أشرف محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، صباح أول أمس السبت بمدينة تمارة، على إعطاء الانطلاقة الفعلية للحملة الانتخابية لتشريعيات أكتوبر المقبل، والتي يخوضها حزب الكتاب تحت شعار “المعقول”.
وقد حرص الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، الذي كان مرفوقا بإسماعيل العلوي رئيس مجلس رئاسة حزب التقدم الاشتراكية، وأعضاء الديوان السياسي، وجميع وزراء الحزب، بالإضافة إلى وكيل اللائحة زهير الزمزمي بتمارة، على توجيه خطاب واضح، وصريح في الوقت ذاته، يمتح من القاموس السياسي والفكري لمدرسة حزب “المعقول”، خطاب قال بنعبد الله “إنه ينسحب على الدوائر الـ 90 على امتداد التراب الوطني من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، في القرى كما في المدن التي يتواجد بها حزب التقدم والاشتراكية الذي يخوض هذه الحملة بثقة تامة، وبثبات على المواقف، وبنفس المرجعية وبنفس اللون الفكري والسياسي الذي يميزه منذ أزيد من 73 سنة”.
وأوضح محمد نبيل بنعبد الله، وسط حضور وحماس قوي لمناضلاته ومناضليه، بالدائرة الانتخابية الصخيرات تمارة، أن حزب التقدم والاشتراكية، وإن كان قد تطور على المستوى النوعي والكمي، فإنه استطاع أن يحافظ على كنهه، ثابتا على المبدأ، وفيا لكل تعهداته والتزاماته، مستدلا على ذلك برصيد الخمس سنوات الأخيرة من التجربة الحكومية الحالية التي شارك فيها، والتي ظل خلالها، ثابتا على مواقفه، لم يغيرها، رغم أن ذلك الثبات فرض عليه الكثير من التضحيات، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية، بمواقفه وتوجهاته، حريص على الوفاء للوطن حتى النخاع، مناضلا من أجل المصلحة العامة للوطن والشعب.
وأضاف بنعبد الله أن حزب الكتاب أظهر بما لا يدع مجالا للشك، أنه حزب العدالة الاجتماعية، وأن الرصيد الذي تحقق في كل القطاعات التي أشرف عليها وزراؤه، في الثقافة أو الماء أو الصحة أو السكن أو التشغيل، هو رصيد مشرف، ومبعث على الاعتزاز لكل مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية، الحابل بنساء ورجال متشبعين بـ “المعقول” وحريصين على الوفاء لكل مقومات هذا الوطن العزيز.
وشدد نبيل بنعبد الله على أن حزب التقدم والاشتراكية، الحريص على الدفاع عن دستور المملكة، سيظل مدافعا على مبدأ راسخ في خطابه السياسي، وهو ضرورة بناء الدولة الوطنية الديمقراطية، التي قال إنها “الدولة التي تنعم بالديمقراطية الحقيقية على المستوى السياسي، وتتيح مشاركة فعلية للمواطنين، دولة المؤسسات بصلاحيات واضحة كما ينص على ذلك الدستور”، مضيفا أن الدولة الوطنية الديمقراطية، هي الدولة التي تتوفر على سلطة تنفيذية فعلية للحكومة، وعلى سلطة تشريعية فعلية وواسعة للبرلمان، وعلى قضاء مستقل، دولة تكون فيها أحزاب سياسية مستقلة في قرارها، تتحالف مع من تشاء بحرية، وتحظى بثقة المواطنين. الدولة الوطنية الديمقراطية التي يؤمن ويناضل من أجلها حزب التقدم والاشتراكية، منذ أن وجد ولم يتزحزح عنها قيد أنملة، هي بحسب أمينه العام، الدولة التي تضمن الحريات الجماعية والفردية وحقوق الانسان والمساواة بين النساء والرجال، وهي أيضا، الدولة التي تتوفر على اقتصاد قوي وقدرة على انتاج الخيرات، وقادرة على أن تعلب دورا محوريا في تسيير الاقتصاد الوطني من أجل تنمية قدرات البلاد على كل المستويات.
وأورد محمد نبيبل بنعبد الله، أن حزب التقدم والاشتراكية عندما يناضل من أجل بناء الدولة الوطنية الديمقراطية، فهو بالضرورة يناضل من أجل دولة العدالة الاجتماعية التي ينعم فيها المواطنون والمواطنات بخيرات بلدهم بشكل متساوي، وتوفر للجميع نفس الحظوظ انطلاقا من التعليم والصحة والسكن ومختلف القطاعات الاجتماعية الأخرى.
