في آخر خروج إعلامي له رفض مرتضى منصور رئيس مجلس إدارة الزمالك المصري، قبول بعض الشروط التي يمليها جمهور النادي، على الإدارة المسؤولة عن تسيير فارس القلعة البيضاء.
وجاء في تدوينة خاصة، أن مرتضى رفض رفضا قطعيا ما يتداوله جمهور النادي من شروط، منها ضرورة القيام بانتدابات وعقد صفقات، وغيرها مما يضعه المناصرون.
بطبيعة حال، فطريقة رفض مرتضى كما جاء في التدوينة، حملت الكثير من العبارات التي تعود الرأي العام سماعها من الرجل القوي داخل إدارة الزمالك، من قبيل «وأنت مال أمك» و»مال اهلك» و»أنت بتشجع بس» و»ما ليكش دعوة» و»أنت من حقك تفرح باللقب وبس»، وغيرها من العبارات التي تظهر الكثير في الصرامة اتجاه الإملاءات التي أصبح يضعها الجمهور أمام إدارات الأندية.
ما رد عليه رئيس الزمالك بصرامة، أصبحت تعيشه أغلب الأندية الوطنية، خاصة الجماهيرية منها، فهناك لازمة تتردد في كل لحظة وحين، ألا وهي «الانتدابات»، بل هناك من يضعها كشرط مقابل استمرار الرئيس، ومن معه وإلا الرحيل…
صحيح أن للجمهور دور لا تخفى أهميته على أحد، لكن ليس لدرجة فرض شروط في كيفية تسيير ناد ما، والتدخل المباشر في تدبير أمور النادي الداخلية، وممارسة ضغط بطريقة سلبية، تربك حسابات المسير، وتضعه في خانة لا يحسد عليها.
فأمام الضغط الذي يمارس بقوة، وأمام ضعف شخصية أغلب المسيرين – إلا من رحم ربي-، ترتكب أخطاء فادحة، في محاولة لتلبية رأي الشارع، والنتيجة القيام بصفقات على عجل، أغلبها فاشلة تغرق النادي، وسط دوامة الخصاص المالي والأخطاء التقنية، وتراكم ملفات النزاعات…
فهذا الموضوع يحمل الكثير من الأسباب والجوانب المتداخلة، فأول شيء يمكن مناقشته، كيف جاء هذا المسير لمنصب الرئاسة، وما هو «بروفايله»، ومرجعيته وشخصيته، ومن هناك تتفرع باقي الأسباب والمسببات التي تقود إلى الوضعية المتأزمة التي تعيشها حاليا أغلب الأندية الوطنية.
فإذا كان تسيير الأندية واضحا، شفافا، يتصف بالنزاهة، وتواصل جيد، وتدبير للأمور التقنية والإدارية بالاعتماد على الكفاءة والتخصص، فلا نعتقد أن الجمهور سيجد مبررا لمهاجمة المسيرين، واتهامهم وإملاء الشروط عليهم.
صحيح أن هناك من يدعي حب هذا الفريق أو ذاك، إلا أنه في الواقع تحركهم دوافع وأهداف معينة، فإما بحثا عن الاستفادة والمنفعة الشخصية، أو هناك من هو مدفوع لخدمة أجندة خاصة، لكن هذه الفئة قليلة -وإن كانت العدوى بدأت تنتشر-، أمام الانتشار السريع الذي بدأت تساهم فيه وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن فئات واسعة من الجمهور تعبر عن ولائها للنادي فقط، يمكن أن تتفهم وتناقش بهدوء، وتقبل برأي المسير إذا كانت تتوفر الشروط التي ذكرناها.
أما إذا كانت الشكوك تحوم حول هذا الرئيس أو ذاك، وهناك عدم وضوح وتسريب للأخبار من مصادر مختلفة، حول القيام بصفقات في الظلام، وعدم التواصل بشكل جيد، وعدم تقديم الأرقام كما هي، فالأكيد أن ردود الفعل ستكون غاضبة، مبالغة في الاحتقان، تفرض مطالب تبقى تعجيزية…
وفي هذه الحالة، فإن المسير الباحث عن المنفعة الشخصية، يقبل بالشروط التي تملى عليه، بل يجدها مبررا للكسب والاستفادة من الصفقات، لا تهمه الخسائر أو العواقب، أو إغراق النادي في الديون، وفي أغلب الحالات يترك هذا النموذج من المسيرين الجمل بما حمل، يغادر من الباب الخلفي، دون متابعة أو محاسبة…
هذا هو النموذج الذي أصبح طاغيا هذه الأيام، مسيرون متهافتون، غير قادرين عن فرض شخصيتهم ورائهم، يركبون الموجة بحثا عن ربح الوقت، والمنافع الشخصية، وبعد ذلك فليكن الطوفان…
وهذه الصورة التي نشاهدها الآن، فمن يكون المرتضى المغربي؟
>محمد الروحلي