ضمن سلسلة محاضرات “منتدى طنجة الدولي” لجامعة نيو إنجلند بطنجة، يلقي الباحث غابرييل سعيد رينولدز محاضرة تحت عنوان: “حوار القرآن والكتاب المقدس”، وذلك يوم الخميس 20 أبريل 2017 على الساعة السابعة مساء بقاعة المحاضرات التابعة للحرم الجامعي بطنجة.
سيناقش المحاضر في هذا العرض فكرة اعتماد القرآن على معرفة جمهوره للكتاب المقدس بهدف بلورة رسالته الخاصة. وسوف يطرح رينولدز على طاولة النقاش فرضية معرفة القرآن المسبقة بالتقاليد اليهودية والمسيحية، حتى لو قام بتشكيلها بواسطة طرق تتماشى والرسالة اللاهوتية الخاصة به. ويظهر هذا من خلال الاستشهاد بأمثلة، كما هو الأمر بالنسبة إلى إحالات القرآن المرتبطة بقتل الأنبياء، وروايته بخصوص ضيوف إبراهيم، ووصفه للجنة كحديقة في السماء.
وشكلت علاقة القرآن الكريم بالكتاب المقدس موضوعا أثيرا لدى العلماء في كل من العالم الإسلامي والغرب. وفي السياق ذاته، عاد بعض العلماء المسلمين إلى الكتاب المقدس، لإضافة تفاصيل إلى القصص القرآنية، بينما عد آخرون هذا الاقتباس من التقاليد اليهودية والمسيحية خطا أحمر.
وينصب المجال البحثي لغابرييل سعيد رينولدز على دراسة القرآن والعلاقات الإسلامية المسيحية. وهو أستاذ للدراسات الإسلامية واللاهوت في قسم اللاهوت بجامعة (Notre Dame). من أهم مؤلفاته القرآن في محيطه التاريخي…
وتأتي هذه المحاضرة باعتبارها سابع محطة ضمن السنة الأكاديمية لـ “منتدى طنجة الدولي”، بعد المحطات الستة الأولى التي تناولت بالدرس والتحليل: “ميلاد التوحيدية”، و”التنوير في عالم مضطرب” التي وقفت عند قدرة دروس التنوير في حل بعض التحديات الكبرى العالقة اليوم، و”الثورة الأمريكية والنظام العالمي الجديد” وهدفت إلى تبيان مدى نجاح الآباء المؤسسين لأمريكا في التوفيق بين المصالح المتنافسة لحكم الأغلبية والحرية الفردية، و”تطرف الاعتدال” ورامت هذه المحطة الفكرية إلى إبراز مدى إسهام الأخلاقيين الفرنسيين في مجال نشر المزيد من الاعتدال في خطاباتنا، و”ماضي العرب ومستقبلهم” التي عالجت ذلك الإحساس بعدم الارتياح في العالم العربي وإمكانية الاستفادة من دروس التاريخ الحديث بوصفه أساسا لاستشراف مستقبل أفضل، و”إرث داروين” التي ناقشت صراعات داروين الخاصة للتصالح مع الآثار الاجتماعية لنظريته ودعت للتأمل في مسار حياته وأفكاره والتأثير الدائم الذي أحدثثه نظريته، بوصفها ركيزة لفكرة النشوء والارتقاء الحديثة التي تعد الآن المفهوم الموحد لعلوم الحياة..
ويبلغ “منتدى طنجة الدولي” ذروته بمحاضرة رفيعة المستوى قريبا. وفيها سيستضيف السيناتور السابق “لماين جورج ميتشل”. وهو رجل سياسة ساهم في صياغة اتفاقية السلام بإيرلندا الشمالية عام 1998. كما شغل منصب المبعوث الخاص للرئيس أوباما لعملية السلام العربية الإسرائيلية، خلال الفترة الممتدة بين 2009 و2011. وسوف يقدم ميتشل خلال محاضرته المرتقبة رؤاه واستشرافاته المستقبلية عن احتمالات السلام في الشرق الأوسط.
يشار أن “منتدى طنجة الدولي” أسسه المفكر والأكاديمي المغربي الأمريكي أنور مجيد برحاب جامعة نيو إنجلند من أجل الاستفادة من الإرث الألفي لمدينة طنجة، بوصفها مدينة ساحلية تلتقي فيها الأفكار في حركة دائمة، لتشجيع الحوار والدراسة النقدية للقضايا الملحة التي تواجه المجتمع الدولي. فهنا يقدم مفكرون من الولايات المتحدة الأمريكية، والمغرب، وأوروبا، ومن كل أنحاء العالم محاضرات وندوات لتسليط الضوء على قضايا معينة أو لتقديم رؤى جديدة عن التاريخ والثقافات. وهي أمور لا غنى عنها لفهم أفضل للظروف التي تمر بها البشرية اليوم. وتقام هذه المحاضرات واللقاءات في قاعة محاضرات الجامعة، وهي متاحة للجمهور، كما يتم بثها مباشرة (مع الترجمة) في جميع أنحاء العالم.
أما جامعة نيو إنجلند (University of New England) فتعد أكبر جامعة خاصة في ولاية ماين بالولايات المتحدة الأمريكية. وهي توفر العشرات من البرامج الجامعية والدراسات العليا والشهادات المهنية. كما أنها الوحيدة في الولاية التي تحتضن كليات للطب وطب الأسنان، بفضل مدن جامعية مفتوحة على السواحل في بورتلاند وبيدفورد، بولاية ماين، وطنجة بالمغرب. تجذب جامعة نيو إنجلند العلماء والباحثين المعترف بكفاءاتهم على المستوى الدولي في المجالات العلمية، والصحة، والطب، والعلوم الإنسانية. كما أنها تنتمي إلى مجموعة مختارة من المؤسسات الأكاديمية التي تهدف إلى التربية والتثقيف في مجال الصحة بما في ذلك الطب، والصيدلة، وطب الأسنان، والتمريض، ومجموعة من المهن الطبية الموازية…
طنجة – بيان اليوم