كل عام، تحضى “جمعية فضاء القرية للإبداع” بتنظيم نسخة جديدة من مهرجانها المسرحي الاحترافي، تطبعها باسم فنانة أو فنان مسرحي ممن خلفوا أثرا فنيا يستحق الذكر، وتحتفي به ومن خلاله بمختلف الأجيال والأطياف والتلاوين المسرحية الوطنية، من باب الاحتفاء بالرصيد الفني والمسرحي لنخبة من صناع الفرجة، وثلة من المبدعين الذين صنعوا الحدث بفرجاتهم المسرحية ونقشوا أسماءهم في الذاكرة المسرحية المغربية بكل حب، وبصموا الخزانة المسرحية الوطنية بأعمال مسرحية ستبقى شاهدة على علو كعبهم في تطوير فن الخشبة.
ها نحن وللمرة التاسعة، نشعل شمعة من شموع المسرح المغربي، ونعلن من خلالها أننا سنحفر بأظافرنا لتحقيق فعل الاستمرار، ونؤكد إصرارنا على مواصلة فعل الاحتفاء بأسماء عملاقة مسرحية وازنة، تربعت على أرائك الفرجة على اختلاف مشاربها شوطا من الزمن. وللمرة التاسعة نترنم على نغمات الفرجة المسرحية لنستمتع بين تقسيماتها بمنجزات مسرحية محترفة من مختلف المدن المغربية، وللمرة التاسعة أيضا نعلن إعلان المـلح على التحدي لتأجيج فعل الاستمرار في مواصلة مهرجاننا المسرحي بنفس إيقاعاته السابقة، ونعلن إصرارنا المُواطن على مواصلة تنظيم هذه التظاهرة المسرحية المحترفة.
شهادة ميلاد الطبعة التاسعة لـ “مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي” عنوان عريض ينبض بالوفاء للمقاصد النبيلة لفكرة التأسيس، التي لم يحكمها وازع المطامع الانتفاعية أو الانتهازية ، ولا هواجس البهرجة والتدافع من أجل الظهور.
الوفاء لفلسفة فكرة التأسيس، نعيش اليوم نفسا من أنفاسها القوية، في حضرة جملة من صناع الفرجة ومهندسي فن الخشبة، وهو الحضور الذي نستمد منه عزيمتنا وتشبتنا بمواصلة سير هذا التقليد السنوي، وهو أيضا شهادة تؤكد أن دوافع التأسيس لم تكن ملفوفة بالباطل، بل كانت محصنة بحس وطني صادق، وملفوفة بالحس الإنساني النبيل الذي يطبع سلوك المبدع الحقيقي، المؤمن بضرورة تطوير آليات فعل المبادرة، لتوسيع دائرة الانفتاح على التجارب المسرحية، وفتح متنفس فرجوي محترف تتلاقح بين ظُهرانيه التجارب المسرحية المختلفة.
“مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي” مبادرة فنية تتطلع إلى خلق شراكات متعددة ومتنوعة قادرة على تجديد أنفاس فن الخشبة، وإعادة الثقة إلى الجمهور المغربي لإعادة إعمار دور العرض المسرحية، عن طريق تطوير القيمة الفنية والجمالية للمنجزات المسرحية، وتقديم إضافات فرجوية نوعية مُتميزة تليق بمستوى الرصيد التاريخي لهذه المدينة البيضاء.
ها نحن اليوم نؤكدها وللمرة التاسعة، تقليدا مسرحيا سنويا، تتناسل خيوطه الفرجوية لتستحضر الامتدادات الإبداعية التي طبعت فعل المسرح على امتداد الرصيد التاريخي لهذه المدينة العملاقة. داخل أنفاس عُرس مسرحي عنوانه العريض “مهرجان ابن امسيك للمسرح الاحترافي” يتضمن برنامجه العام تجارب مسرحية محترفة، وتتشرف أجندته بالاحتفاء بأسماء وازنة من العائلتين المسرحية والإعلامية بالمملكة.
وما اختيار المسرحي المقتدر الأستاذ محمد بهجاجي عريسا للطبعة التاسعة، إلا دليل قوي على أن المقاصد الكبرى للمهرجان تتحقق على سكة يحكمها منطق الاعتراف بالقيم الإبداعية الرائدة التي طبعت المشوار المسرحي المغربي، حيث انطلق عداد الاحتفاء بالفنان الكبير المرحوم “مصطفى سلمات” قيد حياته، وشيوخ فن الخشبة بالبلاد الفنانون (عبد الكريم برشيد ومحمد الخلفي وثريا جبران، وعبد العظيم الشناوي، نعيمة لمشرقي، مصطفى الداسوكين والمرحوم سعيد طنور)، علاوة على احتفاء النسخ السابقة للمهرجان بنخبة من الفنانين والفنانات، ممن خلفوا أثرا طيبا لدى الجمهور المغربي..
تأسيسا على العلاقة المتصلة بين المسرح ورجالات الإعلام والصحافة الوطنية، احتفت دورات المهرجان بقيدوم الإعلاميين المرحوم محمد لمودن وعبد الرحيم تافنوت وحسن حبيبي ونسيمة الحر والحسين الشعبي وعتيق بنشيكر وأحمد علوة ، وها هي اليوم تحتفي بقامة إعلامية ومسرحية عززت الخزانتين الإعلامية والمسرحية بسيل من الإضافات النوعية وتتشرف بالمسرحي والصحافي “حسن عين الحياة “.
> كتب: إسماعيل بوقاسم