية المنطقة العربية، من خلال حثه لبنك التنمية الصيني وبنك الصين للاستيراد والتصدير على المساهمة أكثر في تمويل المشاريع في الدول ذات الموارد المحدودة، بفوائدها المعهودة الصفرية أو القريبة من الصفر، مشيرا إلى أن مثل هذه المبادرات هي الكفيلة بتجاوز “السياسات المدمرة للمؤسسة المالية المتوحشة كالبنك الدولي وصندوق النقد العالمي التي عملت على مدار أزيد من سبعة عقود من استنزاف خيرات شعوبنا وأرهقتها بالديون وكبلت عجلة التنمية بالمنطقة والعالم بأسره”، وفق تعبيره.

توفيق أمزيان

Related posts

Top