شجرة الأركان النادرة الانتشار، التي نصادف تواجدها في أماكن محدودة، خاصة في الجنوب المغربي، بين الصويرة وتافراوت، قد عرفت أكثر واشتهرت، بفضل زيوتها ذات الخاصيات والمنافع الجمة، لدرجة أن غذا العالم يحتفل بها في العاشر من شهر مايمن كل عام، وهو الاحتفال الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، بمبادرة من المغرب.
العديد من جمعيات المجتمع المدني، والمؤسسات التربوية والاجتماعية والثقافية، غدت تنظم أنشطة تعريفية وتحسيسية بالدور الهام، الذي لاتزال تحظى به هذه الشجرة المباركة. وهي الأنشطة التي تتواصل طيلة شهرمايوليس في اليوم العاشر منه فقط، بفضاءات متعددة بربوع البلاد.
من بين هذه الالتفاتات الإيجابية ما أقيم – في الآونة الاخيرة- بفضاء المدرسة الابتدائية “محمد بلعربي العلوي”، حيث احتضن احتفال مديرية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بمولاي رشيد، باليوم العالمي لشجرة الأركان، ببرنامج غني ومتنوع، استهل بأوراق تعريفية بهذه الشجرة المميزة، تلاها بعض التلاميذ بالأمازيغية والعربية، ثم تواصلت بقية الفقرات الأدبية والفنية، ضمت الزجل إلى جانب التعبير الجسدي، ثم الأنشودة التربوية، ليختتم بمبادرة حسنة ومحمودة، استجاب لها مجموعة من المتعلمات والمتعلمين، عبر غرس شجيرة أركان بحديقة المؤسسة. وهي العملية التي أشرف عليها إلى جانب التلاميذ، رئيس مصلحة الشؤون التربوية بمولاي رشيد، ثم مديرة المدرسة المحتضنة للنشاط، ومجموعة من المديرات والمديرين، ومنسقات ومنسقي الأندية البيئية بالمؤسسات التعليمية الابتدائية، المنخرطة في برنامج المدارس الإيكولوجية.
في كلمتها التوجيهية، قبيل إسدال الستار على فعاليات هذا الورش التحسيسي والتربوي، طلبت الأستاذة “سلوى اليعقوبي” بصفتها المنسقة الإقليمية للتربية البيئية، والتنمية المستدامة، من تلاميذ مدرسة “محمد بلعربي العلوي”، المساهمة في الحفاظ على هذا الموروث السوسيواقتصادي المغربي، عبر رعاية شجيرة الأركان حتى يكتمل نموها، كما ناشدتهم بتحسيس زميلاتهم وزملائهم، بأهمية شجرة الأركان وبدورها الفعال في حياة كل فرد في المجتمع.
عبد الحق السلموتي