الأنماط الحياتية لكورونا تسببت في زيادة معدلات السمنة ومخاطرها على الصحة

الظروف التي رافقت جائحة كورونا خلال أزيد من سنتين، وما فرضته من حظر وملازمة للبيوت لفترات محددة، أجبرت الأسر على تغيير نمط حياتها وغذائها. فهناك من استفاد فعلا من هذه التجربة من خلال تحسين طريقة عيشه وتناول الطعام بطريقة عشوائية وغير منظمة مع عدم ممارسة أي مجهود بدني.

غياب المجهود البدني، حال دون حرق الدهون والسكر، وبالتالي تكدست هذه الدهون خلال فترة الجائحة، فضلا عن انقطاع الناس عن ممارسة الرياضة بسبب إغلاق النوادي الرياضية لأكثر من عام ونصف.

ويعزى ارتفاع معدلات السمنة أيضا لانشغال الناس بالأكل طوال الوقت وتطبيقات المأكولات التي غزت مواقع التواصل خلال الجائحة، خصوصا تلك التي تحتوي على سعرات حرارية عالية.

ولعل قيام الكثيرين بممارسة العادات الغذائية السلبية كتناول الأطعمة أمام التلفاز واختلاف ساعات النوم والتهافت الكبير للناس على السلع الغذائية؛ مؤشر واضح إلى أننا سنواجه ارتفاعا بمعدلات السمنة بعد الانتهاء من جائحة كورونا.

من جانب آخر يرتبط ارتفاع معدلات السمنة أيضا بالعامل النفسي، حيث تلعب الحالة المزاجية والنفسية للشخص دورا كبيرا في زيادة الإقبال على تناول الأطعمة.

وينصح الأطباء بضرورة التوجه لاتباع نظام غذائي صحي ومحاولة السيطرة على الخوف لأنه ينعكس بشكل مباشر على نفسية الإنسان.

كما ينصح بضرورة اتباع نظام حياة صحية وممارسة الرياضة واعتماد برنامج غذائي متوازن والابتعاد عن الأطعمة الجاهزة والتي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكريات.

 توصيات ودراسات دولية

واتفقــت منظمــة الصحــة العالميــة والــدول الأعضــاء علـى تحقيـق انخفـاض نسـبي بمقـدار 03% فـي متوسـط مدخــول ســكان العالــم مــن الملح/الصوديــوم بحلــول العــام 2025؛ موصية السلطات لصحية في الدول الأعضاء بالحــد مــن محتــوى الملــح فــي الخبــز ومنتجــات الألبــان والمخللات.

كما تظهر الأرقام أن حوالـي 61% يعانـون مـن زيـادة الـوزن، وأن نصـف هـؤلاء (31%) يعانـون مـن السـمنة، فيما كانـت معـدلات السـمنة أعلـى بكثيـر بين النسـاء مقارنة بالرجـال (40% و24% علـى التوالـي).

إلى ذلك توصلت دراسة جديدة نشرت في “The Daily Mail” إلى أن الإصابة بالسمنة في منتصف العمر، قد تؤدي إلى تقصير عمر الإنسان بما يقارب خمس سنوات.

ووجد العلماء الذين تابعوا ما يقارب 30 ألف شخص لمدة تصل إلى 50 عاما أن أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي توفوا عن عمر 82.3 في المتوسط، أما الأشخاص الذين كانوا يعانون من السمنة، والتي تم تعريفها على أنها تحتوي على مؤشر كتلة الجسم (BMI) أكثر من 40، فعاشوا 77.7 فقط وفق نفس الدراسة.

وتابع باحثون من جامعة نورث وسترن في شيكاغو النتائج حيث خلصت الدراسة إلى أنه بعيدا عن الأسباب الرئيسية للموت فالأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ظهرت لديهم أمراض مرافقة للسمنة كانت سببا رئيسيا للموت ويميلون إلى العيش سنوات أطول في صحة أقل من الأشخاص أصحاب الوزن الطبيعي.

ونشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في مجلة “JAMA Network Open”. ووجد الباحثون أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والوزن الزائد لديهم عدد أكبر من سنوات الإصابة بالأمراض، وهي السنوات التي عاشوها في حالة صحية سيئة.

كما وجد البحث أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة يعيشون أكثر من 10 سنوات في حالة صحية سيئة، مقارنة بالذين يعانون من زيادة الوزن حيث يعيشون 7 سنوات في حالة مرضية، بينما يعاني بعض الأشخاص الذين لديهم وزن صحي من المرض لمدة 6 سنوات.

وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة، يدفعون مصروفا سنويا أعلى بكثير ممن لديهم وزن صحي.

وقالت كبيرة الباحثين الدكتورة سعدية خان: “إن النتائج أظهرت تأثير السمنة على صحة الأفراد وحياتهم، وكذلك التكلفة التراكمية لوباء السمنة على المجتمع”.

وأضافت خان: “هناك حاجة ماسة إلى الموارد والاستراتيجيات على مستوى الأفراد والسكان لمواجهة التحدي المتزايد للصحة العامة المتمثل في زيادة الوزن في سياق شيخوخة السكان”.

وأشارت الدراسة التي نشرت إلى أن مؤشر كتلة الجسم لا يستخدم لتشخيص السمنة، لأن الأشخاص ذوي العضلات يمكن أن يكون مؤشر كتلة الجسم لديهم مرتفعا دون أن يكونوا بدينين.

وتوصي منظمة الصحة العالمية الدول الأعضاء بتغييـر السياسـات واتخـاذ الإجـراءات الضرورية من أجل الحد من انتشار السمنة وآثارها الصحية، فضلا عن وضـع قوانيـن مـن القطـاع الصحـي والمؤسسـات والقطاعـات الحكوميـة وغيـر الحكوميـة والمنظمـات التطوعيـة للوقايـة مـن هـذه الأمـراض وعوامـل الخطـورة المسـببة لهـا.

Related posts

Top