التراث الشعبي الإماراتي

عادل غرباوي
قال راشد أحمد راشد المزروعي باحث في التراث الشعبي الإماراتي، إن التراث الشعبي هو مجموع العادات والتقاليد والقيم والفنون والحرف والمهارات وشتى المهارات الشعبية التي أبدعها وصاغها المجتمع عبر تجاربه الطويلة والتي يتداولها أفراده بطريقة عفوية ويلتزمون بها في سلوكاتهم ومعاملاتهم.
وأضاف المزروعي في لقاء عقد بقاعة محمد العربي المساري، أن هناك بعض المصطلحات التي تعبر عن هذا التراث الشعبي مثل، الفولكلور، والموروث الشعبي وكلها تندرج تحت مصطلح التراث الشعبي، موضحا، أن دولة الإمارات العربية المتحدة لها مجال الأدب الشعبي والذي يشمل الشعر الشعبي الكتابات الشعبية الحكايات العادات والتقاليد والأمثال الشعبية.
وأشار في نفس اللقاء، إلى أن الأدب الشعبي هو كل الفنون المتوارثة سواء في المعاصر أو الحاضر مثل الأشعار الشعبية والحكايات الشعبية والخرافات والسير الشعبية والأمثال والحكم والمعتقدات، مفسرا أن الشعر الشعبي أو ما يصطلح عليه “المحكية” يعتبر الأكثر انتشارا بين أفراد المجتمع الإماراتي، حيث يضم عديد الأنواع من قبيل القصيدة العمودية أو العادية والتغرودة وهي قصيدة لا تتعدى أبياتها العشر ويشترط فيها وحدة الموضوع والقافية، وهي تقال على ظهر الإبل حيث تساعد الناقة على المشي السريع.
وأردف الباحث في التراث الشعبي الإماراتي، أن العادات والتقاليد التي يزخر بها الشعب الإماراتي عديدة من بينها، الميلاد (ازدياد مولود جديد)، الزواج، الزفة (الدخلة)، قدوم الحجاج، مناسبات وطنية (ذكرى وفاة الشيخ زايد، ذكرى بناء الدولة الإماراتية)، المراسم الاجتماعية، الألغاز، المعتقدات والمعارف الشعبية.
وبدوره، أكد عبد العزيز لمسلم باحث في التراث الشعبي الإماراتي، أن أول محاولة لصون التراث الشعبي والثقافي في الإمارات ظهر قبل الاتحاد، حيث أن كل إمارة كانت تولي العناية بتراثها الخاص، ذاكرا أن في أواخر الستينيات أنشأ سمو الشيخ زايد رحمه الله  أول متحف في الإمارات وبالتحديد بالعين.
وأضاف في مداخلته، أن من ضمن الجهات الراعية والمنظمة لموضوع التراث الشعبي والثقافي يمكن أن نذكر وزارة الثقافة الإماراتية، معهد الشارقة للتراث، مركز زايد، هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة ونادي التراث الإماراتي ومركز حمدان محمد لإحياء التراث، مشيرا إلى أن أنه يوجد بعض الجمعيات التي تولي اهتماما خاصا بموضوع اللقاء في مقدمتها، جمعية الغوص التقليدي، جمعية التراث العمراني وجمعية الشحشوح للثقافة والتراث.
وزاد بالقول، “إن حاكم الشارقة له إسهامات كثيرة في حفظ التراث الثقافي ومع بداية السبعينات بدأ يهتم بموضوع الشعر الشعبي وكرم الشعراء وبدأ يرعاهم وجمع موادهم الشعرية، لكن مع بداية الثمانينيات أسس الدائرة الثقافية من بينها، إدارة التراث في سنة 1987، وهي تهتم بالتراث المادي وغير المادي، مؤكدا، أن الشارقة تحتوي على أكثر المتاحف حيث أن المتاحف الحكومية لم تتجاوز العشرين في حين أن المتاحف الغير حكومية تتجاوز العشرة”.
واعتبر عبد العزيز لمسلم في عرض اللقاء، أنه في سنة 2014 تم تأسيس معهد الشارقة للتراث، بموجبه ألغيت إدارة التراث وأضيف عملها إلى معهد الشارقة للتراث، ومن أهم الأعمال التي يتبناها المعهد، مثل ملتقى الشارقة الدولي للراوي ومركز الحرف الإماراتية، وأسابيع التراث الثقافي في العالم والحفاظ العمراني والترميم، مختتما بأن هذا المعهد قد أسس مؤخرا مركز التراث العربي، إضافة إلى قسم بحوث ومتحف اثنوغرافي وقسم للأرشيف من أجل صون الثقافة الإماراتية من الضياع.

Related posts

Top