الاكتئاب خلال مرحلة المراهقة يترك آثارا صحية على الجسد

كشفت دراسة حديثة، نشرت نتائجها في دورية (بلوس أون) العلمية، أن الاكتئاب خلال مرحلة المراهقة، لا يؤثر على الحالة المزاجية فقط، بل يترك آثاره مستقبلا على الجسد في صورة اضطرابات في الجهاز الهضمي والتهاب في المفاصل واضطرابات جلدية.
ولرصد العلامات التي تتركها الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب على الجسد، أجرى الفريق العلمي المكون من باحثين بجامعة بازل في سويسرا بالتعاون مع باحثين في جامعة الرور بألمانيا، دراسته على 6483 من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاما في الولايات المتحدة.
ووجد الباحثون، أن الاكتئاب لا يؤثر فقط على التفكير والمزاج؛ بل يرتبط بالإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي والمعدة، والتهاب المفاصل والأمراض الجلدية كظهور بثور على الوجه والجسم.
وقال الباحثون إن دراستهم تمهد الطريق إلي إجراء المزيد من الأبحاث، عن علاقة الأمراض المتعلقة بالصحة القلبية على الجسد، وتذكر بأن الصحة النفسية ترتبط، بشكل وثيق، بصحة الجسد.
وكانت دراسات سابقة كشفت، أن الاكتئاب يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب في المستقبل، وأن علاجه في وقت مبكر، قد يساعد على التقليل من فرص تطوير المرض.
وفي موضوع ذي صلة، أظهرت دراسة أمريكية حديثة أيضا، أجراها باحثون بكلية الطب في جامعة بنسلفانيا الأمريكية، أن ممارسة رياضة التأمل، تعد علاجا فعالا لتخفيف حدة الاكتئاب الشديد، لدى الأشخاص الذين لم يستجيبوا بشكل كامل للعلاجات المضادة للاكتئاب. ووجدت الدراسة، التي نشرت نتائجها، مؤخرا في دورية “الطب النفسي الإكلينيكي”، أن رياضة التأمل ساعدت على تحسين الحالة المزاجية للمشاركين، وخففت مشاعر القلق لديهم، أفضل من مضادات الاكتئاب. ودرس فريق البحث آثار رياضة التأمل على 25 مريضا يعانون من “الاضطراب الاكتئابي”، وهو عبارة عن خليط من الحالات المرضية التي يغلب عليها طابع الحزن والأفكار الانتحارية والشعور بالذنب. وكان المشاركون قد تناولوا مضادات الاكتئاب لأكثر من ثمانية أسابيع، لكنهم لم يستجيبوا بشكل كامل للعلاج، وخضعوا لثماني جلسات تأمل على مدى أسبوعين.
وقال الباحثون إن خطوتهم المقبلة هي إجراء مزيد من البحث على عينة أكبر من البشر، لتقييم تأثير رياضة التأمل على بنية الدماغ ووظيفته، لدى المرضى الذين يعانون من اكتئاب شديد. وكانت دراسات سابقة أثبتت، أن ممارسة التأمل لمدة 25 دقيقة يوميا، على مدار ثلاثة أيام متتالية، تقلل مستويات هرمون “الكورتيزول” المعروف باسم هرمون الإجهاد، وتزيل التوتر والضغط النفسي، كما أنها تقلل من شيخوخة الدماغ، التي تصيب البشر مع التقدم في العمر، ما يؤثر على وظائف الجهاز العصبي المسؤول عن معالجة المعلومات.

Related posts

Top