أثارت وتثير شحنات الأبقار المستوردة من البرازيل ضمن الخطة الحكومية لتزويد الأسواق المحلية باللحوم الحمراء والحد من ارتفاع أسعارها، الكثير والكثير من الاستهجان والسخرية.
فهناك مواطنون شككوا ويشككون في سلالة هذه الأبقار وآخرون يحذرون من خطورتها على الصحة، فيما اعترت وسائل التواصل الاجتماعي موجة عارمة من الغضب يعبر من خلاله المواطنون عن شعورهم إزاء المستوى الذي آل إليه “الحق في الغذاء” في ظل هذه الحكومة، إذ لم يعد هذا الحق لا واف، ولا كاف، لا من الناحية الكمية ولا حتى النوعية، بل إن هذا الحق لم يعد يتلاءم حتى مع تقاليد الأسر المغربية الحريصة على الجودة خصوصا حين يتعلق الأمر بالحياة المعيشية بعيدا عن الخوف.
وعاب المواطنون سياسة “التطمينات” التي تهرول إليها الحكومة في كل مرة مرة، لامتصاص غضب المواطن المرهق الذي لم يعد يعي ما يقدمه ولا ما يؤخره في تلبية حاجياته، من كثرة الغلاء في الأسواق، وأيضا من تخوفاته من شراء “ربع كيلو” من اللحوم الحمراء قد يكون مصدرها أبقار برازيلية مصابة بجنون البقر.
في هذا السياق، طالبت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان بـ “عزل كل الأبقار المستوردة من البرازيل عن الأبقار المحلية ووقف كل استعمال لها لدى المواطنات والمواطنين إلى حين القيام بتحقيق برلماني أو قضائي في الموضوع بإشراك الخبراء والجمعيات والنقابات المهتمة .
وحملت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان في بلاغ لها “المسؤولية المباشرة عن كل ضرر يصيب صحة وسلامة المواطنات والمواطنين للحكومة المغربية”.
وسجل المصدر نفسه أن “وزارة الزراعة البرازيلية أعلنت، بداية مارس المنصرم، أن إيران والأردن وتايلاند وروسيا أوقفوا مؤقتا استيراد لحوم الأبقار من البلاد، بينما تحقق السلطات في حالة إصابة بجنون البقر من ولاية بارا، حسب بيان رسمي أرسل إلى وكالات الأنباء العالمية”.
ولفت البلاغ ذاته، إلى أن “البرازيل نفسها أوقفت صادرات لحوم البقر إلى الصين للوفاء بشروط اتفاقية تجارة بينهما، حيث ما زالت البرازيل تحقق في حالة إصابة باعتلال الدماغ الإسفنجي البقري (جنون البقر) تم رصدها لدى حيوان ذكر يبلغ من العمر تسع سنوات من ولاية بارا”.
يذكر أن تعليق الحكومة، حول التخوفات المشروعة للمواطنين من جودة وسلامة الأبقار المستوردة، جاء على لسان مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة، الذي أكد “إن جميع الأبقار المستوردة، وقبل دخولها للمغرب يتم افتحاصها مخبريا والتأكد من سلامتها، وهذا موضوع لا تساهل فيه”.
سعيد ايت اوزيد