ملعب “كازابلانكيز” يستأنف الوجود في الحياة بعد شلل استمر 22 سنة، وهي فترة طويلة ظل فيها الفضاء مغلقا وهادئا، بدون أنشطة بداعي الإصلاح والتحديث.
وجاء ذلك تفاعلا لمجلس جماعة مدينة الدار البيضاء مع وضع سيئ بلغته المعلمة، بدون أبواب مستباحة نهارا و ليلا من لدن الغرباء عن الرياضة، مما يعرقل أنشطة الأندية الرياضية و يمس سمعتها.
وبطلب من مجلس الجماعة عمل إدريس بنهيمة والي الدار البيضاء على إفراغ سكن وظيفي لعائلات قضت فترة كبيرة من عمرها كما تم إغلاق مقرات أندية ألعاب القوى (الوداد، والرجاء، ونجم الشباب الرياضي، والراسينغ البيضاوي، والحياة، والنادي البيضاوي ونادي مرس السلطان)، إضافة إلى ناديي الجمباز والملاكمة.
وكان قرار السلطات في ليلة الثلاثاء 26 فبراير 2002 بعد أيام عن عيد الأضحى، وذلك بمبرر إعادة ترميم وتهيئة الملعب دون تحديد فترة الأشغال مما عرقل النشاط الرياضي.
كان الحدث مؤلما في شلل فضاء رياضي، ومفرحا في ذات الوقت في مبادرة لمسؤولي المدينة ترمي إلى رد الإعتبار لمعلمة تاريخية، جسدت ملتقى للمواهب والطاقات ووعاء لصناعة الأجيال والأبطال وفضاء هاما للتداريب والتباري.
ملعب كازابلانكيز ضمن حديقة الجامعة العربية التي يمتد تاريخها إلى 1916، فضاء كان سجنا قديما ل أنفا منذ سنة 1500، والملعب أحدث في ثلاثينيات القرن الماضي وفي حلبته بصمات أقدام أبطال رواد تدربوا وتنافسوا هناك مثل منصور الحريزي، وعبد السلام الراضي، وسعيد عويطة، وبوشعيب لمعاشي، وإدريس معيزات، وإبراهيم فصيح، وبوشعيب مصلح، ولحسن دكين، ولينو باكو، ومصطفى فنان، وعبد الغني بلال، العياشي أمقدوف، وأحمد الصنهاجي، ومحمد طارق، عمر غزلات، ومصطفى بوطيب، وبوشعيب شعبوني، ومحمد بريكة، ومصطفى قريتيف، ومصطفى ريجالي، ومحمد بايطوط، وبوشعيب جناني، وعبد المجيد مكاوي، ومحمد الشعبي، وعبد المجيد ماليك، وصالح فتوح، وخديجة بشار، وخديجة حنين، وعائشة بوكار، ومليكة حدقي، وفاطمة ادرباش، ورقية وجعة، وكنزة عيطوني، وفاطمة عوام، وسعاد ملوسي، وثريا عبودي، وفتيحة صلاحي والشعيبية سليك، ودنيا زميطة، وفاطمة أدرباش وكريمة شاهين.
وغيرهم من القدامى وأجيال أخرى كنوال المتوكل، وخديجة فايز، ورشيدة أصنام، وفاطمة عزيزي، وخديجة سكير، ومحمد ناعومي، وحسن السنيني، وعبد الكريم عريف وبوشعيب الزهوري، وحسن السماعيلي، وعبد العزيز عسولي، ومحمد كوشاوي، ومحمد معزاوي وحسن إيكجدار .
في الجمباز تألق مصطفى زكري أقدم الممارسين رفقة الأخوين بران ميلود وإبراهيم وحبيبة شاكر وناصر وبوشعيب الشناني وبانكير، الأب الروحي للملاكمة في الفضاء.
ومن كازابلانكيز، المعلمة التاريخية تألقت أسماء في محافل ومناسبات دولية أبرزهم نوال المتوكل أول مغربية، عربية إفريقية تحرز ذهبية أولمبية سنة 1984، وتميزت وطنيا جمعوية ووزيرة وعضو فاعل في اللجنة الأولمبية الدولية.
الملعب تجمل وتهيأ وتعزز بموافق رفيعة المستوى، حلبة مطاطية عوضت الحلبة المفحمة، ومرافق ، ومقرات ومستودعات والملعب محصن بالسور والأبواب في انتظار تكيف من يشرف على تدبير وتسيير أموره.
ويترقب الرياضيون موعد افتتاح “كازابلانكيز” وعودة الروح والنشاط إلى فضائها بعد الزيارة التي قام بها وزيرا الثقافة والإتصال والتربية الوطنية والرياضة مرفوقين بوالي الجهة محمد مهيدية ومنتخبون، والأمل أن يحظى هذا المركب الرياضي التاريخي بالعناية اللائقة حفاظا على مرافقه حتى يستمر في الحياة، ويواصل احتضان شباب الدار البيضاء ويعود إلى تفريخ الأبطال .
محمد أبوسهل