التهافت على رئاسة الوداد

في الوقت الذي تجد فيه أغلب الأندية الوطنية بجل الأقسام، صعوبة كبيرة في إيجاد من يتحمل مسؤولية الرئاسة، أو بالأحرى شخصا مستعدا لقيادة دفة التسيير، نجد حالة خاصة على الصعيد الوطني، تحطم هذه القاعدة.
ويتعلق الأمر بنادي الوداد البيضاوي متعدد الفروع، والذي أعلن عن عقد جمع انتخابي، رغم أن المكتب الحالي بقيادة عبد المجيد البرناكي، منتخب لمدة أربع سنوات، ولم يمر على تنصيبه على رأس النادي سوى أشهر معدودة…
التاريخ المحدد، هو الثامن عشر من شهر يوليوز القادم، وتأكد الآن ترشيح ثلاثة أسماء وهم هشام أيت منا، وأنس كورامي وكرم ناسيك، كما تحدثت مصادر عن وضع سعد الله ياسين هو الآخر لترشيحه…
أربعة ترشيحات لتسيير ناد واحد، وهو ما يعتبر مستجدا على الساحة الوطنية، كمعطى يؤكد قيمة الوداد، وأهمية تحمل مسؤولية رئاسته، باعتباره منصة مشعة، أصبحت تغري العديد من الأشخاص، كيفما كان وزنهم وتكوينهم، ورصيدهم المالي والمعرفي، وبصفة خاصة سوابقهم…
والأكيد أن الاستحقاقات القارية والدولية التي تنتظر الوداد، ساهمت في ما يمكنه تسميته بالتهافت على تسيير الوداد، ومن بين هذه المواعيد الكبرى، هناك السوبر الإفريقي، وكأس العالم للأندية بالولايات المتحدة صيف السنة القادمة…
ومن بين الأسماء المثيرة للجدل التي وضعت ترشيحها، هناك هشام أيت منا الذي قدم مؤخرا استقالته من رئاسة فريق شباب المحمدية، ولم يتأكد بعد إذا ما كان قد قدم استقالته من رئاسة الشركة الرياضية، مع أنه يستحوذ هو وأفراد من عائلته، على أغلب الأسهم…
وفي إطار الترويج لنفسه، كمرشح “فوق العادة” لنادي الوداد، تتحدث مجموعة من المصادر عن إجراء اتصالات مع أكثر من طرف محسوب على العائلة الودادية، كما عقد لقاءات متعددة، مع أشخاص يعتبرون نافذين، على أمل الظفر بهذا المنصب المغري…
أيت منا وعد في تدوينة بمواقع التواصل الاجتماعي: “أعدكم أنني سأبذل قصارى جهدي لأجعل من الوداد الرياضي ناديا بمواصفات عالمية، ينافس على كل الواجهات وطنيا قاريا وعالميا”.
ونحن نتذكر ما سبق أن قدم من وعود كثيرة، وهو يتحمل مسؤولية رئاسة فريق مدينة الزهور، ولعل أبرزها الفوز ببطولة المغرب، والمنافسة على مستوى عصبة الأبطال الإفريقية، وغيرها من الوعود التي سرعان ما تبين أنها مجرد وعود فارغة، والدليل على ذلك الوضعية الكارثية التي يعيشها الشباب الذي تحول من فريق يتطلع إلى أعلى المراتب؛ إلى اسم يصارع من أجل البقاء…
كل هذه المعطيات تؤكد أن الوجود على رأس الوداد منصب جد مغر، ويسعى أكثر من مرشح لنيل ثقة مكونات النادي وخاصة المنخرطين، وما على العائلة الودادية إلا التفكير ألف مرة، قبل منح الثقة، لهذا الشخص القادر على القيادة خلال المرحلة القادمة، وخدمة “وداد الأمة”، وليس استغلال الاسم واللوغو للوصول إلى أهداف شخصية.

>محمد الروحلي

Top