التمرد.. آخر تفاصيل التراجع

كرس الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، مسلسل تراجع دخله منذ المشاركة الناجحة بمونديال قطر 2022، تراجع مخيف حقيقة، لم تعد معالمه تظهر على مستوى ضعف الأداء وتفكك الخطوط، وسلبية النهج التكتيكي فقط، بل امتد إلى سوء السلوك وعدم الانضباط، وظهور حالات تمرد، أبطاله ممن يعتبرون عناصر ارتكاز  بكتيبة “أسود الأطلس”…

منحى خطير، صدم كل الأوساط الرياضية، إلى درجة أصبح هناك تخوف كبير على مستقبل النخبة المغربية، التي لم تسجل للأسف أي تطور يذكر، بل بالعكس، لم تعد تملك القدرة على الحفاظ على المستوى اللافت الذي ظهرت به خلال مباريات كأس العالم…

وكما تقول المعادلة الصحيحة، من لا يتقدم يتراجع؛ وهذا ما ينطبق تماما على كتيبة المدرب وليد الركراكي، الربان الذي ظهر جليا أنه بدأ يفقد السيطرة على كل التفاصيل…

وجاء عدم تقبل كل من حكيم زياش ويوسف النصيري، لقرار  استبدالهما،  كسلوك متدن يدينه الكل وبشدة، ليعبر عن واقع داخلي غير سليم، خاصة من طرف لاعبين محترفين، من المفروض أن يبرزا نضجا في التعامل والاحترام، ومراعاة صورة المرتبطة بالقميص الوطني…

حالة شاذة على جميع المستويات، غطت على مجريات الأحداث، إلى درجة أنها لم تترك المجال للحديث عن أسباب ومسببات، ضعف الأداء وسلبية التكتيك، وتفكك الخطوط، فهذا المنتخب الذي رفع السقف عاليا، واستحق كل عبارات الإشادة والتقدير، وحظي باستقبال ملكي سامي، ونال أفراده أوسمة التشريف، دخل للأسف منذ مدة مرحلة العد التنازلي المخيف…

فوز صعب على منتخب زامبي؛ لم يصدق أنه يواجه منتخبا مغربيا فقد الكثير من الإمكانيات التي وضعته ضمن صفوة كرة القدم العالمية، وعندما انتبه المدرب أفرام غرانت إلى الارتباك الذي يعيشه أصدقاء العميد غانم سايس، تخلى عن مبدأ التحفظ، وبدأ في التركيز على أماكن الخلل الظاهر للعيان، خاصة على مستوى قلب الدفاع.

وهذا ما حدث بالفعل، حيث سجل اللاعب إدوارد سيلوفيا  هدفا بطريقة لم يعد معها الحديث عن مناعة دفاعية تذكر، بل كان من الممكن أن يوقع الزامبيون هدف التعادل في اللحظات الأخيرة القاتلة، إلا أن آخر فرصة مرت فوق العارضة الأفقية لمرمى حارسنا ياسين بونو، مخلفة حالة من الذعر وسط الجمهور الرياضي…

يمكن القول إن الأهم هو كسب ثلاثة نقط تجعل المنتخب المغربي بموقع المرشح الأول لكسب ورقة التأهيل للمونديال عن المجموعة الخامسة، إلا أن كل المؤشرات تؤكد بالفعل أن الأمور لا تبعث عن الارتياح، ولابد من تدخل حاسم لوقف كل ما يحدث من عبث…

غدا موعد المباراة ضد الكونغو برازافيل، والتي تحولت من كينشاسا إلى أكادير، وكل الظروف مهيأة لكسب ثلاث نقط إضافية، لكن مباشرة بعد هذه المباراة، لابد من الدخول لمرحلة أخرى، تعيد ترتيب البيت الداخلي لمنتخب يمثل شعبا بكامله، ولا يعقل أن يتحول إلى ساحة لمختلف الممارسات غير السوية.

محمد الروحلي

Top