الدورة الثانية والعشرون لسينما بلدان حوض المتوسط تتواصل

مبعوث بيان اليوم إلى تطوان: سعيد الحبشي
تتواصل الدورة الثانية والعشرون من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط… ثمانية أيام من السينما، بين متعة المشاهدة، والمطارحات الفكرية والنقاشات التي  يلتقي حولها مخرجون ومهنيون ونقاد من دول عربية وأوروبية تطل على البحر المتوسط، للحديث عن التجارب السينمائية، وعلاقتها بالإنسان في عالم اليوم وصراعاته، والحديث عن السينما كصناعة وكفن صانع للأحلام….ومفجر للأسئلة بالنسبة للزمن والانسان.
ويمكن القول أن هذه الدورة تتميز بالتنوع،  في مهرجان يتجدد، ما عكسه مستوى التنظيم ومستوى العروض التي تبرز أسئلة وهواجس السينمائيين المتوسطيين وثقافاتهم في غناها وتعددها والخطابات التي يمررون عبر الصورة والمنطوق اللفظي.
وقال مدير المهرجان أحمد حسني، إن هذا المهرجان هو أكثر من مجرد ملتقى سينمائي، بل هو مناسبة لتدارس التحديات التي تواجهها المنطقة المتوسطية التي تعج عدد من مناطقها بالاضطرابات.
ويشارك هذه الدورة،  في مسابقة الأفلام الطويلة، 38 فيلما من 14 دولة متوسطية، من بينها: «إحباط» لـ محمد إسماعيل و»رجال من طين» لـ مراد بوسيف من المغرب، و»شبابيك الجنة» لـ فارس نعناع من تونس، و»نوارة» لـ هالة خليل من مصر، و»3000» ليلة لـ مي المصري من لبنان، و»ريفير بانك» لـ بانوس كاركانيفاتوس من اليونان، و»الطابق العلوي» لـ رادو مونتيان من رومانيا، و»أن تتحدث» لـ خواكيوم أوريستيل من إسبانيا، و»كائنات متوحشة» لـ ليا فيهمر من فرنسا.
كما يتنافس 15 فيلما في مسابقة الأفلام القصيرة، من بينها: «آية والبحر» لـ مريم توزاني و»أمل» لـ عايدة سنة من المغرب، و»الموجة» لـ عمر بلقاسمي من الجزائر، و»ليلة حب» لـ حلمي نوح من مصر، و»حجر سليمان» لـ رمزي مقدسي من فلسطين، و»أعداء من الداخل» لـ سليم عزازي فرنسا، و»بضع ثوان» لـ نورا الحرش و»طيران اللقلاق» لـ إيريس كالتينباك من فرنسا، و»القرية المفقودة» لـ جورج توديا من إسبانيا، و»البذرة» لـ إيفيجينيا كولسوني من اليونان.
 في حين تضم مسابقة الأفلام الوثائقية التي استحدثت العام الماضي أفلام من بينها: «ثقل الظل» لـ حكيم بلعباس من المغرب، و»الزعفران» لـ خالد غربال تونس، و»قوة مضادّة» لـ مالك بن اسماعيل من الجزائر، و»منزل لـ رأفت الزاقوت من سورية، و»طنجة» لـ خوان كوتيي من إسبانيا.
خارج المنافسة، تعرض ستة أفلام، هي: «ديغراديه» لـ عرب وطرزان أبو ناصر من فلسطين، و»جوّع كلبك» لـ هشام العسري من المغرب، و»عزيز روحو» لـ سونيا شامخي من تونس، و»ثلاث نوافذ وعملية شنق» لـ عيسى كوسجا من كوسوفو، و»سقف وطعام» لـ خوان ميغيل ديل كاستيو من إسبانيا، و»حي سوبورا» لـ ستيفانو سوليما من إيطاليا.
بالإضافة إلى برنامج ثقافي أهم عناصره تنظيم ندوة دولية تحت عنوان «حينما تحكي السينما مآسي البحر الأبيض المتوسط».
وندوتا «السينما المغربية ومسألة اللغة»، وندوة حول المخرج الفرنسي تحت عنوان «أندري تيشيني سينمائي متعدد الأوجه».
 وفضلا عن كل ذلك، يقيم المهرجان، الذي تأسس عام 1985 وتنظمه «جمعية أصدقاء السينما بتطوان»، عدة ورشات تدريبية، كما ينفتح هذه الدورة على الفضاء المدرسي بمختلف مكوناته من تلاميذ ومدرسين، ومن أقوى اللحظات التي عرفتها هذه التظاهرة الثقافة المتميزة، خلال الدورة التي تختتم في الثاني من أبريل القادم، تكريم المخرج داود أولاد السيد وهي لحظة، اعتبرها المنظمون لحظة اعتراف بفنان اشتغل بمهنية، وكشف مزايا التصوير الفوتوغرافي في علاقته بالسينما، وحسب البرنامج ينتظر أن يتم تكريم الفنانة المغربية أمل عيوش.
بشخصيته المتميزة يلعب مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، دورا كبيرا في التعريف بالسينما على ضفاف المتوسط، كما يساهم في دعم ثقافة الصورة لكي تصبح تطوان جوهرة جنوب المتوسط، حاضنة للفعل السينمائي، ومساهمة في الجدل الدائر حول راهن الإنسان على ضفتيه.  
وتطوان باعتبارها مدينة تجمع بين الضفتين في عمق ثقافتها المغربية وإرثها الأندلسي، دون شك تمنح المهرجان شرعية الحديث عن هذه البحيرة التي كانت سباقة إلى تنوير شعوب العالم بالفكر والحضارة والإبداع.

Related posts

Top