“.. وجب الحديث عما كنا قد اعترضنا عليه مرارا، ازدواجية المهام، فلا يعقل أن يكون رئيس العصبة الاحترافية، هو رئيس ناد يتنافس معنا ومع الأندية الأخرى، هناك بالفعل تضارب المصالح…”
هذا الموقف هو جزء من تصريح مطول للناطق الرسمي للرجاء البيضاوي سعيد وهبي، أدلى به مؤخرا لوسائل الإعلام، عدد فيه ما يراه أخطاء متعمدة ذهب ضحيتها ناديه في العديد من المناسبات، وكان آخرها في نظره، المباراة ضد نهضة بركان، والتي قادها الحكم زوراق، ولم ينس بطبيعة الحال أن يعرج على مسألة ازدواجية المهام.
وليست هذه هى المرة الأولى التي يتقدم فيها الرجاء باحتجاج سواء عن طريق بلاغ، أو تصريح لناطقه الرسمي، الذي أصبح مختصا في مثل هذه الخرجات، التي تبحث عنها وسائل الإعلام بلهفة كبيرة.
ما يهمنا في تصريح وهبي، هو الحديث عن ازدواجية المهام، وهذا موقف واضح، لكنه قابل للنقاش، ما دام الأمر يتعلق بإشكال حقيقي، في وقت قطعت عصب احترافية على الصعيد الأوروبي مثلا، خطوات كبيرة على درب الاستقلالية والحيادية، وهذا هو الرهان المفروض أن تسعى له مستقبلا العصبة الاحترافية لكرة القدم بالمغرب.
فوضع حد لازدواجية المهام يبقى مطلبا ملحا، لكنه يتطلب أولا تغيير القانون الإطار، والمنصوص عليه في قانون التربية البدنية والرياضة، أي ما يصطلح عليه اختصارا ب “30 – 09”.
فالقانون ينص بوضوح على ضرورة تمثيلة الأندية، وهذا ما يطبق بالحرف على مختلف الأجهزة المشرفة على الرياضة على الصعيد الوطني، وكرة القدم جزء منها، وعلى هذا الأساس تنظم انتخابات الجامعة والعصبة الاحترافية، والهواة والعصب إلى غير ذلك.
ولتفادي ازدواجية المهام لابد من المطالبة بتغيير القانون، وهذا يتطلب التقدم بمشروع جديد، ومصادقة البرلمان، وموافقة الأمانة العامة للحكومة، أي هناك مسلسل طويل يتطلب تعبئة خاصة، وحشد الدعم من طرف عدة مدخلين أو فاعلين أساسيين، وبدون شك في أي تحرك بهذا الاتجاه، سيلقى الدعم والمساندة من طرف الأوساط والتنظيمات الرياضية، نظرا للثغرات التي تعتري القانون المذكور.
هذا جانب أساسي من المفروض أن تناضل من أجل تحقيقه الرجاء بصفتها ناديا مرجعيا، إلى جانب مؤسسات رياضية أخرى بهدف تغييره، إلا أن هناك جانبا آخر لابد من إبرازه في هذه الحالة، ألا وهو ضريبة الكرسي الفارغ.
فالرجاء وخلال آخر جمع عام للعصبة الاحترافية، كانت ممثلة بالرئيس جواد الزيات، هذا الأخير رفض الانضمام للائحة سعيد الناصري، وهي الوحيدة التي تقدمت أمام أشغال الجمع، كما لم تقدم أية لائحة منافسة، سواء من طرف الرجاء أو أي ناد آخر .
وإذا كان موقف الزيات مفهوما، نظرا لحساسية الموقف بين الناديين البيضاويين، والضغط الممارس من طرف الجمهور، إلا أن هناك تعبيرا عن موقف، وموقف الرجاء كان سلبيا مائة في مائة، وهو الآن يؤدي ضريبة الكرسي الفارغ.
فإذا كانت الرجاء ممثلة داخل مكتب العصبة، ستكون في قلب الحدث، وسيكون ممثلها على إطلاع على كل ما يجري من الداخل، وبإمكانه المساهمة في معالجة الإشكالات أو الاختلالات المطروحة، وأيضا على بينة من الإكرهات، لأن الموقف من خارج المسؤولية، ليس كما من الداخل، لأن الفارق في هذه الحالة كبير جدآ.
وحتى في حالة ظهور سوء نية، أو اتخاذ قرارات غير منصفة، فهناك إمكانية للتدخل في أية لحظة، وفرصة التدخل في الحال تكون متوفرة، أما سياسة الكرسي الفارغ، لم تكن نهائيا حلا عمليا، وغالبا ما تكن تكلفتها باهضة الثمن.
سؤال لابد من طرحه في الأخير، ماذا لو كان فريق هو الرجاء هو الذي يترأس العصبة، هل سيكون نفس الموقف، أو بالأحرى نفس المطلب؟.
>محمد الروحلي