وبلغة القيادي الواثق، خاطب الأمين العام لحزب “المعقول” عموم مناضلاته ومناضليه، بالتوجه للمواطنين برأس مرفوع طيلة هذه الحملة الانتخابية، وبعد انتهائها، لأن المسار طويل وأن المعركة كما يقول “لن تنتهي عند محطة السابع من أكتوبر، على الرغم من أهميتها ومن كونها أساسية وحاسمة في تثبيت المسار الديمقراطي ببلادنا” مشيرا إلى أنه ليس هناك ما يخجلون منه، وأن كل التجارب التي شارك فيها حزب التقدم والاشتراكية، بدءا من حكومة التناوب التوافقي إلى اليوم، كان وزراء الحزب في الموعد، سواء عندما كان إسماعيل العلوي يسير قطاع التعليم، أو كان وزراء الحزب يشرفون على قطاعات أخرى مهمة كالمرأة، والبحث العلمي، والاتصال، والصحة، والسكن، والثقافة، والتشغيل، والماء، فالحصيلة إيجابية، يلمسها المواطنون والمواطنات..
وأضاف بنعبد الله أن هذا الرصيد الإيجابي، يحفز مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية لخوض غمار هذه الحملة الانتخابية بثقة كبيرة، لأنهم ينتمون إلى حزب كبير، يحظى بالاحترام وينظر إليه على أنه بالفعل حزب “المعقول” وأنه سيخرج منتصرا وأقوى بعد هذه المعركة الانتخابية.
بعد ذلك، جابت حملة “الكتاب” التي تقدمها الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله وإسماعيل العلوي ووزراء الحزب في الصحة الحسين الوردي وفي الثقافة محمد الأمين الصبيحي وفي الماء شرفات أفيلال وفي التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، ووكيل وأعضاء اللائحة المحلية لدائرة الصخيرات تمارة ووكيل لائحة الشباب جمال كريمي بنشقرون، وقياديين ومناضلين على المستوى المحلي، (جابت حملة الكتاب) شارع طارق بن زياد وشارع مولاي علي الشريف انتهاء بشارع إدريس الأول، في لقاء مباشر مع ساكنة تمارة التي أثنى العديد منهم ممن التقتهم بيان اليوم على وزراء حزب التقدم والاشتراكية وعلى وضوحه في الموافق، وعبروا عن رغبتهم في دعم ومساندة لوائح “المعقول”.
هذه الخرجة لقيادة حزب التقدم والاشتراكية، للقاء المباشر مع المواطنين، وبٍرأس مرفوع، كما قال الأمين العام، شكلت مناسبة لشرح ما يقترحه الحزب في برنامجه الانتخابي الذي يتميز بالجرأة في الطرح وبالواقعية في الالتزام.
وقد خصص حزب التقدم والاشتراكية، مجموعة من الأدوات والأساليب الجديدة، التي سيعتمدها في حملته الانتخابية التي ستمتد إلى غاية يوم 6 أكتوبر المقبل، وفي مقدمتها إحداث صفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، للتفاعل مع عموم المواطنين والمواطنات، رواد هذه المواقع التي باتت تستقطب شرائح واسعة من الشباب الذي زاد وعيه بأهمية المشاركة السياسية، وبات يتابع كل صغيرة أو كبيرة، تهم الشأن العام الوطني عبر هذه المواقع. هذا فضلا عن مختلف الدعامات التواصلية الورقية والسمعية البصرية والإلكترونية.. بالإضافة إلى برمجة رزنامة من التجمعات واللقاءات والزيارات لعدد من المناطق عبر عموم التراب الوطني..
ولذا فإن حزب التقدم والاشتراكية، يراهن، منذ زمان، على قوة شبابه من مناضلي ومناضلات منظماته الموازية وفي مقدمتها الشبيبة الاشتراكية ومنظمة الطلائع أطفال المغرب والكشاف الجوال ومنتدى المناصفة والمساواة، ويدرك، حزب التقدميين المغاربة، بشكل إيجابي أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في حملاته الانتخابية بالموازاة مع التواجد الفعلي للمناضلين والمناضلات على أرض الواقع إلى جانب عموم المواطنين والمواطنات يضطلعون بتأطيرهم ويترافعون عن قضاياهم وانشغالاتهم الحقيقية.
محمد حجيوي تصوير: مكاو عقيل