لم تكد تمضي ساعات قليلة على تقديم الاتحاد الإسباني لكرة القدم اعتذاره عن “السلوك غير المقبول أبدا” لرئيسه الموقوف لويس روبياليس، حتى أعلن إقالة مدرب المنتخب الوطني للسيدات خورخي فيلدا من منصبه على خلفية الأحداث التي رافقت الفوز بكأس العالم.
وأشار الاتحاد في بيان الثلاثاء إلى “الانفصال عن خورخي فيلدا كمدير رياضي ومدرب للمنتخب الوطني للسيدات”، وهي إقالة تم تقديمها على أنها “واحدة من أولى إجراءات إعادة الهيكلة” لسلطات كرة القدم الإسبانية التي سقطت في حالة من الفوضى.
ولم يتأخر الاتحاد الاسباني للإعلان عن تعيين مونتسي توميه (41 عاما) المدربة المساعدة السابقة لفيلدا أول مدربة على الإطلاق للمنتخب الوطني للسيدات.
وقال في بيان “عين الاتحاد الإسباني لكرة القدم مونتسي توميه مدربة للمنتخب الوطني للسيدات، وستكون أول امرأة تتولى هذا المنصب في إسبانيا”.
وارتدت لاعبة خط الوسط السابقة قميص منتخب إسبانيا للسيدات، في حين لعبت موسمها الأخير مع نادي أوفييدو موديرنو في الدرجة الثانية (2012-2013)، وسبق لها أن دافعت عن ناديي ليفانتي وبرشلونة في الدرجة الأولى، وفازت بالبطولة مع الفريقين كليهما.
وأثار رئيس الاتحاد الإسباني البالغ من العمر 46 عاما غضبا عالميا عندما قبل لاعبة خط الوسط الإسبانية جيني هيرموسو خلال حفل التتويج بعد فوز إسبانيا على إنجلترا 1-0 في المباراة النهائية في سيدني في 20 غشت.
وكان فيلدا (42 عاما) أشاد بالخطاب الذي رفض فيه روبياليس الاستقالة من منصبه وانتقد “النسوية الكاذبة”، قبل أن يتراجع خطوة وينتقد في وقت لاحق سلوك روبياليس “غير المناسب وغير المقبول”.
وكان منصب مدرب منتخب السيدات فيلدا الذي يشرف على المنتخب الاسباني منذ عام 2015، قد اهتز بالفعل العام الماضي بسبب تمرد غير مسبوق من قبل العديد من لاعباته اللواتي انتقدن المدرب بسبب أساليبه ولم يرغبن في ارتداء قميص المنتخب طالما بقي في منصبه.
ونال فيلدا دعما مطلقا من روبياليس مذاك الحين، ليقود منتخب “لاروخا” للفوز بمونديال السيدات على حساب إنجلترا 1-0.
وأوقف روبياليس من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في 26 غشت عن أي نشاط يتعلق بكرة القدم على المستويين الوطني والدولي لمدة 90 يوما وفتح تحقيقا بحقه.
واعتراضا على ما فعله روبياليس، استقال غالبية الطاقم العامل في المنتخب الاسباني للسيدات، في حين أعلنت لاعبات منتخب “لا روخا” المتوجات بكأس العالم، أنهن لن يلعبن بعد الآن في التشكيلة طالما لم تتغير قيادة الاتحاد.
وفي رسالة موقعة من رئيسه المؤقت بيدرو روشا، قدم الاتحاد الإسباني “أخلص اعتذاراته.. عن السلوك غير المقبول على الإطلاق من أعلى ممثل مؤسسي له خلال نهائي كأس العالم للسيدات 2023 وفي اللحظات التي تلت ذلك”.
وقال في بيان قدم فيه اعتذاره إلى (فيفا) والاتحاد الأوروبي لكرة القدم “الضرر الذي لحق بكرة القدم الإسبانية والرياضة الإسبانية والمجتمع الإسباني وقيم كرة القدم والرياضة ككل كان هائلا، وخصوص ا المنتخب الوطني للسيدات”.
وأكد الاتحاد أن تصريحات روبياليس بعد الحادثة “غير لائقة ولا معنى لها” و”ليست (موقف) الاتحاد الإسباني لكرة القدم” الذي كان “حزينا ومحرجا” بسبب الحرج الذي تسبب به.
وتابع “تصرفات روبياليس لا تمثل القيم التي يدافع عنها الاتحاد الإسباني… ويجب أن تنسب إليه وحده وحصريا، لأنه المسؤول الوحيد عن أفعاله أمام المجتمع، وأمام الهيئات الرياضية، وإذا المعمول بها أمام المحاكم”.
وقال الاتحاد المحلي للعبة إنه فتح تحقيقا في أفعاله من أجل “ضمان عدم تكرار مثل هذا السلوك”.
كما التزم بإجراء “مراجعة شاملة لجميع سياسات وإجراءات الاتحاد”.
وكان روبياليس قال أمام الجمعية العمومية الاستثنائية للاتحاد الإسباني إنه لا ينبغي أن يستقيل “بسبب قبلة صغيرة حصلت بالتراضي”، منتقدا ما أطلق عليه “النسوية الزائفة”، في حين أكدت هيرموسو أن الأمر لم يكن كذلك، وقد جعلها تشعر وكأنها “ضحية اعتداء”.
كما أدان لاعبو منتخب الرجال “سلوك روبياليس غير المقبول” أمس في بيان مشترك قرأه مهاجم أتلتيكو مدريد ألفارو موراتا أمام وسائل الإعلام.
وقررت المحكمة الرياضية الإسبانية الجمعة فتح تحقيق بحق روبياليس، تزامنا مع الكشف عن توجه الحكومة لمطالبة المحكمة الرياضية بإيقافه.
وسبق للحكومة الإسبانية أن تقدمت قبل أسبوع بشكوى ضد روبياليس عبر المجلس الوطني للرياضة التابع لها، متهمة إياه بارتكاب مخالفات “خطيرة جدا”.